جنود لبنانيون ودوليون في مكان المواجهات (أ ف ب)
استشهاد عسكريين لبنانيين والزميل بو رحال ومقتل ضابط إسرائيلي..
مرجعيون :
خاض الجيش اللبناني، يوم امس، مواجهة بطولية مع قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي على طريق عام العديسة ـ كفركلا، اسفرت عن استشهاد جنديين بعد ان تصدى لعملية خرق فاضحة من قبل الاحتلال للقرار 1701، وأدت المواجهة الى استشهاد الصحافي الزميل في «الأخبار» عساف بو رحال، فضلا عن سقوط عدد من العسكريين جرحى بالاضافة الى أحد المدنيين.
وسيطر هدوء حذر وترقب، في ساعات المساء، على جبهة القتال، بعد مواجهة اتخذت أبعادا قتالية عنيفة، استخدم فيها العدو قذائف الدبابات والمدفعية الانشطارية والاسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة. وردّ الجيش اللبناني الذي قاوم ببسالة، محاولة جيش الاحتلال تجاوز الخط الحدودي على طريق عام كفركلا ـ العديسة. كما دمرت ثلاث ناقلات جند للجيش بواسطة صاروخ موجه من مروحية هجومية للعدو من طراز أباتشي. واستشهد الصحافي في الزميلة «الاخبار» عساف ابو رحال من بلدة الكفير – قضاء حاصبيا، الذي اصيب إصابة مباشرة، واصيب الزميل علي شعيب مراسل المنار اصابة طفيفة في قدمه، اضافة الى جرح عدد من العسكريين ومدني واحد هو ابراهيم عبود، حيث عملت سيارة اسعاف تابعة لكشافة الرسالة الاسلامية على نقل الجرحى والشهداء الى مستشفيي مرجعيون وميس الجبل الحكوميين لتلقي العلاج. كما أصيب عدد من المنازل القريبة إصابات مباشرة، واندلعت النيران في الحقول والاراضي القريبة.
التفاصيل
في التفاصيل، أنه عند العاشرة وعشر دقائق، من قبل ظهر أمس، احتدم التوتر بين الجيش اللبناني الذي اتخذ أعلى درجات الجهوزية والاستنفار واتخذ مواقع قتالية على طريق عام العديسة على مقربة من نقطة مراقبة للكتيبة الاندونيسية، وقوة إسرائيلية مؤللة مؤلفة من عربتي «هامر» مدرعتين وسيارتي جيب عسكريتين، استقدمت رافعة لاقتلاع شجرة صنوبر بري، بمحاذاة السياج التقني وتثبيت إحدى الكاميرات.
وبينما انذر الجيش تلك القوة أكثر من مرة عبر «اليونيفيل»، إلا أن الجيش الإسرائيلي أراد ان يتحدى الإرادة اللبنانية؛ فما كان من الجيش، وبقرار صادر عن أعلى المراجع العسكرية، إلاّ أن أطلق طلقات تحذيرية في الهواء لردع الاسرائيليين، فما كان من جنود العدو إلا أن أطلقوا النار مباشرة على قوى الجيش، فأصيب عسكري بيده اليمنى وايضا مدني يدعى ابراهيم عبود من العديسة.
في هذه الأثناء، تفرقت جموع الصحافيين والقوات الدولية، فيما استمر الجيش يتعامل بالنار مع جيش الاحتلال. وحوصر الصحافيون بالنار وسط الشارع العام واختبأ البعض منهم بين السيارات العسكرية وسيارات القوات الدولية اتقاء من القنص والقصف الاسرائيلي في الجانب الاخر.
وعلى الأثر تدخلت دباباتا «ميركافا» تمركزتا في محلة الثغرة قرب نقطة المراقبة الإسرائيلية (في مسكافعام)، وقصفت بثلاث قذائف انشطارية مركز الجيش عند المدخل الشمالي الشرقي للعديسة ونقطة تمركز أخرى داخل العديسة، وكذلك موقع تلة النبي عوضة المشرف على كفركلا والعديسة، ومشروع المياه في الطيبة مستهدفة موقع الجيش اللبناني المجاور للمشروع، كذلك قصفت قذيفتين فوسفوريتين احرقت حقولا واراض في المنطقة، اتبعتها بعدد من القذائف المدفعية على تلة العويضة، واستمر القتال قرابة الثلث ساعة. كما حلقت مروحيتان هجوميتان من طراز اباتشي، على علو شاهق، حاذرتا الاقتراب من الحدود، واطلقتا بالونات حرارية.
وعلى الفور استنفرت القوات الدولية، حيث استقدمت خمس عربات مدرعة تابعة للوحدة الاسبانية رابطت في محيط بوابة فاطمة، حيث قطع الجيش الطريق بالاتجاهين على الخط الحدودي الممتد من بوابة فاطمة باتجاه مدخل العديسة.
واثناء ذلك تواصل القصف الاسرائيلي المتقطع بالمدفعية على مواقع الجيش اللبناني في تلة العويضة عند مدخل العديسة ومشروع الطيبة.
ومساء انتشرت قوات عسكرية اسرائيلية على طول الجبهة المقابلة للقطاع الشرقي، مما فرض اجواء امنية حذرة، فيما كثفت قوات اليونيفيل بالتعاون مع الجيش اللبناني من دورياتها المؤللة على طول الخط الازرق، وقد تصدى الاهالي لهذه القوات المتمركزة في محيط بوابة فاطمة لعدم مؤازرتها للجيش اللبناني اثناء تصديه لجيش الاحتلال.
وفي المقابل، اعلنت اسرائيل عن مقتل ضابط كبير في الاشتباكات، كما اصيب ضابط آخر.
الجيش واليونيفيل
وكانت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اصدرت بيانا اثر الاشتباك قالت فيه: ظهر اليوم (امس)، أقدمت دورية تابعة للعدو الاسرائيلي على تجاوز الخط التقني عند الحدود اللبنانية الفلسطينية في خراج بلدة العديسة، وضمن اراض متحفظ عنها لبنانيا، وعلى الرغم من تدخل قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان لمنعها، تابعت دورية العدو تجاوزها فتصدت لها قوى الجيش اللبناني بالاسلحة الفردية وقذائف «آر.بي.جي» وحصل اشتباك استعملت فيه قوات العدو الاسلحة الرشاشة وقذائف الدبابات، مستهدفة مراكز الجيش ومنازل المدنيين في المكان، مما ادى الى سقوط عدد من العسكريين بين شهيد وجريح.
وأعلن متحدث باسم الجيش لفرانس برس، إن الجنود اللبنانيين بادروا إلى فتح النار على جنود إسرائيليين دخلوا الأراضي اللبنانية، محملا «الغطرسة» الإسرائيلية مسؤولية الاشتباكات. وقال ان «الجيش اللبناني هو الذي أطلق النار أولا في اتجاه الجنود الإسرائيليين الذي دخلوا الأراضي اللبنانية (...) وهذا دفاع عن السيادة وحق مطلق».
وقالت اليونيفيل في بيان، انه في اطار مساعيها لاعادة الوضع الى ما كان عليه في منطقة عديسة، توجه نائب القائد العام الجنرال سانتي بونفانتي شخصيا على متن مروحية الى مكان الحادث. ولفتت الانتباه الى انها طلبت من الطرفين «وقف النار» وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وتفقد نائب القائد العام لقوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب الجنرال سانتي بوفانتي، مساء أمس، يرافقه عدد من كبار ضباط قيادة اليونيفيل في الناقورة بالاضافة الى قائد القطاع الشرقي الجنرال خوان غوميز دو سالازار وقادة الكتائب الدولية العاملة في هذا القطاع، موقع الاشتباك في العديسة، واجرى محادثات بين الجانبين لترطيب الاجواء بحضور مسؤول مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن علي شحرور، وضباط الارتباط في الجيش، انتقل بعدها الى البوابة الصفراء الحديدية في محلة الثغرة عند مدخل العديسة الشمالي وتحادث مع ضباط اسرائيليين بحضور ضباط دوليين من الجانب الاسرائيلي.
وعلى الاثر انتشرت قوة دولية قوامها سبع عربات مدرعة من الوحدة الاسبانية على مدخل العديسة.
الى ذلك، قام النائب علي فياض، بزيارة تفقدية لمواقع الجيش اللبناني التي تعرضت للقصف في العديسة ومحيطها، كما عاد فياض جرحى الجيش اللبناني والجرحى المدنيين في مستشفيي مرجعيون وميس الجبل.
مواطنان يساعدون جندياً جريحاً في العديسة (رويترز)
رجال الإسعاف ينقلون جثة الشهيد عساف بو رحال (أ ب)
تعليقات: