كل المعلومات المتوافرة عن ملف العميد المتقاعد فايز كرم

العميد المتقاعد فايز كرم
العميد المتقاعد فايز كرم


شائعات في الجبل عن توقيف حماده نفاها مكتبه وجولة له في الشوف..

لكل قصة بداية، أما حكاية العميد المتقاعد فايز كرم مع الموساد، فلها رواية، بدأت تفاصيلها في الولايات المتحدة الاميركية عندما زارها في مطلع الثمانينات، والغاية كانت دورة تدريب في معاهدها العسكرية، مع عدد كبير من الضباط من مختلف البلدان، وكما هي العادة تعرف كرم الى عدد من الضباط من جنسيات مختلفة وعقد معهم الصداقات، شأنه شأن سائر رفاقه. ولأن بعض الضباط الاسرائيليين كانوا في عداد الذين تلقوا التدريبات في المعاهد الاميركية، فإن تعارف وصداقة حصلا مع احد الضباط الاسرائيليين والعميد كرم، لكنهما بقيا في اطار ودي ولم يكن التجسس من اهدافهما.

لكن اواصر العلاقة اشتدت بين كرم وصديقه الاسرائيلي، خصوصا عندما تبرع الاول في التحليل الدائم عن الاوضاع السياسية السائدة يومذاك في لبنان، ولان المنطقة كانت تشهد صراعا اقليميا وصل في ذروته الى الاجتياح الاسرائيلي للبنان، فإن كرم كثف من التنظير السياسي امام صديقه الاسرائيلي. لكن بقيت هذه المرحلة تحت عنوان العلاقات العامة، او ما يطلق عليها تعبير تقني في عالم المخابرات «Aucun interet»، اي ان الاسرائيليين لم يعتبروا كرم جاسوساً وهم المشغلون، لكنهم اهتموا كثيرا بشروحاته ورؤيته لانهما نابعتان من فكر مسيحي قلق يجسد الهاجس الاقلي المسيحي في لبنان.

وهكذا عاد فايز كرم الى لبنان ولم يحصل على اي صيغة للتفاهم مع الموساد الذين تواصلوا معه عبر صديقه الضابط، بل اقتصرت العلاقة على تداول مشترك حول الاوضاع السياسية، وتعززت اللقاءات عندما كان كرم يزور فرنسا ويلتقي عناصر الموساد في مكتب الارتباط الاسرائيلي في باريس بعدما أمّن صديقه الضابط الاسرائيلي التعارف.

بقيت علاقات كرم مع الاسرائيليين سياسية مع تقديم بعض التحليلات والتنظير حول الاوضاع حتى مطلع التسعينيات، لكن بعد انتهاء حرب التحرير وهزيمة العماد ميشال عون، كان الضابط فايز كرم احد اركان الحرب مع العماد عون، اعتقلته القوات السورية ونقلته مع بعض الضباط اللبنانيين الى سجن مزة في دمشق. لكن بعد ستة اشهر تقريبا اطلق سراحه وعاد الى لبنان ليستقر فيه رافضا السفر الى فرنسا للالتحاق بالعماد عون. لكن لم تطل اقامته في لبنان اذ ان الاجهزة الامنية اللبنانية والسورية اتهمته بالضلوع في التفجيرات التي حصلت على مراكز الجيش السوري. عندئذ تسلل كرم الى جزين التي كان يحتلها جيش لبنان الجنوبي ومن هناك دخل الى اسرائيل.

وفي اسرائيل تذكر صديقه الضابط الاسرائيلي الذي سهل اموره كافة وعمل على تأمين انتقاله الى باريس. وهناك جدد كرم علاقاته مع «Officier de liaison» اي مكتب الارتباط الذي بدأ عناصره بالاهتمام الجدي بالمعلومات التي يريدونها من كرم خلافا لكل العلاقات السابقة، وبدأت جولات من الضخ المعلوماتي لكرم وكان المسؤول الاسرائيلي عن الملف يلقب بدافيد، وكان الاثنان يجتمعان باستمرار في مقهى الرصيف شارع الشانزيليزيه بالقرب من قوس النصر واسم المقهى «Caffe Elysee».

ومن المعلومات التي اراد الاسرائيليون معرفتها من كرم التفاصيل الدقيقة عن سجن المزة، عدد الغرف فيه، ومن هو الضابط الذي حقق مع الضباط اللبنانيين؟ وعدد الجنود الذين يحرسون من الخارج؟ وعدد الذين يتواجدون في الداخل؟ اضافة الى تفاصيل اخرى، وبعدها عقد مدير المحطة مع كرم جلسة استماع شرح فيها كرم كل الاجواء والاسئلة التي طرحها المحققون السوريون.

وفي هذه المرحلة بدأ الضابط فايز كرم يلفت انتباه الاسرائيليين، الا ان التعامل معه بقي في اطاره السياسي، لكن تطور قليلا الى بعض المعلومات التي قدمها من خلال معرفته بسجن المزة. وفي هذه الاثناء انصرف فايز كرم الى عمله الخاص في العاصمة الفرنسية حيث فتح خمسة فروع للمصابغ الاوتوماتيكية وكان في هذه الآونة يزور العماد ميشال عون في منطقة Haute maison البعيدة 100 كلم عن باريس، وكان يسكن هاجس التحرير في ذهن كرم فيما الموساد لا تبالي إلا بالملفات التي تتعلق بأمنها.

وبقيت العلاقات بين العميد فايز كرم والاسرائيليين مقتصرة على التعاون السياسي ولم تصل الى حدود التبادل المعلوماتي، فالاسرائيليون يعرفون جيدا ان كرم لا يملك من المعلومات ما يشفي غليل الموساد. لكن في العام 2005 بدأت الامور تتغير واصبح كرم في نظر الاسرائيليين عملة نادرة. اما الاسباب الحقيقية لهذا التحول سنوردها ضمن تسلسلها الزمني :

في العام 2005، عندما قرر العماد ميشال عون العودة الى بيروت في 7 أيار، سبقه اليها العميد فايز كرم اذ وصل الى مطار بيروت في 3 ايار، فأوقفته الاجهزة الامنية لمدة نصف ساعة بانتظار ترتيب الاشكال القانوني المتعلق به، وعندما نظّف المعنيون ملفه القانوني، اطلق سراحه ثم عاد في اليوم التالي الى باريس ليعود مع الجنرال على الطائرة نفسها التي اقلت زعيم التيار الوطني الى لبنان.

واثناء اقامته في لبنان، كان كرم يتعمد زيارة باريس بحجة تفقد اعماله هناك لكنه كان يطلع الاسرائيليين عن الاجواء السياسية السائدة، لكن تطورت الامور بسرعة هائلة وبدأ الشغل الامني المطلوب منه يظهر عبر الاهتمام الاسرائيلي المفاجئ، فالعماد ميشال عون قرر صياغة ورقة التفاهم مع حزب الله، عندئذ استنفر الاسرائيليون العميد فايز كرم ووجهوا إليه دعوة لزيارة عاجلة الى باريس، حيث اطلعهم اول بأول على المضمون الذي تحتويه ورقة التفاهم، كذلك طلبوا منه التفاصيل المملة عن الفريقين اللذين يتفاوضان حول هذه الورقة. وبدأت مرحلة جدية من «الشغل الامني» بين محطة باريس والعميد المتقاعد، فكان عناصر الموساد يطرحون اسئلة محددة وكان كرم يجيب إجابات العارف لانه من اهل البيت «ويده طايلة»، وما ان بدأت جلسات «الاقرار» بين المسؤولين الاسرائيليين في مكتب الارتباط الفرنسي والعميد كرم حتى بدأت عملية تسيير الشؤون المالية له.

وفيما ورقة التفاهم تسلك طريق التوقيع النهائي، كثف الاسرائيليون الطلب من العميد كرم بأن يطلعهم بشكل واف عن آخر التطورات ودائما يتم تزويده بأسئلة محددة وهو يلبي بالرد المحدد ايضا. اما الذي سهل مهمته في المعرفة فهي علاقاته الجيدة مع الناشطين في التيار الذين كلفوا المفاوضة مع فريق حزب الله.

وكانت تقاريره تتمحور حول الاسئلة التالية التي طرحها الاسرائيليون:

- الى اي حد سيصل العماد عون في علاقاته مع حزب الله ؟

- من يتصل من جهة التيار الوطني؟ ومن هم الذين يجتمعون مع فريق التيار من جهة حزب الله؟

وكان كرم يجيب عن هذه الاسئلة وغيرها، فهو قادر مثلا على توجيه سؤال الى اقرب المقربين دون ان يثير الشبهات، فإذا سأل شو عم بيصير فالجميع في الرابية يجيب. وإذا سأل: شو قلكن الجنرال؟ فإن الجميع ايضا يجيب.

هذه المعرفة الكبيرة للعميد كرم وقربه من مركز القرار سمح له بتزويد الاسرائيليين بكل شاردة او واردة، بالصغيرة والكبيرة وبكل ما هو مطلوب منه. وعندما اكتمل الملف الامني والمعلوماتي حول ورقة التفاهم، انتقل الاسرائيليون مع العميد كرم الى مرحلة ثانية تضمنت اسئلة اخرى، لكن هذه المرة عن تلفزيون otv. ومما جاء في اسئلة الاسرائيليين: من اشترى المعدات؟ من هو الذي مول تكاليف المحطة؟ ما هو دور حزب الله في سياسة المحطة؟ وما علاقة ايران بها؟ ومن هم التقنيون العاملون فيها، من هم اعضاء مجلس الادارة؟ ومن هم المساهمون ؟ هذه الاسئلة وغيرها كانت مدار اهتمام العميد كرم الذي بقي يعمل طيلة سبعة اشهر يغطي كالمراسل الصحافي اخبار المحطة وينقلها تباعا الى الاسرائيليين في العاصمة الفرنسية.

ولان العميد فايز كرم يعيش في داخل البيت في الرابية ويعتبر من المقربين جدا من العماد ميشال عون، تسلق بسرعة في سلم التعامل مع الاسرائيليين خصوصا عندما وصلت الاسئلة إليه من الاسرائيليين حول تمويل حزب الله للتيار الوطني الحر؟ وكان كرم بدوره يرفع التقارير بالشكل الموثق، حتى ان الامن الفرنسي كان يحصل على نسخة من تقاريره لشدة الوثوق بها.

وبفعل الكاريسما التي يمتلكها العميد فايز كرم، ولأنه مؤهل لتأدية دور سياسي، تحول في نظر الاسرائيليين الى عملة نادرة، فهو الرجل الانيق، الهادئ و«الرايق»، استطاع بدماثة خلقه بناء علاقات الود والاحترام مع قياديين في حزب الله، واستطاع حضور الاجتماعات المشتركة بين التيار والحزب واذا تعذر عليه ذلك فإنه يسأل بكل هدوء وراحة بال المقربين عن الاجتماعات ومضمونها، كذلك يستطيع الدخول الى الرابية ساعة يشاء ويسأل عن الزوار الذين حضروا او آخرين سيحضرون.

كذلك شجعه الاسرائيليون على فتح قنوات اتصال وإقامة العلاقات مع قيادات امنية وسياسية سورية والتقرب منهم.

اما في حرب تموز، فقد فتشت اسرائيل عن قيادات حزب الله مستعينة في ذلك بمعلومات العميد كرم الذي عمل مراسلا حربيا لديها، وفي المعلومات ان طائراتها قررت في احد ايام حرب تموز قصف مقر الرابية لان قياديين من حزب الله داخله، لكن كرم ابلغها بأن لا وجود لاحد من القياديين في الرابية فتحول القصف الى جسر المعاملتين بناء للمعلومة التي وصلتها من كرم.

انتهت حرب تموز ولم تنته العلاقات والتعامل بين العميد فايز كرم والموساد الاسرائيلي، فالرجل الهادئ الذي يمتلك الكاريسما القيادية وجدت فيه اسرائيل وريثا محتملا للعماد ميشال عون. لذلك تدرج تعامله من التحليل السياسي والتنظير الى «عملة نادرة» استفادت منها اسرائيل منذ العام 2005.

شائعة عن اعتقال حماده

وامس، سرت شائعات في منطقة الجبل ومعظم المناطق اللبنانية عن توقيفات شملت نواباً وقياديين وابرز هذه الشائعات كان في منطقة الشوف عن توقيف النائب مروان حماده سرعان ما نفاها مكتبه، مشيرا الى ان هذه التسريبات تقوم بها جهات معروفة. وعلق حماده على هذه التهم بتهكم «يرضى القتيل ولا يرضى القاتل». كما وزع مكتب حماده بياناً جاء فيه انه جال على عدد من القرى الشوفية وخصوصا بعقلين حيث استقبل في دارته معزين بنسيبه الشيخ سعيد ورد».

وقد تناقل المواطنون في الشوف شائعة اعتقال حماده سرعان ما تبين انها غير صحيحة، وقد تركت هذه الشائعة بلبلة في القرى الشوفية.

كما عمت الشائعات عن اعتقال نائب في الشمال وشخصيات تبين انها غير صحيحة ايضا.

وقد ارتفع منسوب هذه الشائعات بعد اعتقال القيادي في التيار الوطني الحر فايز كرم والمعلومات عن سقوط الخطوط الحمراء على اي مشتبه بالتعامل مع اسرائيل مهما كان حجمه ومركزه.

ونقلت بعض الشخصيات كلاما عن العماد ميشال عون انه كلف المحامي رشاد سلامه متابعة قضية الموقوف فايز كرم.

سليمان الى الجنوب اليوم

من جهته، يتوجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الجنوب اليوم لتفقد موقع المواجهة البطولية التي خاضها الجيش اللبناني ضد القوات الاسرائيلية في العديسة، كما يتفقد سليمان موقع بوابة فاطمة ووحدات الجيش اللبناني، وتأتي خطوة سليمان لتحصين الساحة الداخلية في وجه الفتنة وسيستكمل مشاوراته مع رؤساء الاحزاب في الايام المقبلة قبل موعد جلسة الحوار في 19 آب. كما ذكر ان الرئيس سليمان سيزور البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير في الديمان قبل 15 آب وقبل موعد انتقال السيدة العذراء.

هوف في بيروت الاثنين

على صعيد آخر، ذكرت معلومات ان مساعد المبعوث الاميركي الخاص لعملية السلام الى المنطقة فريدريك هوف سيصل الى بيروت الاثنين المقبل في زيارة خاطفة يلتقي خلالها كبار المسؤولين ويضعهم في صورة الحركة التي يقودها جورج ميتشيل في المنطقة.

الحملة على الجيش

على صعيد آخر، برزت في الـ 48 ساعة الماضية الحملة الاسرائيلية المتنامية على الجيش اللبناني خصوصا بعد تصديه لقوات العدو في العديسه، وقد كشفت الدوائر الاسرائيلية عن سعي جدي لدى الولايات المتحدة عبر الكونغرس لوقف المساعدات عن الجيش اللبناني.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «الديار» ان هذه الحملة الاسرائيلية الخطرة تستدعي من الحكومة تحركاً يتخطى ما قامت به اثناء العدوان.

واضافت المصادر متسائلة: لماذا لا يصار الى تحرك ديبلوماسي واسع في الخارج لشرح الموقف اللبناني ودرء الاخطار الناجمة عن مثل هذه الحملة خصوصا انها تلقى تجاوباً وتناغماً في واشنطن وبعض العواصم الغربية.

واضافت المصادر انه يفترض ان يناقش مجلس الوزراء هذا الموضوع في اقرب وقت لانه يشكل الاولوية الاساسية اولا من اجل الدفاع عن المؤسسة العسكرية وثانياً في البحث في تعزيز قدراتها.

تعليقات: