انني لاول مرة في حياتي احسد المجانين والجهلاء والصخور على الشواطئ الصماء
الى ابي الغالي...
عندما رحلت ابي لم تعد أشعة الشمس تصل الى شواطئ عمري..
لم تعد تحلو لي الامسيات حيث اجلس مع الذات واكتب خواطري للمدى..
عندما رحلت ابي اسودت الوجوه في عيني وصار الكل غرباء..
صرت ابحث بعدك عن ابتسامة على شفاه قبلت وجهك المشرق او عيون رأت بريق عينيك..
لمن تتركني ابي وانا اخر اللوحات في رسومك الجميلة..
يا سكينتي و جنوني،
انا المعذبة بلا ذنوب،
انا الملقاة في جحيم اشواقي،
لم اكن ادري ابي ان الحياة دونك اقسى من الردى..
تراني اموت الف مرة في تابوت ذكرياتي..
خذني اليك ابي عله في الموت راحتي..
انني لاول مرة في حياتي احسد المجانين والجهلاء والصخور على الشواطئ الصماء..
احسد الموتى والجماد..
احسد التراب والرماد..
تُرى من فجر في اعماقي انهارا من سلسبيل الكلام؟
من علم روحي ان تتقن همس الارواح؟
من علمني ان فلسفة الحياة لا تعادل دمعة فراق وان حياتي مجرد حكاية من الحكايات؟
انني الان اكره الشعر والتعبير!
اكره العاطفة والحنين وكل الوان الحياة!
تجلت كل الذكريات عندي في رسالة من ابي كتبها بخط يده قال لي فيها: ابنتي الحبيبة خبأت الرسالة يومها في حقيبتي ومرت بعد ذالك السنين وجاءني الخبر الحزين ان ابي رحل الى الرفيق الاعلى.. رجعت لأقرأ الرسالة نفضت عنها غبار السنين كانت السماء تمطر نارا لم استطع قراءة كل الكلمات لم ادري لم القلب ينزوي بين العبارات والروح تعبر برزخ الدنيا كي تضيع بين المسافات هناك حيث عالم البرزخ واحباؤنا احياء في السموات بينما نحن نرى قوافلهم ونصرخ سدى بين الاموات!
رحمك الله ابي الحبيب واسكنك فسيح جنانه فما عرفت منك الا الصبر على البلاء!..
سالي وجيزيل أمين رحيل
تعليقات: