حاصبيا.. عجقة مغتربين معتادة وحركة سياحية دون المستوى


حاصبيا ـ

ككل موسم صيف، تكون حاصبيا، مركز القضاء والمنطقة، على موعد مع أهلها المغتربين الذين تعج بهم على مدى أكثر من شهرين، فتكثر فيها حركة التسوق والمناسبات والأفراح والليالي الملاح، خاصة وان فيها من الأماكن السياحية والأثرية والمؤسسات التجارية ما يؤهلها كي تكون مقصداً للمغتربين والمصطافين على حد سواء. إلا أنه، ورغم العجقة التي تشهدها هذا الصيف من أبنائها العائدين بعد طول غياب، ما زالت الحركة التجارية والسياحية دون المستوى المطلوب، أقله مقارنة بالعام الماضي، باستثناء عدد الأعراس التي تملأ منتزهاتها المترامية على ضفاف الحاصباني، في حين يشكو الكثير من المواطنين المقيمين منهم والمغتربين، غلاء الأسعار بشكل يفوق طاقتهم المادية، خاصة مع نهايات الأسبوع في المنتزهات والمطاعم، بينما أغلب أصحاب تلك المنتزهات والمطاعم يتذمرون من تلك الحركة التي تكاد تكون بلا بركة وتنشط عند ساعات المساء والليل في موسم يعولون عليه الكثير، كون الحركة تتراجع في المنطقة الى أكثر من النصف مع انتهاء موسم الصيف، وهم مضطرون لتوظيف أكبر عدد ممكن خلال هذا الموسم ليكونوا جاهزين لاستقبال زبائنهم الذين يقتصرون على أبناء حاصبيا ومنطقتها مع قلة من السياح والمصطافين.

ويتمنى هؤلاء على وزارة السياحة والجهات المعنية إيلاء المنطقة اهتماماً أكبر وموازياً لمناطق الأصطياف الأخرى، كون حاصبيا ومنطقتها تضم عددا من الأماكن الأثرية والسياحية، مثل السرايا الشهابية وسوق الخان الأثري ودور العبادة والمنازل القديمة وسوق حاصبيا. ويعود بناء معظمهما الى مئات السنين، وأيضاً نهر الحاصباني وعيون المياه والمنتزهات والطبيعة الجميلة التي ما زالت تحافظ على خضرتها.

اما المقيمون من أصحاب المهن الحرة والمحلات التجارية واالغذائية، من مونة الضيعة والزيت والزيتون التي تشتهر بها حاصبيا ومنطقتها، فهؤلاء يعتبرون الصيف فسحة للعمل وتصريف الإنتاج وتحريك الدورة الإقتصادية، حيث ان المغتربين يقومون بضخ جنى الغربة في قراهم وبلداتهم عبر مشاريع صغيرة ومتوسطة من بناء منزل أو مؤسسة تجارية أو شراء أرض واستصلاحها زراعياً، لتكون لهم سنداً ومورداً للرزق بعد تخليهم عن الغربة نهائياً. وتلفت الانتباه حركة، اعمار للمؤسسات التجارية، بمبادرة مشجعة وجريئة من أصحابها على طريق عام حاصبيا كوكبا - سوق الخان الذي بات يمثل سوقاً تجارياً، وهو طريق دولي حيوي يربط بين البقاع والجنوب، وأيضاً إعمار المنازل والمنتزهات السياحية، وذلك بمثابة تأكيد وإصرار من أبناء المنطقة على الإستمرار بالعمل والعيش والمساهمة في تطوير منطقتهم في كافة الميادين.

تعليقات: