حركة التسوق في سوق الخان خلال شهر رمضان
الأسواق الشعبية ملاذ الفقراء في شهر رمضان..
حاصبيا:
الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تقض مضاجع المواطنين منذ فترة طويلة وبخاصة الطبقات الفقيرة واصحاب الدخل المحدود تكشفت معالمها بشكل واضح على هذه الشريحة الواسعة من الناس مع بداية شهر رمضان الكريم شهر الخير والبركة بحيث خطفت هذا العام كثيراً من وهج واطلالة هذا الشهر الفضيل الذي ينتظره الناس بشوق وشغف ليتمكنوا من أداء فرائضهم الدينية في ظل اجواء هادئة ومريحة على كافة الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية·
فأمام هذا الواقع الأليم لم يبق أمام الفئات الشعبية الفقيرة في مختلف المناطق اللبنانية ومنها منطقة حاصبيا سوى اللجوء الى الاسواق الشعبية وأهمها سوق الخان الذي يتوسط منطقتي حاصبيا والعرقوب ويشكل مقصداً هاماً لشريحة واسعة من التجار من مختلف المناطق اللبنانية وخاصة من البقاع، النبطية، وذلك لتأمين ما أمكنهم من فاكهة وخضار ولحوم وحلوى وكل ما يتطلبه طبق الافطار الرمضاني بعد يوم طويل من الصيام ومن تعب العمل إلا ان الارتفاع الجنوني لهذه المواد وغيرها من المواد الغذائية وهذا ما يجري عادة مع بداية هذا الشهر الفضيل من كل عام شكل صدمة للمواطنين وحال دون تمكين قسم كبير من العائلات الفقيرة من شراء ما يشتهون أو ما تعودوا على تأمينه لطبق رمضان الكريم ولو بحدوده الدنيا وذلك في ظل غياب تام للجهات المعنية من أجهزة مراقبة وحماية المستهلك ووزارة الاقتصاد التي عليها تقع مسؤولية التدخل فوراً خاصة ونحن في بداية هذا الشهر الفضيل لوضع حد لهذا الغلاء الفاحش وهذا الاستهتار من قبل غالبية التجار وبخاصة تجار الخضار والفاكهة واجبارهم على ضرورة التقيد بلوائح الاسعار المعتمدة على مدار السنة تقريباً بدلا من هذا التحكم بالاسعار الخيالية وبلقمة عيش المواطنين دون رادع ضمير ودون الأخذ بالقيم والمبادئ الانسانية والاخلاقية والدينية التي يتضمنها شهر رمضان الكريم كما تقول الحاجة أم علي ربة منزل لعائلة مكونة من 8 أشخاص وتقول: هل يعقل بأن يصبح سعر الخسة بين ليلة وضحاها 1500 ليرة بدلاً من 250 ليرة وهل يعقل ان يصبح سعر كيلو الليمون الحامض بـ 2500 وسعر كيلو البندورة 1500 مما يعني ان صحن الفتوش لم يعد بمقدور العائلة الفقيرة ان تقدمه على طبق رمضان·
أم علي تأسف لما آلت اليه الأمور خاصة مع بداية هذا الشهر الفضيل· وتعتب على هذا الغياب الذي ليس له ما يبرره من قبل الجهات المعنية تجاه الغلاء الفاحش الذي طال لقمة عيش المواطن في شهر الكرم والفضيلة فكنا نتوقع من الدولة ان تلجأ الى اتخاذ اجراءات استباقية مع حلول شهر رمضان لوضع حد لموجة هذا الغلاء الفاحش بحيث كنا ننتظر ان تكون الاسعار للخضار وللمواد الغذائية مقبولة وكما هي عليه باقي ايام السنة لكن وللأسف قد نصل في يوم من الايام اذا ما بقت الحالة كما هي عليه ان ينظر الفقير الى طبق رمضان من على شاشة التلفاز فقط ونحن نضع ذلك برسم المسؤولين·
< الحاج حميد الشعار 76 عاما يتحسر على أيام زمان الخير والبركة حيث كانت العائلة تلم شملها في هذا الشهر الفضيل وتجتمع حول طبق رمضاني فيه ما يكفي من ما يشتهيه كل افراد العائلة·
ويضيف الشعار وهو ينتقل من تاجر لآخر بحثاً عن الارخص غريب كيف ان الامور تبدلت بين ليلة وضحاها فارتفاع الاسعار بات جنونياً ولحمة الفقير اي كيلو البطاطا بأكثر من 1000 ليرة في وقت يشكو فيه المزارع في البقاع من كساد موسمه مما يعني ان الرقابة معدومة ودائماً الفقير هو الضحية·
< بدوره، الحاج حسين العطار يتأفف لما آلت اليه الاوضاع في هذه الظروف المعيشية الصعبة التي تتحكم برقاب العباد في هذا البلد منذ اكثر من 5 سنوات بحيث بات المواطن العادي يشعر وكأنه غريب في بلدة ولا من أحد يسأل عنه من قبل المسؤولين الا في الانتخابات·
ويضيف العطار اذا كانت الدولة عاجزة عن تأمين فرص عمل لمواطنيها وتأمين ادنى مقومات الحياة المعيشية من ماء وكهرباء وما شابه الا يمكنها ان تخفف من فرض الضرائب والرسوم وإلا يمكنها ان تضع حداً لهؤلاء المتلاعبين بلقمة عيش الفقير أقله في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك انها مهزلة نضعها برسم المسؤولين علهم تتحرك ضمائرهم ويسارعون الى ايجاد الحلول المطلوبة قبل فوات الأوان·
< من جهته، علي رجب بائع خضار يرفض تحميل تجار الخضار مسؤولية هذا الارتفاع الجنوني للاسعار والذي من شأنه ان ينعكس عليه سلباً بنسبة لا تقل عما يشكو فيه المستهلك ويقول رجب ان قسماً كبيرا من الخضار والفاكهة مفقودة او موجودة بنسبة ضئيلة بسبب موجة الحر التي تجتاح لبنان منذ اكثر من شهر بحيث الحقت اضراراً جسيمة في المزروعات على أنواعها مما اضطر بالمزارعين الى رفع اسعار منتوجاتهم للتعويض بعض الشيء عن خسائرهم وهنا تكمن مسؤولية الدولة التي عليها مساعدة المزارعين والتعويض عليهم جراء الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية عندها يكون المواطن قد نجا موجة الغلاء المتحكمة بالبلد·
ويبقى السؤال المطروح على كل لسان الى متى سيبقى هذا الوضع على هذا الحال ومن المسؤول الحقيقي عن امور المواطن اقتصادياً ومعيشياً في ظل هذه الظروف القاهرة سيما وان المواطن بات عاجزاً عن تحمل ما لا يمكن تحمله·
تعليقات: