خياميات من الذاكرة

من أيام الإنتداب
من أيام الإنتداب


لما كان لبنان تحت حكم الانتداب الفرنسي في القرن الماضي، كان الإنتداب هو السلطة السياسية والعسكرية الحاكمة، وكان هناك طبقة سياسية تستمد سلطتها من الحكّام فتمارس إقطاعاً سياسياً على باقي الشعب في المناطق.

وقد تناقلت الأجيال قصصاً طريفة سوف أروي بعضها حول أحد الفلاحين في الخيام، أنا لن أٍسميه ولكنه معروف عند الكثير من جيل أهلنا...

قصة الأرض:

سلبوه أرضه التي يزرعها ويعيش هو وعائلته منها، فجاءته فكرة ليستردّها فنفذها وفي أحد أيام الجمعة حيث يكون يوم السوق في جديدة مرجعيون، فأخذ ثوره وسكة حراثته وبدأ الحراثة في السوق بالقرب من السرايا حيث كان مقر الحاكم الفرنسي.

عندئذ استدعاه الحاكم وسأله كيف تفعل ذلك وتُخرب السوق والزفت فردّ عليه قائلاً كان عندي أرض، أفلحها وأزرعها وأعيش أنا وعيالي منها وقد سلبوني إياها وبما أن القصة فلتانة قررت أن أحرث الساحة وأزرعها بدلاً عن أرضي...

عندئذٍ تحقق الحاكم من الأمر وأعاد إليه أرضه!

قصة وْلا

في نفس المدة من الإقطاع السياسي كان أحد الإقطاعيين لا ينادي الآخرين من عامة الشعب إلا وْلا وحدث أن كان هذا الإقطاعي ممتطياً فرسه قاصداً سهل المرج وأمامه على بعد أمتار منه فارس آخر فناداه:

وْلا! فلم يرُّد الفارس

ثم ناداه مرة أخرى: وْلا !

كذلك لم يرُّد عندئذ غضب الإقطاعي وناداه باسمه قائلاً يا فلان عندئذٍ التفت الفارس إلى الوراء وقال: نعم ماذا تريد؟

قالها والخوف يملأُ قلبه وأسرج حصانه مسرعاً بين شجر التين والزيتون حتى وصل إلى بلدة كفركلا وأرسل بطلب عائلته ولم يعد إلى البلدة خوفاً واستقر هناك وما زال حتى اليوم وهو قريب ٌلي وفي المناسبات يأتي لزيارتنا وهذه قصة وُلا كلما سمعتها أتذكر ماذا فعل الخوف بذاك الرجل قريبنا.

تعليقات: