بنت جبيل:

لفت قائد الكتيبة البلجيكية - اللوكسمبورجية المايجور سرج لوكين أن كتيبة بلاده مستمرة في "اليونيفيل" من خلال وحدة الهندسة ونزع الألغام التي تعمل على تطهير الأراضي الواقعة ضمن نطاق عملها والبالغة مساحتها مليوناً و619 الفا و406 امتار مربعة.

كلامه هذا جاء خلال يوم أمضته "النهار" مع أفراد وحدة الهندسة و نزع الألغام المتفرعة من السرية 67 التابعة لكتيبة الهندسة رقم 4 المتمركزة في آماي ببلجيكا، في حقل ملوّث في منطقة مارون الراس.

وقال قائدها الليوتنانت جيفري جويشين لـ"النهار: ان "الوحدة تتألف من فصائل هندسية. كل فصيلة مكونة من 35 شخصا" عبارة عن آمر مع خمسة أفراد إضافة الى ثلاث فرق كل منها مؤلفة من تسعة أشخاص ولكل منها إختصاصها في عملية إزالة الألغام. ويرافق الوحدة بفصائلها ثلاثة خبراء أتوا خصيصاً لمواكبتنا في عملنا هذا".

وأضاف: "عملنا اليومي ينطلق السادسة والنصف صباحاً وينتهي الثانية بعد الظهر مصحوبين بوحدتين طبية وأخرى لتأمين الحماية مزودين لباسنا الواقي رفيقنا اليومي". وذكر "أن عملية التنقيب وتطهير الأراضي في الجنوب تتطلب دقة ومهارة، لأننا نعمل معظم الأحيان في تربة جافة ومنحدرات بين الصخور نستخدم أحياناً آلات يدوية تتطلب منا دقة وعملاً لساعات طويلة. مراحل التطهير تتطلب الكثير من الوقت. والعمل في حقل الألغام يحتاج الى دقة وصبر خصوصاً أن طبيعة الأراضي اللبنانية تختلف من مكان الى آخر. وهي تتحول مع التحولات المناخية، مما يجعل عملية التنقيب طويلة. ويؤازرنا في عملية تطهير الأراضي فريق تقني متخصص في مجال رفع الألغام من EOD يعمل أفراده على إجراء مسح شامل للأراضي الملوثة ومن ثم انتشار ممرات آمنة داخل حقول الألغام أو البقع الملوثة. وتساعده أيضاً جميع الوحدات الأخرى العاملة في نزع الألغام في اليونيفيل".

وأشار إلى أن الممرات التي تستحدث هي خطوة أولى لبدء عملية التطهير، وهي "عبارة عن ممرين في كل حقل بعرض ثلاثة أمتار نسلكها، ونبداً بتحديد الثغر الملوثة إيذاناً بانطلاق العمل كما يمكننا استخدام هذه الممرات في الحالات الطبية الطارئة. وهذا الفريق يساعد في عمليات التفجير في الحقول المخصصة لذلك".

وعن مكان تمركز عمل الفصائل قال جويشن انها "تتمركز حالياً في المساحات الملوثة المحيطة بما يعرف بالخط الازرق"، موضحاً "أن عملية تطهير الأراضي هناك غالباً ما تكون عبر إجتياز حقلين مزروعين بألغام فردية يفصل بينهما على بعد أمتار حقل ألغام مضاد للآليات. نعمل على التنقيب في هذه الحقول ونحوطها بعلامات للوصول إلى السياج التقني بأمان لزرع برميل أزرق يشير الى الخط الأزرق. وتسمى هذه النقطة الزرقاء (BLUE POINT” (BP” . ومهمتنا هنا هي توفير الوصول بأمان إلى رفاقنا الصينيين لوضع البرميل الأزرق، لأن هذا العمل من إختصاصهم".

وأحصى "الى اليوم تطهير مساحة قدرها 151000 متر مربع فيما بلغ العدد الاجمالي للأجسام المشبوهة والألغام والقنابل العنقودية التي وجدت ودمرت 30481 جسماً بعضها من نوع الألغام المضادة للأفراد رقم 4، وأخرى مضادة للدبابات من نوع "إم 15"، وذخائر من نوع"إم 85"و"إم 42" إضافة الى مورثات حربية تزيد على 13300. نستعمل آلات يدوية وأخرى متطورة خلال تطهير الأراضي، ونستعمل الرجل الآلي فقط في حال سحب قنابل جو ـــ أرض، كما نستخدم كاسحات ألغام في بعض الأعمال والمياه ايضا لترطيب التربة وسحب المتفجرات".

وشرح "أن عملية إزالة الألغام والتخلص من الذخائر المتفجرة التي نقوم بها تتنوع. فعلى سبيل المثال نسحب متفجرات معينة كالألغام المضادة ونفجرها في مكانها. أما الألغام المضادة للآليات وننقلها إلى الحقل المخصص حيث يتم طمرها وتدميرها في شكل دقيق لأنها تحوي عدداً كبيراً جداً من المتفجرات. ويسبق عملية التفجير مع المقرالعام لـ"اليونيفيل" وإبلاغ السلطات المحلية لطمأنة السكان لئلا يقلقواا في حال سماع دوي الانفجارات".

وردا على سؤال قال قائد الكتيبة البلجيكية اللوكسمبورجية "طهرنا الى اليوم مجموعة من الأراضي أهمها مجموعة حقول الألغام في منطقة مارون الراس (جنوب شرق بنت جبيل). ولهذا الهدف اجتازت الفصائل ستة حقول من الألغام بعدما وجدت فيها 60 لغماً مضاداً للافراد إضافة الى 14 لغماً مضاداً للدبابات، فضلاً عن مساحات واسعة بالقرب من السياج التقني وأخرى في خراج تبنين وعيترون وغيرهما".

من جهته قال معاونه السرجنت كريستوف بويل المسؤول عن تنظيم العمل ميدانياً: "إضافة الى ما أوضحه الليوتنانت جويشن، إن عملية تنظيم عمل الفصائل تتم عبر تنظيم العمل وتوزيعه على مجموعات تعمل كل منها 45 دقيقة، فتنسحب المجموعة الاولى لتحل محلها المجموعة الثانية، وهكذا دواليك لأن فريقاً واحداً لا يستطيع متابعة العمل طيلة النهار خصوصاً في الأيام الحارة. ونهتم بوسائل السلامة ونعتمد على نوعية العمل لتحقيق أفضل النتائج".

وخسرت وحدة الهندسة ونزع الالغام منذ قدومها الى الجنوب بعد حرب تموز 2006 المعاون ستيفان فانبتغهام في وادي عيترون في 3 /9 /2008 الى ثلاثة جنود آخرين من الكتيبة في حادث سير في مرتفعات كفرشوبا.

وينخفض عديد الكتيبة البلجيكية اللوكسمبورجية مع الكتيبة الثالثة عشرة الى 80 فرداً تقتصر مهمتهم على عملية نزع الالغام. ولهذه الغاية بدأت الكتيبة بشحن الفائض من عتادها الى بلجيكا.