مارون كرم: شاعر الزمن الجميل من «يعبّي مطرحه»؟
عن 78 عاماً، رحل الشاعر اللبناني الذي أسهم في نجاح أسماء فنية عدّة مثل وديع الصافي، وماجدة الرومي، وراغب علامة... ابن بلدة بحنين الجنوبية تميّز بغزارة إنتاجه، وكتب للأرض والإنسان ولبنان
شاعر الحياة والأرض والإنسان ولبنان، غادر الحياة مساء الجمعة بعد صراع طويل مع المرض. لم يتوقف مارون كرم (مواليد قرية بحنين الجنوبية 1932)، لحظة عن الكتابة والتأليف، ولم يقتصر نشاطه على كتابة الأغنية والقصيدة المغناة، بل عمل على إصدار دواوين شعرية عدة بينها: «مروان وسلوى»، و«كروم الجمال»، و«رسائل غرام»، و«رياح الحب»، و«ورد وشوك»... وآخرها بعنوان «آخر مرا» (صدر عام 2005). إضافة إلى أشعاره التي كتبها لبرنامجه الإذاعي «شلال الفرح» الذي استمر بثّه لسنوات عبر أثير الإذاعة اللبنانيّة. وقد استعان في إعداده وقتها بديوان يحمل الاسم نفسه. عشق لبنان، وكتب له مئات القصائد التي تغزّل فيها بجماله. تميّز كرم بغزارة إنتاجه الشعري الذي سيبقى في البال، وخصوصاً تلك القصائد التي غناها الكبير وديع الصافي. واستمرّت رحلة التعاون بين الصافي وكرم سنوات طويلة امتدت لنصف قرن تقريباً. وكان أول تعاون بين الرجلَين في خمسينيات القرن الماضي، فغنّى الصافي خلالها ما يقارب 300 أغنية وقصيدة منها: «مرسال الحب»، و«باعتلك سلامي»، و«خضرا يا بلادي خضرا»، و«زرعنا تلالك يا بلادي»، و«دق باب البيت عالسكيت»، و«صرت متلك بَيّ يا بيي». ويقول الصافي إن كرم «لوّن أغاني الارتباط بالأرض والعائلة». ولم تكن العلاقة بين كرم والصافي مجرد علاقة عمل، فالصافي هو إشبين كرم في الزواج، وعرّاب ابنته الكبيرة سلوى. من هنا، وجّهت أنطوانيت حلو، زوجة مارون عتاباً لوديع لأنه لم يبادر حتى إلى الاتصال بالشاعر الراحل في آخر أيّامه. انتسب كرم إلى الإذاعة اللبنانية عام 1956، وترأس قسم البرامج التمثيلية والمنوعات، وكان عضواً في لجنة اختيار النصوص حتى الأشهر الأخيرة من حياته. انتسب إلى الـ«ساسيم»، وصار عضو شرف بعد خمسين عاماً من انتسابه إليها.
كان علامة فارقة في عالم الأغنيّة خلال الستينيات والسبعينيات
عايش مارون كرم الكبار وصنع كباراً. وكان علامة فارقة في عالم الأغنيّة خلال ستينيات القرن الماضي وسبعينياته، مع بعض زملائه أمثال: أسعد السبعلي، وتوفيق بركات، وميشال طعمة، وعبد الجليل وهبي، وميشال طراد ومصطفى محمود. وقد فتحت شهرته أبواب التعاون الفني بينه وبين صباح («يا حبيبي يا حياتي» و«عزيز يا عزيز»...)، وداد («ألف وردة ووردة»...)، ملحم بركات («بلغي كل مواعيدي»...)، راغب علامة («لو شباكك عشباكي»...). وتكرّ سبحة الفنانين الذين تعاون معهم لتشمل نصري شمس الدين، ونجاح سلام، وسعاد محمد، وفايزة أحمد، وسميرة توفيق، وإيلي شويري، وجوزف عازار، وسمير يزبك، وعصام رجي، وجورج وسّوف، وطوني حنا، وهناء الصافي، إضافة إلى ماجدة الرومي التي غنّت له «ما حدا بعبّي مطرحك بقلبي»، و«عم بيسألوني عليك الناس»، و«يا نبع المحبة»...
وكان آخر ظهور تلفزيوني لكرم، بمثابة تكريم متواضع لرحلته الشعرية الغنية، في برنامج «ألو بيروت» مع سينتيا الأسمر على «الجديد» قبل عامين، تسنّى له أن يتذكر من خلال هذا اللقاء مسيرة كاملة من الإبداع والنجاح. تقام الصلاة على راحة نفسه عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في كنيسة مار الياس في أنطلياس (شرقيّ بيروت) ثم ينقل جثمانه إلى مسقط رأسه بحنين حيث يوارى في مدفن العائلة. وتقبل التعازي يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلَين في صالون دير المخلص في بحنين (قضاء جزين ـــــ جنوب لبنان) من العاشرة صباحاً حتى السابعة مساءً، ويومَي الجمعة والسبت 3 و4 أيلول (سبتمبر) في صالون كنيسة مار الياس ـــــ أنطلياس من العاشرة صباحاً حتى السابعة مساءً.
تعليقات: