بئر مارون ينتظر المحول وإيصاله بالشبكة
النبطية -
أعطى "الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية" مشاريع اقامة السدود وحفر الآبار في الجنوب، من أجل الحصول على المياه العذبة، أولوية قصوى في التمويل والتنفيذ بعد عدوان تموز 2006. هكذا أفادت بلدتا حاروف والدوير في قضاء النبطية من هذا التوجه، الذي أمن تمويل حفر بئر ارتوازية وتجهيزها من المكرمة الكويتية في كل بلدة، ما جعل الأهالي متفائلين بحل جذري لأزمة المياه بعد ما تردّد عن قوة ضخ المياه وغيرها من التفاصيل خلال حفلي التدشين اللذين سارعت البلديتان الى اقامتهما على أبواب الانتخابات البلدية. الا أن الصيف الحار وتصاعد وتيرة الاحتجاجات كشفا النقاب عما لم يكن معلوماً أو متوقعاً لدى الأهالي، وهو أن البئرين ما زالتا خارج الخدمة لأسباب عديدة، بعضها بقي مجهولاً، فما هو المعلوم؟!
حاروف
في حاروف سجلت دراسة المشروع المعلنة أن قوة الضخ ستزيد على الـ6 انشات، لكنها لم تتخطَ خلال التشغيل "اليتيم" (يوم الافتتاح) الانشات الأربعة. وبصرف النظر عن فارق الضخ المسجل عند التجربة كان من المقدر للبئر الجديدة أن تساهم في حل أزمة المياه بنسبة 70 في المئة، بسبب وجود بئر أخرى مخصصة لتغذية عدد من الأحياء، بالاضافة الى حصول البلدة على مياه "أبار فخر الدين" عبر شبكات المياه الرئيسية، التي لا تزال تنتظر تحريرها من المخالفات والتعديات!
لكن ما يأمله الأهالي لم يحصل اذ تفاقمت الأزمة، لأن "البئر لم تشغل بسبب عدم تركيب محول كهربائي لتشغيلها وضخ المياه الى قصر الماء (خزان كبير للمياه) كما لم يوصل الأخير بالشبكة الرئيسية كي تتغذى منه المنازل في مختلف الأحياء، علماً أنني طلبت ذلك من الأخوان في مصلحة المياه غير أنهم ربطوا الأمر بتركيب المحول أولاً (!)". هذا ما قاله رئيس بلدية حاروف حسن حرقوص، لافتاً الى انه"ليس في مقدرونا كبلدية تأمين كلفة المازوت المطلوب لتشغيل المولد، وتالياً تشغيل المضخة، لأن ذلك يحتاج في الساعة الواحدة الى 43 ليتر مازوت. ولا أخفي عليكم أننا موعودون بتركيب المحول خلال الأسبوع الحالي، بعدما حصلنا على 200 ليتر مازوت من دائرة مياه النبطية لتشغيل المضخة ريثما يتم تركيب المحوّل".
وكيف ستحل الأزمة ما دامت المضخة غير متصلة بالشبكة؟
يجيب بعيدا من الموضوع: "اذا لم يحصل الحل هذا الأسبوع كما وعدونا سنرسل النسوة للاحتجاج أمام مصلحة المياه والكهرباء، لأننا بمجرد تشغيل هذه البئر، بالاضافة الى ما لدينا، سنجتاز أزمة المياه المتفاقمة بنسبة تفوق الـ60 في المئة". ومع هذا الجواب لا يبقى للأهالي سوى الانتظارّ..
الدوير
أما بلدة الدوير فمعاناتها مع المياه مزمنة، لأنها تتغذى عبر الشبكة الرئيسية فحسب من آبار تفاحتة وفخر الدين بكميات تتفاوت ما بين 3500 و 5000 متر مكعب أسبوعياً، في حين أنها تحتاج الى 12000 متر مكعب أسبوعياً لتغذية 2200 وحدة سكنية.
كان حفر البئر الممولة من الكويت والبالغة كلفتها 850 ألف دولار سيحدث خطوة نوعية في حياة المواطنين الذين تعددت رواياتهم في هذا الشأن. فمنهم من قال لـ"النهار" أنه "لا يتم ضخ المياه أبداً، فالدوير تعلو عن سطح البحر 440 متراً وهم حفروا بعمق 650 متراً أي تحت سطح البحر بـ 200 متر، فعن أي مياه تتحدثون؟!"، في حين أكد آخرون أن الضخ يتم "بكميات قليلة لكن كلفته عالية جداً، وكان في الامكان حفر بئر بهذه الكلفة أو أكثر بقليل في منطقة الوطية الواقعة بين بلدتي الدوير وعبا حيث تفيض المياه لكنها بعيدة من الشبكة وتحتاج الى مضخات أكبر كي تصل الى داخل البلدة".
من جهته شدد رئيس بلدية الدوير ابرهيم رمال في حديثه لـ"النهار" على ان" كل الشائعات عن البئر لجهة وجود الماء فيها أو عدمه ستحسم صحتها عند قيامنا بالعملية التجريبية بعد أيام لمدة 72 ساعة متواصلة، لنحدد مسار الحلول لأزمة المياه لدينا". وسألنا أليس من المفترض أن تكون التجربة تمت قبل تدشين البئر؟! فأجاب: "أنا لم أكن في البلدية يومذاك لكن يقال انه تمت التجربة لمدة 12 ساعة فتبين أن قوة الضخ هي من 3 الى 4 انشات. وهذه ليست كمية يمكن المراهنة عليها لحل المشكلة نهائياً. نحن لسنا في صدد التبرير كون القصد كان حل مشكلة المياه، لكنهم ربما لم يوفقوا في اختيار المكان أو أي أمورأخرى، علماً أنني لا أستطيع الجزم بما اذا كانت هذه التجربة ناجحة أو فاشلة تماماً. نحن معنيون الآن بتشغيل البئر أولاً فهي قد تحل أزمة حي واحد أو أحياء عدة، وهذا سيشكل في ذاته انجازاً، ولو بقيت المعالجة غير جذرية".
وأضاف: "هذه البئر هي في عهدة مصلحة المياه التي أُتهم القيمين عليها في النبطية بسوء ادارة. فتجربة البئر كان مفترضاً أن تتم منذ أيام لكنهم لم يلتزموا الموعد المحدد وكأن حل مشكلات الناس لا تعنيهم. لذا قررنا ألا نشكل خط دفاع عنهم بعد اليوم، بل سنتوجه مباشرة مع الأهالي الى مصلحة المياه كي يشعر المسؤولون فيها بالأزمة التي نعيشها".
وكشف لـ"النهار" عن أنهم في المجلس البلدي "سيسعون الى اقامة بئر في منطقة الوطية ،العائمة على بحيرة ماء، على الرغم من التكلفة العالية، بسبب حاجتنا الى نقل المياه من مكان منخفض الى أعلى، وصولاً الى البلدة، لكن هذا سيضمن حلاً جذرياَ للمشكلة شرط أن تترافق هذه الخطوة مع بناء قصر مائي في البلدة".
صحيح أن دولة الكويت مشكورة والتجربة نجحت في بعض القرى لكنها أخفقت، في قرى أخرى والسبب يعود الى ضعف الادارة السليمة والمتكاملة للمشاريع.
بئر الدوير.
تعليقات: