ياسمينة بوزايان الناطقة الرسمية باسم \"اليونيفل\"
على الرغم من اختلاف مهامها ما بين العام 1978 و2006
اليونيفل تنسج أفضل العلاقات مع السلطات اللبنانية ومع السكان المحليين..
الاعتداءات على "اليونيفل" لم تغير من طبيعة عملها.
الناقورة - اختلفت صورة قوات اليونيفل ومهمتها في الجنوب بين العام 1978 حين دخولها المرة الأولى لبنان، والانتشار الأخير بعد عدوان تموز الماضي وصدور القرار 1701 · وكان من المفروض أن تطبق "إسرائيل" القرار 425 الصادر في آذار 1978 بعد الإجتياح الأول، لكن الاحتلال الإسرائيلي عرقل مضمون هذا القرار الى أن تمت عملية التحرير في أيار 2000 · واليوم انتشرت القوات الدولية المفرزة وفق القرار 1701 حيث وصل عديدها الى ما يقارب 13500 جندي وضابط بمشاركة دولية لافتة، حيث يتم الإلتزام التام بالقرار 1701 من كامل الأطراف باستثناء الخروقات الإسرائيلية الدائمة بحراً، براً، وجواً· ومنذ أن وطأت أقدام معتمري القبعات الزرق أرض الجنوب نسج الجنود الدوليون علاقات ودية مع القوى الموجودة ضمن عملهم، كما حافظوا على العلاقات الإنسانية الطيبة مع السكان وبادلهم الأهالي هذ الشعور، والتقدير للدور وللمهمة الملقاة على عاتقهم، إلى جانب قيامهم بالخدمات الإنسانية والمساعدات في أشكالها كافة· أصبح الجنوبيون خصوصاً بعد انتشار "اليونيفل" المفرزة يشعرون إن دور هذه القوات جزء من استقرار الجنوب، وعامل إطمئنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة ··· وما هذا التنديد والاستنكار للعملية الإجرامية التي استهدفت الوحدة الإسبانية إلا دليل على هذا التعاطف الرسمي والشعبي مع أفراد "اليونيفل" والحرص على دورهم ووجودهم وسلامتهم· واليوم وبعد سنة على انتشار هذه القوات وما واجهته من أحداث وتطورات وتغير في نمط تحركاتها بعد التهديدات التي أطلقت بحقها، وما أنجزته هذه القوات من تلك المهام الموكلة إليها من قبل مجلس الأمن، بالإضافة الى المهام الإنسانية والمساعدات التي قدمتها وتقدمها القوات الدولية للأهالي وللسكان المحليين· هذا ما تشير إليه الناطقة الرسمية باسم "اليونيفل" ياسمينة بوزايان خلال حديث أجرته معها "اللــواء" لمناسبة مرور سنة على انتشار القوات الدولية في الجنوب· بعد مرور سنة على حرب تموز وانتشار القوات الدولية في الجنوب ما هي الأحداث التي سجلت؟ - باستثناء حادثتي إطلاق الصواريخ من داخل الأراضي اللبنانية باتجاه اسرائيل في 17 حزيران، والاعتداء الإرهابي على قافلة تابعة للوحدة الإسبانية في منطقة الخيام في 24 حزيران أيضاً، فإن الوضع كان أكثر هدوءاً· ورغم الأعمال العدائية التي حصلت لا يزال الهدوء ساري المفعول بين الأطراف التي وافقت على قرار مجلس الأمن 1701 · كما أتم الجيش اللبناني بنجاح انتشاره في جنوب لبنان وفي خطوة تاريخية مهمة من أجل ضمان الأمن والنظام والقانون في المنطقة، وان الناس تعود تدريجياً الى حياتها الطبيعية· وقالت بوزايان هذه السنة عملنا بشكل وثيق مع الجيش اللبناني لضمان بقاء الوضع هادئ في المنطقة· كيف تقيّمين العلاقة ما بين "اليونيفل" والأهالي؟ - أجابت بوزايان: علاقتنا مع سكان الجنوب تنمو أكثر فأكثر، وقد تمتعت "اليونيفل" دائماً بعلاقات جيدة مع السكان· فليونيفل جزء من الجنوب وحياته منذ سنوات طويلة، وقد قبلت جميع الأطراف بوجود "اليونيفل"· وأشارت الى أن دعم السكان "لليونيفل" هو العامل الأساسي لإستمرارها ولتمكننا من القيام في تحقيق مهمتنا والتي نقوم بها من خلال تنسيق وثيق مع الجيش اللبناني· وبخصوص العلاقة مع الجيش اللبناني، قالت بوزايان: إن العلاقة مع الجيش اللبناني والسلطات اللبنانية بشكل عام جيدة جداً ، ونحن نعمل معاً من أجل هدف مشترك للوصول الى التحقيق الكامل للقرار 1701، كما ان "اليونيفل" تتمتع بعلاقات جيدة مع كافة الأطراف التي وافقت على القرار 1701 · وفي ردها على سؤال عما اذا كانت "اليونيفل" قد غيرت من مهامها بعد استهداف الدورية الإسبانية؟ أجابت بوزايان: تبقى "اليونيفل" ملتزمة مهمتها، وولايتها، ولن تردها التهديدات عن القيام بواجبها· وقالت: لقد إتخذنا اجراءات احترازية، ولكن أي منها لا يعيق تطبيقنا للمهام الموكلة إلينا· إن أمن وسلامة موظفي الأمم المتحدة ذو أهمية قصوى بالنسبة لنا، وسنستمر بأعمالنا كالمعتاد في تنسيق وثيق بيننا وبين الجيش اللبناني الذي تعود إليه المسؤولية الأولى في حفظ الأمن في المنطقة· هل من إجراءات إتخذت من قبل "اليونيفل" تحسباً لأي تهديد أو أي عمل ضدها؟ - أجابت بوزايان، لا نستطيع التحدث عن ماهية ونوعية هذه الإجراءات لأسباب أمنية· ما هي إجراءات "اليونيفل" بالنسبة للخروقات الإسرائيلية؟ أجابت: نأخذ هذه الخروقات بجدية لأنها خرق للقرار 1701 ولسيادة لبنان، ونحن نحتج عليها بشدة لدى الجانب الإسرائيلي ونطلب منهم وقفها، كما نقوم بإبلاغ مجلس الأمن بها، وأن موضوع الخروقات الجوية الاسرائيلية يتم بحثه على أعلى المستويات في الأمم المتحدة، وعلى أعلى المستويات الديبلوماسية، كما اننا نبلغ الأمم المتحدة بكل خرق للقرار 1701 من قبل الطرفين· هل نفذّت بنود القرار 1701 كاملة، أم أن بنوداً لا تزال عالقة؟ - إن تطبيق هذا القرار لا يزال مستمراً، وهناك بعض الأمور التي يجب معالجتها، لكن الأمور تسير على الطريق السليم· وهناك إستعداد من الطرفين باستمرار العمل لتحقيقه بشكل كامل ونأمل التوصل إليه في المستقبل القريب· وهل من معلومات تتعلق بخصوص ما تعرضت له الوحدة الإسبانية؟ - التحقيق لا يزال مستمراً، ولا أستطيع التعليق والتكهن· اليونيفل تستمر بدورياتها ونشاطها كالمعتاد، بغض النظر عن أي تهديد، ونحن مصممون على الاستمرار في مهامنا الموكلة إلينا من قبل مجلس الأمن· "اليونيفل" تأخذ كل التهديدات بجدية، ولكنها لا تعيقنا نحن نقوم بواجبنا ومصممون على الاستمرار بعملنا لإحلال السلام والاستقرار في جنوب لبنان بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية· ياسمينة بوزايان من المغرب عملت لخمس سنوات مع الأمم المتحدة في الكونغو قبل مجيئها الى لبنان لتصبح الناطقة الرسمية باسم "اليونيفل"·
تعليقات: