كشف أكبر شبكات تهريب كوكايين


قيمتها عند توزيعها 255 مليون دولار..

إذا كانت حملة إتلاف الحشيشة أحد أنواع المخدرات في منطقة البقاع قد انتهت أخيراً، فإن مسألة تعقب تجار المخدرات والمهربين وتوقيفهم لم تنته يوماً، بل زادت ملاحقتهم بعد تفشي هذه الآفة، خصوصاً بين الشبان، فكان من أولى اهتمامات القوى الأمنية متابعة تجار المخدرات والمهربين منهم.

وحققت القوى الأمنية أخيراً عبر مكتب مكافحة المخدرات المركزي نجاحاً في إماطتها اللثام عن أهم الشبكات الدولية البالغة التعقيد والناشطة في مجال تهريب الكوكايين من بعض دول أميركا الجنوبية الى لبنان، من خلال رصد ومراقبة مجموعة من اللبنانيين والأجانب الذين قاموا بتهريب كمية كبيرة من الكوكايين بلغت 255 كيلوغراماً من نزويلا الى لبنان عبر مطار دولة مجاورة، ومنه الى لبنان براً.

وتمكنت عناصر مكتب مكافحة المخدرات المركزي في 27 آب الماضي وبعد مداهمة مبنى في محلة دوحة الحص من توقيف نزويلّي وخمسة لبنانيين، فيما تتابع ملاحقة عشرة آخرين متورطين في القضية. وضبط في المبنى خمسون كيلوغراماً من الكوكايين.

وتقدّر أرباح هذه العملية بمبلغ 8 ملايين دولار، على أن ترتفع قيمتها في حال تم توزيعها على المتعاطين الى 255 مليون دولار.

ويكشف بيان صادر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تفاصيل هذه العملية، ويشير الى انه منذ ما يقارب الستة اشهر اقدم المدعو (ف. ص) لبناني (وهو من اصحاب السوابق في تهريب المخدرات ومطلوب للقضاء اللبناني بجرائم مخدرات والذي سبق واوقف في عدة بلدان بهذا الجرم منها سويسرا والبرازيل) على تهريب المخدرات الى لبنان بالإتفاق مع منظمة دولية تنشط في تهريب المخدرات بعد ان عرّفه على مسؤولين فيها المدعو (ح. ج) لبناني، المقيم في فنزويلا وهو من كبار الناشطين في تهريب الكوكايين الى لبنان من فنزويلا، وقد رتب له عدة اجتماعات لهذه الغاية بالإشتراك والتنسيق مع ابن شقيقته (ع. ع) الموجود ايضاً في فنزويلا، وقد عرّفه بدوره على شخص فنزويلي يدعى (أ.غ) يحمل الجنسيتين الفنزويلية والإسبانية، وهو الرجل الثاني في منظمة دولية تهتم بنقل الأموال الناتجة عن الإتجار بالمخدرات تحت غطاء شركة فنزويلية "للصيرفة والحماية". وبعد الإتفاق على تأمين المخدرات المنوي تهريبها الى لبنان كان لا بد من تسهيل خروجها من فنزويلا. تكفّلت المنظمة الدولية الأولى بتأمين سكة خروج آمنة لإخراجها من مطار كراكاس في فنزويلا على ان يؤمّن الطرف الآخر اي (ف.ص) المذكور ومن يعاونه تأمين دخولها الى لبنان، لذا لجأ الى المدعو (ر. ع) مقيم في فنزويلا ومعروف بعلاقاته بتجار مخدرات كبار من آل (م) من بلدة بقاعية، والذين يُعرفون بعلاقاتهم القوية بمهربين سوريين وقدرتهم على ادخال المخدرات الى لبنان. ولهذا الغرض قام (ر. ع) المذكور بوساطة بين (ف.ص) وشقيقه (م. ص) (الموجود في لبنان وهو من اصحاب السوابق في تهريب المخدرات والذي كان يتردد الى فنزويلا) من جهة وبين آل (م) من جهة ثانية ومنهم (م م) واشقائه (م م) و(م م) و(ج م)، وبناءً عليه تم الإتفاق على تهريب الكوكايين من فنزويلا الى مطار دولة مجاورة عبر احدى شركات الطيران الأجنبية، على ان يقوم آل (م) بإخراجها من المطار ونقلها الى بلدتهم لقاء مبلغ عشرة آلاف دولار اميركي عن كل كيلوغرام من الكوكايين، تحسم من السعر الأساسي الذي اتفقوا عليه وهو 35 الف دولار للكيلوغرام الواحد. وعلى اثر هذا الإتفاق تم ارسال كمية 40 كيلوغرام من الكوكايين منذ عدة اشهر، وبعد ان اصبحت بعهدة آل (م) رفضوا دفع الثمن المتفق عليه زاعمين ان الكوكايين ليس بالجودة المتفق عليها. وبعد مفاوضات عرضوا ان يدفعوا ثمن الكيلوغرام 15 الف دولار . وعادوا ونكثوا ايضاً بوعدهم، الى ان فُضّ الخلاف على ان يدفعوا مبلغ 150 الف دولار فقط، ويقوموا بتهريب كمية 215 كيلوغرام من الكوكايين لتعويض ما اعتبروه خسارة. وفعلاً ارسلت هذه الكمية بالطريقة ذاتها وتم اخراجها من قبل آل(م) من المطار ولكنهم عادوا وتمنعوا عن دفع ثمن الكوكايين كما تم الإتفاق عليه، ولم تُفلِح المُفاوضات بين (م ص) وآل (م) لمعالجة المسألة وأخذوا يُحاولون التَّملُّص من دفع ثمنها مُتذرعين أنها ليست بالمواصفات المُتفق عليها، ولم تنجح جميع الإتصالات التي أُجريت من فنزويلا أيضاً من قبل مسؤولين في المنظمة الأولى مُصدِّرة الكوكايين ولا من (ف ص) وغيرهم من الأشخاص الذين يعملون لصالحهم في فنزويلا، الأمر الذي دفع (ف ص) وشقيقه (م ص) إلى الإلتجاء إلى المدعو (ش س) و(ت ح) (احد كبار المهربين) المَعروف جيِّداً من قبل (م ص) وقد اتصل بهما (ف ص) من فنزويلا عدَّة مرَّات لهذه الغاية، وطلبوا منهما التوسط مع آل (م) لتسليمهم الكوكايين على أن يعمل آل (ص) بالتَّعاون مع أصحاب المخدرات في فنزويلا والشخص الفنزويلي على تَصريف الكوكايين على دُفعات وتَسديد بدل أتعاب لآل (م) بمعدل 10 آلاف دولار عن كل كيلوغرام. كذلك تَمكَّن (ف ص) وشقيقه (م ص) بالتَّنسيق مع المنظمة الثانية من بيع 22 كيلوغرام كوكايين إلى أشخاص أتراك، ودفعوا قسماً من ثمنها على أن يرسلوا لهم دُفعات أُخرى في ما بعد إلى سوريا عبر مكاتب صيرفة. كما سافر المدعو (أ. غ) الفنزويلي / الإسباني المذكور وشقيق زوجته المدعو(ع ص) إلى تركيا حيث قبضوا دفعة جديدة من ثمن الكوكايين وعادوا إلى لبنان بعد يومين لإكمال العملية.

وسبق وتم نقل مبلغ مليوني دولار اميركي بواسطة احد افراد المنظمة الدولية الثانية الى الخارج كجزء من الأموال الناتجة عن هذه العملية البالغة اكثر من 8 ملايين دولار اميركي، وفي حال تم توزيعها الى المتعاطين ستبلغ قيمتها حوالي 255 مليون دولار.

وبناء لإشارة النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا تم ختم التحقيق وضبطت المخدرات وأوقف كل من : الفنزويلي الأسباني (أ .غ) (36 عاماً)، و(ف ص) (39 عاماً)، و(ت ح) (45 عاماً)، و(ع ع) (24 عاماً) و(ع ح) (22 عاماً)، كما سُطِّرَ بلاغ بحث وتحرٍ بحق كُلٍ من (م ص)، و(ش س)، و(ع ص)، و(م م)، وأشقائه (م م) و(م م) و(ج م)، إضافةً إلى (ع ع) و(ر ع) و(ح أ ج)، وترك (أ ي)، أمَّا ناطورَي المبنى (أ ع) وشقيقه (خ ع) فتركا أحراراً.

وسيصار إلى متابعة إجراءات التَّحقيق والتعاون مع أجهزة مُكافحة المُخدرات في الدول المَعنية بواسطة الأنتربول لا سيما في إطار تبادل المَعلومات حول القضية والمشتبه بهم المتورطين فيها تمهيداً لملاحقتهم.


تعليقات: