ناسا ترسل فيديو لقطة عبر الفضاء

تعددت أساليب التواصل منذ فجر التاريخ، فقديماً كانت السفن تتواصل ليلاً بإرسال شيفرة مورس باستخدام الفوانيس أو مصاريع النوافذ. وحتى يومنا هذا تُطبق الفكرة الأساسية ذاتها، إذ استخدمت ناسا الإشارات الضوئية للتواصل مع مهمة سايكي التي تستكشف كويكباً غنياً بالمعادن في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري.

إنّ الضوء المستخدم للتواصل مع مهمة سايكي هو في الواقع شكل من أشكال الحرارة. على عكس السفن التي كانت تستطيع رؤية بعضها بعضًا، فإنّ مركبة سايكي تبعد مسافةً هائلة عن الأرض تبلغ نحو 240 مليون ميل. مع ذلك، فإنّ معدل رفع البيانات التي ترسلها مركبة سايكي أسرع من اتصالات الإنترنت القديمة عبر الهاتف التي كانت شائعة منذ فترة ليست طويلة.

كان هذا الإنجاز جزءاً من المرحلة الأولى من تجربة ناسا في مجال الاتصالات البصرية في الفضاء العميق. على هذا، فقد جُهزت مركبة سايكي الفضائية بجهاز إرسال واستقبال ليزري مضبوط على تردد محدد من الأشعة تحت الحمراء، ما يسمح بالتواصل مع محطتين أرضيتين في كاليفورنيا. اختار مخططو المهمة في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا تردداً تحت أحمر أعلى بكثير من الترددات الراديوية التقليدية المستخدمة في مهمات الفضاء العميق؛ إذ إن التردد الأعلى يسمح بمعدل نقل بيانات أعلى وتواصل أسرع.

نُقلت البيانات من مركبة سايكي وإليها بسرعة مذهلة بلغت 267 ميغابايت في الثانية على أنها جزء من عمليات المرحلة الأولى عندما كانت مركبة سايكي على بُعد يُعادل المسافة إلى المريخ عندما يكون الكوكب الأحمر في أقرب نقطة له من الأرض. على هذا، فإن سرعة نقل البيانات هذه تعادل سرعة اتصال النطاق العريض السلكي النموذجي على الأرض، وهو أمر رائع نظرًا للمسافة الكبيرة. لكن أُنجزت هذه العملية في الفضاء باستخدام أشعة الليزر.

حققت مهمة سايكي إنجازاً مهماً في يونيو عندما وصلت إلى مسافة 390 مليون كيلومتر من الأرض، أي تعادل أبعد مسافة بين الأرض والمريخ. في هذه الفترة، تمكن مشغلو المهمة من الحفاظ على سرعة تنزيل بلغت 6.25 ميغابايت في الثانية، وهو أمر مذهل نظراً للتحديات التي يفرضها الاتصال عبر هذه المسافات البعيدة.

مع أنّ سرعة نقل البيانات البالغة 6.25 ميغابايت في الثانية أبطأ بكثير مقارنة بالسرعة القصوى التي حُققت عندما كانت مركبة سايكي أقرب إلى الأرض، لكنها ما تزال أسرع بكثير مما قد تحققه الاتصالات الراديوية التقليدية بنفس القدرة عند هذه المسافة. وهذا ما يُبرز ميزة استخدام الليزر للتواصل في الفضاء العميق.

أرسلت ناسا من مركبتها الفضائية فيديو عالي الدقة لقط اسمه تاترز يطارد مؤشر ليزر أحمر لمدة 15 ثانية، كان هذا الفيديو جزءاً من اختبار المرحلة الأولى للتجربة، إذ أُرسل لإثبات قدرة الاتصال عالي السرعة في الفضاء. من المحتمل أنّ معظم مستخدمي الإنترنت سيوافقون على أنّ إرسال فيديو لقط هو طريقة ذكية ومسلية لإظهار كفاءة استخدام النطاق الترددي في هذا الاختبار.

أعلنت ناسا عن نهاية اختبار المرحلة الأولى للنظام بعد الاتصال الناجح الذي حُقق في يونيو، إضافةً إلى ذلك أكّد فريق المشروع أنه كان من المتوقع انخفاض معدل نقل البيانات لأنه يتناسب مع قانون التربيع العكسي للمسافة بين الأرض ومركبة سايكي الفضائية. بعبارة أخرى، كلّما زادت المسافة بين المركبة الفضائية والمحطة الأرضية ينخفض معدل نقل البيانات بوتيرة أسرع.

ستبدأ المرحلة الثانية من تجربة سايكي في نوفمبر عند إعادة تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال بالليزر مرة أخرى. في هذا الوقت، ستُظهر التجربة أنّ النظام قادر على العمل لأكثر من عام. في نهاية المطاف، فإن الهدف من هذه المرحلة هو جعل النظام يعمل بصورة كاملة في وقت لاحق من هذا العام.

من المتوقع أن تصل مركبة سايكي إلى الكويكب المستهدف في عام 2029، ما يمنح الفريق وقتاً كافياً لإعداد نظام الاتصال الخاص بهم للعمل قبل ذلك الوقت.

إضافةً إلى ذلك، هناك نظام احتياطي للتواصل بالترددات الراديوية موجود على متن سايكي في حال فشل نظام الليزر. والجدير بالذكر أن هذا النظام الاحتياطي ما يزال أسرع من الطريقة التقليدية للتواصل باستخدام الفوانيس والمصاريع.

اقرأ أيضًا:

أصوات غريبة سمعها رواد الفضاء العالقون على متن محطة الفضاء الدولية قادمة من كبسولة بوينغ.

شبكة إنترنت جديدة تعتمد على الليزر تستطيع جعل الاتصال من الفضاء إلى الأرض أسرع ألف مرة.

ترجمة: آية شميّس

تدقيق: ريمي سليمان

مراجعة: باسل حميدي

المصدر

The post ناسا ترسل فيديو لقطة عبر الفضاء appeared first on أنا أصدق العلم.

أنا أصدق العلم - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة