الحرف اليدويّة والذّكاء العاطفي

الحرف اليدويّة والذّكاء العاطفي Faika.Mazraani Sat, 02/22/2025 - 09:29 الحِرفُ اليدويَّة، هي طابعٌ ثقافي، يطبعُ كلَّ بلدٍ، ويختلفُ من مكانٍ لآخرَ، ويُميِّزه ويرسمُ صورةً خاصَّةً به، ويجسِّدُ عاداتِ، وتقاليدَ، وتراثَ هذا الشَّعبِ، فكلُّ حِرفةٍ، تحملُ صفاتِ وطباعِ صاحبها من حبٍّ، ودٍّ، وكرمٍ، وغيرها من الصِّفاتِ الحميدةِ، والأخلاقِ النَّبيلةِ. وفي بعضِ الأماكنِ، خرجت الحِرفُ اليدويَّةُ من كونها هوايةً إلى مهنةٍ احترافيَّةٍ لأهميَّتها، والطَّلبِ الكبيرِ عليها من قِبل النَّاس، فعلى الرَّغمِ من التَّطوُّر التِّكنولوجي، والآلاتِ الحديثةِ إلا أنَّ بعضهم، يُفضِّلُ كلَّ ما هو مصنوعٌ بأيدي الحِرفيين المهرة لما تتميَّزُ به الأعمالُ اليدويَّةُ من جمالٍ وإتقانٍ، فجمالها من الجمالِ الدَّاخلي لصانعها، وما تحمله من شهامةٍ، وطيبةٍ، وكرمٍ، وتجسِّدُ العاداتِ والتَّقاليدَ، ما يجعلها أفضل ما يقتنيه المغتربون، إذ يشعرون بأنَّهم في وطنهم الأمِّ، وتُخفِّفُ عليهم آلامَ غربتهم وبُعدهم عن أهلهم، ناهيك عن جمالِ الصَّنعةِ من تمازجِ الألوانِ، والرُّسوماتِ، والإتقانِ، وقد أشارت بعضُ الدِّراساتِ إلى دورها الفاعلِ في العلاجِ، ذلك أنَّ الحِرفَ اليدويَّةَ، ساهمت في تعلُّمِ المرءِ الصَّبرَ، وتقليلَ التَّوتُّر والقلقِ النَّفسي، فانشغالُ الإنسانِ بالعملِ، وإخراجه قطعةً مميَّزةً، يجعلان جلَّ تفكيره في إتقانِ ما يصنع، بالتَّالي تشكيلُ قطعةٍ فنيَّةٍ جميلةٍ، تفوقُ القطعَ المصنوعةَ بالآلاتِ الحديثةِ، لأنَّ الآلةَ، تفتقرُ للمشاعرِ والأحاسيسِ، وهذا بدوره يُحفِزُ هرموناتِ السَّعادةِ لنجاحِ ما صنعه وأنجزه، فيصبح شخصاً آخرَ ذا نفسيَّةٍ أخرى أفضل. هذا ساعدَ الأطبَّاءَ باتِّباعِ هذه الطَّريقةِ مع مرضاهم بوصفها علاجاً لحالاتِ الاكتئابِ، والقلقِ النَّفسي، والخروجِ من التَّوتُّر عبر الطلبِ منهم إشغالَ أنفسهم بحِرفةٍ يدويَّةٍ، يُفضِّلونها، ليجدوا النَّتيجةَ العظيمةَ بعد فترةٍ وجيزةٍ بخروجِ المريضِ من حالةِ الاكتئابِ التي عانى منها. ونظراً لما وجده بعضهم من راحةٍ نفسيَّةٍ، وهدوءٍ داخلي، حوَّل هذه الهوايةَ إلى مهنةٍ، فأصبح يبدعُ، ويبتكرُ، ويصبُّ كلَّ ما في داخله من مشاعرَ وأحاسيسَ في هذه القطعِ، بالتالي تحوَّل من مريضٍ لشخصٍ سوي مبدعٍ. وقد ساهمت بعضُ الدُّولِ في دعمِ هذه الحِرفِ اليدويَّةِ بمهرجاناتٍ وأسواقٍ لأهميَّتها للفردِ والمجتمع. نستنتجُ ممَّا سبق، أنَّ الحِرفَ اليدويَّةَ، إضافةً لكونها أعمالاً حِرفيَّةً جميلةً، يرغبُ فيها بعضهم، وسيلةٌ للتعبيرِ عن المشاعرِ والأفكارِ. واليوم، مَن يمتلكُ الذَّكاءَ العاطفي، ويمتهنُ هذه المهنَ، سيُبدعُ لأنَّه يجسِّدُ مشاعره، ومشاعرَ الآخرين في عمله وإنجازاته، فيُخرِجُ للمجتمعِ قطعةً، تضاهي ما تنتجه أحدثُ الآلات، وبالنتيجةِ يحافظُ على تراثِ بلده. الكاتب الدكتورة مايا الهواري Publication Date Sat, 02/22/2025 - 09:29 د. مايا الهواري مقالات

مجلة سيدتي - مجلة المرأة العربية - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة