أفكارٌ قريبةٌ من كل حبيبٍ وحبيبةٍ

أفكارٌ قريبةٌ من كل حبيبٍ وحبيبةٍ Faika.Mazraani Fri, 05/23/2025 - 08:16 بين فترةٍ وأختها، أكتبُ عن الحبِّ؛ ذلك السَّائِل السِّحرِي، وأحاولُ أَنْ أَسبر أَغوَاره وعَجَائبه، ولَكنْ، كُلَّما شَارفتُ عَلَى الانخِدَاع بسَلاستهِ، اكتَشفتُ أَنَّه أَدَاةٌ خَطِرَةٌ، ورغم ذَلك، لَيس هُنَاك مَا يَمنَع؛ أَنْ تَجدَ فِيهِ بَعض السِّيرَة العَطِرَة. الانشِغَالُ بالحُبِّ لَه مَزَايَا كَثيرَةٌ، مِن أَهمِّها أَنَّه يَشغلك عَن الكُره، وقَد رَكَّز كَثيرٌ مِن خُبرَاء تَطويرِ الذَّات، وعُلمَاء النَّفس عَلَى هَذه المَسأَلَة، حَتَّى الشُّعرَاء، انتَبهوا إلَى هَذه المِيزَة حَيثُ يَقولُ محمود درويش: «لَا وَقْتَ لَديَّ لأَكره مَن يَكرهني، فأَنَا مَشغولٌ بحُبِّ مَن يُحبُّني». مِن جِهتهِ، يَقولُ الفَيلسوفُ جورج سانتيانا: «الحُبُّ، يَجعلُ مِنَّا شُعرَاء. والاقترَابُ مِن المَوت؛ يَجعلُ مِنَّا فَلَاسِفَةً». فبَين الحُبِّ والفَلسفَة مُفَارقاتٌ كَثيرةٌ، ولَعلَّ أَبرَزَ هَذه المُفَارقَات، أَنَّ كُلاً مِنهمَا يَستَدعيه شَيءٌ آخَر. إنَّ سوء التَّفَاهُمِ بَين الرَّجُل والمَرأَة، يَتنوَّعُ، ويَتعدَّد، وقَد يَأتي عَلَى شَكل خِلَافَاتٍ فِي أَهدَافِ الحيَاةِ، وتَوجُّهَاتهَا، مِثل حُبِّ العَملِ، وعَمَل الحُبِّ، إذْ يَرَى الأَديبُ توفيق الحكيم؛ أَنَّ هُنَاك مسَاحةً عَقليَّةً شَاسِعَةً بَين الزَّوجين، حَيثُ يَقولُ: «لَيس للنِّسَاء عَمَلٌ فِي الحيَاةِ سِوَى الحُبِّ، أمَّا حيَاةُ الرَّجُلِ، فهي حُبُّ العَمَلِ، ومِن هُنَا بَدَأ سوء التَّفَاهُم». يَقولُ المَنفَلوطي مُدافِعَاً عَن الحُبِّ: «لَا خَيرَ فِي حَياةٍ، يَحيَاها المَرءُ بغَيرِ قَلبٍ.. ولَا خَيرَ فِي قَلبٍ، يَخفقُ بغَيرِ حُبٍّ». فالقَلبُ لَه وَظَائِفُ كَثيرةٌ، مِنهَا ضَخُّ الدِّمَاء فِي الجَسَد، لَكنْ الأَهَم خَفقَانه بالحُبِّ، أَمَّا إذَا كَان القَلبُ بِلَا حُبٍّ، فَلَا فَائِدَة مِن هَذا الجِهَازِ المُندسِّ بَين الضُّلُوع. ولَا يَعرفُ الحُبَّ وطَاقته إلَّا مَن يُجرِّبه. إنَّه بمَنزلةِ الوقُودِ للطَّائِرَاتِ والسيَّارَاتِ، وإذَا رَأيتَ رَجُلاً كَسولاً، فاشْحِنه بِطَاقةِ الحُبِّ، وستَرَى كَيف يُودِّعُ الكَسَلَ بكُلِّ سهُولةٍ، وهَذا قَريبٌ -إلَى حَدٍّ بَعيد- مِن قَولِ الفَيلسُوفِ روبرت براوننج: «الحُبُّ وقُود الحَيَاة». الحُبُّ لَيس طَاقَةً إيجَابيَّةً فَقَط، هو أيضاً خَارطةُ طَريقٍ ومَعالمُ، تُرشدنا إلَى السَّبيلِ، وفِي ذَلِك يَقولُ شيخ التَّائهين مكسيم جورجي: «عِندَما نُحبُّ، كُلُّ شَيءٍ يُصبِحُ وَاضِحاً.. أَينَ نَذهَب؟ مَاذا نَفعل؟ كُلُّ شَيءٍ يَتمُّ مِن تِلقَاء نَفسه، ولَا نَكون مُضطرِّين لسُؤالِ أَي شَخصٍ عَن أَي شَيءٍ». في النهايةِ أقولُ: قَالوا إنَّ الحُبَّ طَاقَةٌ، وقَالوا إنَّه عَاطِفَةٌ، وقَالوا إنَّه سَائِلٌ مَعنَوي، يَربطُ بَين عَاشقَين، وقَالوا -أَيضاً- إنَّ الحُبَّ لَا تَفسير لَه.. لَكن مَا لَم أَسمَع بِهِ مِن قَبْل، وَصْفُ الأَديبِ فولتير للحُبِّ، حَيثُ يَقولُ: «الحُبُّ سجَّادَةٌ، جَهَّزتهَا الطَّبيعَةُ، وزَخرفهَا الخَيَالُ». الكاتب أحمد العرفج Publication Date Fri, 05/23/2025 - 08:16 أحمد العرفج مقالات

مجلة سيدتي - مجلة المرأة العربية - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة