كن شبه الجمهور.. لا تتفوّق عليهم!

كن شبه الجمهور.. لا تتفوّق عليهم! Faika.Mazraani Fri, 09/19/2025 - 12:19 الناسُ تحبُّ مَن يُشبهها، لا مَن يتفوَّق عليها استعراضاً.. هكذا أحبُّ أن أبدأ مقالي، أي بحقيقةٍ، هي من وجهةِ نظري الأصحُّ. أكثر ما يصنعُ نجماً حقيقياً، ويمنحه جماهيريَّةً واسعةً، هو ظهوره في أدوارٍ تُشبه الناس، تُحاكيهم، وتُلامسُ مشاعرهم. كثيرٌ من الفنَّانين والفنَّانات، ظهروا فجأةً، وحقَّقوا شهرةً طاغيةً، ليس لأنهم بذلوا مجهوداً خارقاً في الترويجِ لأنفسهم، بل لأنهم دخلوا إلى قلوبِ الناسِ من بابٍ بسيطٍ عبر أدوارٍ، كانوا فيها «يُشبهونهم». لكنْ، النجاحُ ليس مجرَّد لحظةٍ خاطفةٍ. إنه اختبارٌ طويلٌ. بعضهم يستوعبُ هذا، ويديره بذكاءٍ. يضعُ لنفسه خطَّةً، ويختارُ أدوارَه بعنايةٍ، ويُبقي على تلك الصلةِ الجميلةِ مع الجمهور، ثم ومع كلِّ نجاحٍ جديدٍ، تزدادُ بساطته. هم لا يتصنَّعون، لا يستعرضون ماركاتٍ، ولا يتحدَّثون بلغةٍ مختلفةٍ، ولا تتغيَّر طريقتهم في المشي والكلامِ، بل يظلُّون كما عرفهم الناس. هؤلاء تزدادُ نجوميَّتهم بمرورِ الوقتِ، لا لأنهم يصعدون إلى الأعلى، بل لأنهم ينزلون إلى الناسِ كلَّما ارتفعوا. في المقابلِ، هناك مَن يغترُّ بالشهرةِ! يبدأ بدورٍ بسيطٍ وصادقٍ، وما إن يتذوَّق طعمَ النجاحِ، ويختبر الأضواء حتى يتغيَّر! يبدأ بالظهورِ بطريقةٍ متكلِّفةٍ! ويتحدَّثُ بلغةٍ غريبةٍ عن الناس! ويستعرضُ مكاسبه، برانداته، وأحياناً حساباته البنكيَّة. يتعاملُ مع الجمهور بتعالٍ! ويتحدَّثُ مع الصحافةِ بلهجةِ «الخبيرِ الاستثنائي»، أو «الملهمِ المختلف». هؤلاء يهبطون سريعاً من القمَّةِ، ليس لأنهم فقدوا موهبتهم، بل لأنهم فقدوا قلوبَ الناس. كلُّ التجاربِ التي نعرفها، تُثبت شيئاً واحداً: البساطةُ لا تُهزَم. هل رأينا عادل إمام يتباهى يوماً بسيارته، أو بما يمتلكه من قطعٍ من أهمِّ الماركات؟ هل نعرفُ عن راشد الماجد أكثر من صوتِه وعبقريته في اختيارِ أغنياته؟ هل خرجت فيروز، أو جوليا بطرس، أو حتى يسرا يوماً بمظهرٍ متكلِّفٍ، أو صرَّحن عن أرصدتهن وممتلكاتهن؟ كلا. هؤلاء نجومٌ من مجالاتٍ وخطوطٍ مختلفةٍ، يلتقون في نقطةٍ واحدةٍ، وهي أنهم طبيعيون، يشبهوننا، وفهموا المعادلة جيداً: مَن يريدُ أن يُثبت للناسِ أنه يملك المال، لن يهمَّهم أمره كثيراً. الناسُ تحبُّ مَن يُشعرها بأنها مهمَّةٌ، وتُقدِّر مَن يجتهدُ لإرضاءِ ذائقتها، لا مَن يُشعِرها بأنه أهمُّ منها. في النهايةِ، سأختمُ بقصَّةِ أبسطِ وأكبر نجمٍ.. التي أجدها مثالاً «مثالياً» لكلامي في المقالِ، طلال مداح، صوتُ الأرض، وواحدٌ من أعظمِ الفنَّانين في تاريخِ الأغنيةِ العربيَّة، فهو رغم شهرته الطاغية، ونجاحه الذي لم يكن محصوراً في السعوديَّةِ فقط، بقي حتى رحيله بسيطاً في حياته، مظهره، كلماته، وحتى في أسلوبِ تعامله مع الجميع. كثيراً ما نتساءلُ: ما سرُّ المحبَّةِ المُطلَقةِ لطلال، والتعلُّقِ باسمه وأغنياته مع أنه مرَّ 25 عاماً على رحيله، وكأنَّه لا يزالُ بيننا؟! السرُّ طبعاً أنه كان يعيشُ كما تعيشُ الناس، ولو سألته عن حياته، يُحدِّثك بصدقٍ دون تصنُّعٍ، ودون أن يتباهى بأي شيءٍ. طلال ببساطةٍ، لم يكن يعرف أنه طلال مداح معشوقُ الجماهيرِ لشدَّة بساطته! حتى لحظةُ وفاته، كانت مثالاً على صدقه وبساطته. رحلَ على المسرحِ، وهو يُغني للناسِ، ومن أجل الناسِ. لم يمت معتزلاً، أو متعالياً، أو غريباً عنهم، بل خرجَ من الدنيا كما دخلَ قلوبهم: نقياً، بسيطاً، ومحبوباً. الكاتب سهى الوعل Publication Date Fri, 09/19/2025 - 12:19 سهى الوعل مقالات

مجلة سيدتي - مجلة المرأة العربية - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة