طريق الجديدة في صلب المواجهة



الأخبار: ندى أيوب-

«ليش حدا بدو يستغرب التضامن؟»، يسأل صاحب مقهى على زاوية الطريق المواجه لمدخل مستشفى المقاصد في الطريق الجديدة، لدى سؤاله عن إقبال شبان المنطقة على التبرع بالدم بعد مجزرة الـ«بايجر» الثلاثاء الماضي.

 

ويضيف مستغرباً: «وهل يتوقّع من أهالي المنطقة أن يكون موقفهم غير ذلك؟».

 

فالطريق الجديدة، وفق عدد من رواد المقهى من الشبان، «وضعت خلفها الخلاف السياسي الكبير مع حزب الله، والفتنة السنية - الشيعية، في لحظة اتخاذ الحزب قرار فتح الجبهة الجنوبية إسناداً لغزة».

 

هذا الموقف المبدئي عبّر عنه بشكلٍ تلقائي شبان وشابات المنطقة الذين نشروا أشرطة فيديو، على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو إلى التبرع بالدم. واستقبل المسعفون في خيم التبرّع بالدم التي نُصبت عند «ميدان الشهداء» على أوتوستراد هادي نصرالله في الضاحية الجنوبية أعداداً منهم.

 

«لم أفكّر كثيراً قبل أن أستقلّ دراجتي النارية، وبوجهي على الضاحية للتبرع بالدم» يقول أحمد، فيما «تجمهر كثر من الأهالي عند مدخل مستشفى المقاصد الذي استقبل عدداً من جرحى المجزرة، وفي الطريق المؤدي إليه، سائلين عن طريقةٍ للمساعدة في إسعاف الجرحى أو إن كانت هناك من خدمةٍ يستطيعون تقديمها لأهالي المصابين»، كما يروي صاحب المقهى.

 

كثر حرّكتهم في الدقائق الأولى روابط القربى والصداقة والجيرة للاطمئنان على من يعرفون من بيئة المقاومة وسكان المناطق المستهدفة. لكن عميقاً في وجدانهم، تصرّفوا بطريقة تترجم أصل موقفهم التاريخي المؤيّد للمقاومة، لأنه «عندما تكون إسرائيل في الدقّ، بيوقف الحكي»، يقول وليد.

 

طبيعة الحدث الوحشي والمباغت وامتداده الجغرافي الذي طاول مناطق في بيروت، خلّفا إحساساً بالاستباحة والانتهاك، «كل واحد منا شعر بأنه معني ومنتهك»، يقول زياد. فكان بمثابة انتقالٍ من حالة التضامن مع الغزيين والجنوبيين الذين تطاولهم الاعتداءات الإسرائيلية، إلى حالة تحدي عدو مشترك نفّذ عملية إجرامية على مساحة الوطن، لا ضد منشآت عسكرية مثلاً!


«هل يتوقّع من أهالي المنطقة أن يكون موقفهم غير التضامن؟»

جارة صبرا وشاتيلا، يحضر تاريخ النضال والقضية في طرقاتها، وفي ذاكرتها الجماعية، حيث لا تزال شريحة من أبنائها تسرد مقاومة الطريق الجديدة للإسرائيلي.

 

هذا الأصل، حوّلها إلى منطقة تعنيها آلام الفلسطينيين، ويعنيها احتضان كل من ينصرهم، ويحكمها مزاجٌ عام واضح وجلي، مؤمن بأنّ ما يدفعه المقاومون من ثمنٍ هو فقط لأنهم ينتصرون لدماء غزة. تعبّر عن ذلك سيدة بقولها إنّ الاعتداء الأمني الأخير بـ«مثابة اعتداء على مقاومين يواجهون عدونا المشترك، ومفترض أن يكون دمنا مشتركاً وموحّداً».

 

التعبير بالموقف أو التعبير بالتبرع بالدم بهدف إنقاذ الأرواح، هو شكل من أشكال العمل المقاوم الذي يجعل الطريق الجديدة منسجمة مع تاريخها.

 

يعزّز تلك المشاعر، تشابك النسيج الاجتماعي في بيروت، لذلك تحرّك أهل الطريق الجديدة بشكلٍ تلقائي دون إيعازٍ أو توجيه، رغم أنّ موقف دار الفتوى، والأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري كانا معبّريْن، ورغم أنّ عدداً من مشايخ الطائفة السنية حضروا إلى مراكز التبرّع بالدم ونشروا صورهم بالتبرّع للتشجيع.

موقع التيار - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة