الرئيس الأميركي العتيد بين حل الدولتين والشرق الأوسط الجديد (بقلم نقولا الشدراوي)



نقولا الشدراوي -

ما يجري في المنطقة ليس صغيراً أو محصوراً كما يظن البعض، إنما هو استراتيجي بكل معنى الكلمة ، إذ أنه يستهدف وضع نظام إقليمي جديد للمنطقة يحافظ على الاستقرار على مدى السنوات الخمسين المقبلة .

المؤشرات واضحة وتدحرج الأحداث منذ السابع من تشرين 2023 في غزة إلى الضفة ولبنان حيث جرى في أيلول 2024 تفعيل خطة مرسومة مسبقاً للانتقام من المقاومة اللبنانية بعد هزيمة حرب تموز 2006 حين اتضح أن إسرائيل "أوهن من بيت العنكبوت " ، فجاء الرد بعد 18 عاماً باستهداف القيادة العليا للمقاومة على كافة المستويات السياسية والعسكرية والأمنية وكذلك الإنتقام من جمهور هذه المقاومة الذي احتضنها على امتداد سنوات الإحتلال والتحرير .

كل ذلك بانتظار نتيجة الإنتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر لكي يُبنى عليها لاستكمال التدحرج ولتفعيل الخطة المتعلقة بسوريا بهدف فك ارتباطها بإيران ومحور الممانعة تحت طائلة إسقاط النظام عسكرياً إما عبر اجتياح إسرائيلي يصل إلى دمشق ، وإما عبر تسهيل وصول المتطرفين من إدلب إلى الشام.

الأرجح ألا نصل إلى هذا السيناريو تبعاً لمسار المعركة الجارية ، فبعد النصيحة الروسية للرئيس بشار الأسد بعدم المشاركة في إسناد غزة بعد عملية ٧ تشرين والوقوف على الحياد ، قد تأتي نصيحة روسية ثانية بالابتعاد عن إيران والإلتحاق بالسياسة الخليجية والسعودية تحديداً التي اشترطت ، للتطبيع مع إسرائيل ، تحقيق حل الدولتين وبالتالي قيام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية .
في مقابل هذا التعاون الروسي ، تحصل روسيا على مكاسب معينة في أوكرانيا .

هل سيكون هذا هو هدف الإدارة الأميركية الجديدة ؟ أم ستعود إلى نغمة إنشاء شرق أوسط جديد تحدثت عنه وزيرة خارجية أميركا في 2006 كوندوليزا رايس وذكّر به نتانياهو هذا العام على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ؟
وبالتالي هل ستشجع أميركا الإسرائيليين على إنشاء أنظمة جديدة في لبنان وسوريا تكون دميةً في يدها؟ أم ستعتمد الحل الخليجي والعربي وتسهم في إرساء حل الدولتين لإنهاء الصراع ؟ هذا هو السؤال اليوم .

طبعاً لا ننسى أن أي خيار من هذين الخيارين يستدعي تحييد إيران إما سياسياً وديبلوماسياً وإما عسكرياً وردعياً ، لكن الإيرانيين باتوا مدركين أنهم مُستهدفين في أرضهم، بعد استهداف دفاعهم الجوي الحديث المستورد من روسيا ( S300-S400) وبعد استهداف حلفائهم في المحور ، والأرجح أنهم دخلوا في سباق مع الوقت لإنتاج أول قنبلة نووية إيرانية ، وما نشر الأميركيين لقاذفاتهم الاستراتيجية B52 في الشرق الأوسط إلا لردع هذا التوجه ، فهل تسعى الإدارة الأميركية الجديدة إلى اتفاق نووي جديد أم تتدحرج الأحداث نحو حافة الهاوية ؟

موقع التيار - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة