هل تخرج «القوات» من الحكومة؟



الأخبار: يرفع حزب «القوات اللبنانية» من مستوى خطابه المعترض على المقاربة التي اتفق عليها الرئيسان جوزيف عون ونواف سلام في ما خص ملف سلاح المقاومة. إذ يعتبر أن لا مكان للوسطية في معالجة هذا الملف، وأن على السلطة ومؤسساتها العسكرية والأمنية الشروع في عملية نزع السلاح ولو بالقوة. ورغم انخراط «القوات» في الحكومة وتولّيها حقائب أساسية، إلا أن التنظيم اليميني ورئيسه سمير جعجع وكتلته النيابية يعتبرون أن الاستحقاقات الانتخابية الداهمة قد تفرض عليهم التعامل مع الحكومة بطريقة مختلفة.

 

وإذا كانت «القوات» قد استفادت من عثرات عهد الرئيس السابق ميشال عون لرفع رصيدها الشعبي، فهي تعزو تنامي قوتها إلى موقفها السياسي المناهض لحزب الله.

 

وترى في هذا العنوان عنصراً مركزياً لأي نشاط سياسي. وحتى مشكلاتها المستجدة مع النواب الجدد، ترتبط ضمناً، باعتقادها بأن هؤلاء يريدون المحافظة على مواقعهم، ويستعدون لتقديم تنازلات لقوى السلطة.

 

النقاش الداخلي في «القوات» يقوم الآن على ضرورة تعزيز تمايز وزرائها داخل الحكومة، عبر إطلاق مواقف تتحول إلى ضغط على الحكومة للسير في خطوات سياسية تتعلق بحزب الله على وجه التحديد.

 

وترى معراب أن شعار نزع سلاح الحزب، هو الأنسب لحملتها السياسية الحالية.

 

واضح أن «القوات» تخشى أن تبدو بمظهر العاجز إذا اقتصر حراكها على إطلاق المواقف السياسية سواء داخل الحكومة أو على مستوى قيادتها السياسية، ما دفع بشخصيات بارزة فيها إلى السؤال عمّا إذا كان مناسباً البقاء في الحكومة من دون توقع انفراجات كبيرة في الوضع الاقتصادي، وفي ظل عدم سير الحكومة في خطة نزع سلاح حزب الله.

 

ويرى أصحاب هذا الرأي أن ذلك سيصبّ في مصلحة القوى المناوئة التي بدأت تسأل عن الفرق الذي يحدثه وجود «القوات» في الحكومة.

 

ولذلك، قد لا يكون مفاجئاً، في لحظة مناسبة، على إعلان إقدام «القوات» الخروج من الحكومة، بحجة عدم التزامها ورئيس الجمهورية بالتعهدات التي قُدمت في بداية العهد حول نزع السلاح، مع إطلاق حملة ضد الدعوة إلى حوار وطني في هذا الشأن، تتضمن الترويج لسردية جديدة، مفادها أن التغيير الكامل لم يحصل بعد في لبنان، مع رمي المسؤولية عن أي معالجات للمسألة الداخلية على حزب الله وسلاحه.

 

تقف «القوات» حائرة أمام فعاليتها السياسية، فلا هي قادرة على فرض نظرتها إلى سلاح المقاومة ولا جديد لديها في الإصلاح الداخلي والإنقاذ... وتتصرف بقلق إزاء تنامي حضور رئيس الجمهورية بين المسيحيين


لكن الأساسي في هذا السياق أن إستراتيجية «القوات» تقوم على رفع الصوت لا أكثر، بمعنى تحوّلها إلى أشبه ما يكون بنقابة عمالية ترفع الصوت شاكية من سوء الأحوال، من دون أن تكون في موقع من يمكنه تقديم العلاج أو المساهمة فيه. وهي لدى سؤالها عمّا تفعله طالما وصلت إلى المجلس النيابي، تلوم السلطة التنفيذية، ولدى التطرق إلى مسؤوليتها كونها شريكة قوية في التركيبة الحكومية، تتهم أركان الحكومة بالخضوع لقواعد قديمة تمنعها من القيام بما يجب القيام به.

 

فعلياً، تعود «القوات» إلى نغمة سبقتها إليها كل القوى والأصوات التي لا تملك مشروعاً فعلياً في الحكم. فهي في ملف السلاح، مثلاً، تريد من إسرائيل أولاً، والولايات المتحدة ثانياً، والجيش اللبناني ثالثاً، وبقية اللبنانيين رابعاً، أن يتولوا مهمة نزع السلاح. ولا ترى نفسها جاهزة أو قادرة على تقديم أي مساهمة غير الحملات السياسية، مع إدراكها بأن أي خطوة تبقى رهن حسابات تتجاوز الواقع المحلي.

 

وتلفت مصادر مطلعة إلى أن الجانبين الأميركي والسعودي اللذين يديران الوضع السياسي في لبنان، بما في ذلك إدارة العلاقة مع «القوات»، لا يظهران حماسة كبيرة في هذه اللحظة لخروج «القوات» من الحكومة.

 

ويتردد أن الرياض أبلغت جعجع رفضها لمثل هذه الخطوة لما توجهه من ضربة إلى الرئيسين عون وسلام يستفيد منها حزب الله وحلفاؤه.

 

كما أبلغ الجانب الأميركي من يهمه الأمر بأن واشنطن تريد من «القوات» مواصلة دورها الحالي برفع الصوت، لكن يُمنع عليها الإقدام على خطوة قد تتسبّب بمشكلة للعهد الجديد.

 

وفي هذا المجال، لا يبدي الأميركيون والسعوديون اهتماماً كبيراً لـ«قلق» قائد «القوات» من تنامي نفوذ الرئيس عون وسط الكتلة المسيحية. ولا ترى جهات الوصاية ضرراً في تعزيز القاعدة الشعبية لرئيس الجمهورية، وإن كانت العاصمتان تأملان أن يتم ذلك حصراً على حساب التيار الوطني الحر، خصوصاً أن الرئيس عون استقطب إلى الآن عشرات الكوادر الذين خرجوا من التيار ويعملون اليوم إلى جانبه، سواء بشكل مباشر على شكل أدوار في القصر الجمهوري، أو بشكل غير مباشر، عبر بروز دوائر تعتبر أن رئيس الجمهورية يشكل مركز حماية لها في ظل تغوّل «القوات» على صعيد الخطاب والتحريض.

 

عملياً، لا تملك «القوات» إلا الخطاب السياسي العام، والسقف العالي، أما غايتها الفعلية من كل هذا «النضال» فهو إعادة الاعتبار إلى الفكرة الرئيسية التي قامت عليها، والتي تقول إنه لا يمكن العيش مع بقية اللبنانيين، وإن مصلحة المسيحيين تكمن في استقلالهم عن بقية لبنان، سواء عبر فدرالية موسّعة أو لا مركزية مالية وسياسية أوسع... ليس لدى «القوات» من بضاعة للبيع، سوى التقسيم!

موقع التيار - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة