انتخابات زحلة 2025: التيار الوطني الحر يرفض الإقصاء ويؤكد عمق تجذره في المدينة - سيلفيا حداد



تتجه الأنظار نحو زحلة في الإنتخابات البلدية الأحد المقبل وسط أجواء سياسية محتدمة وإعادة تشكيل التحالفات، و محاولات لإعادة رسم المشهد المحلي وسباقًا محمومًا على تمثيلها البلدي.

في خضم هذا المشهد، برز التيار الوطني الحر كأحد المكوّنات الأساسية في النسيج السياسي لزحلة حاضراً في وجدان شريحة من الزحليين، مسجلًا حضوره من موقع مختلف، صلب وثابت في موقفه السيادي، موقع الدفاع عن الوجود، والمواجهة في ظل محاولات حثيثة لتهميشه، رغم جذوره العميقة في المدينة وموقعه التاريخي كلاعب فاعل في الحياة السياسية الزحلية، ويستعد لتثبيت حضوره رغم كل العوائق. بهذا المعنى، يتموضع التيار كجهة سياسية ترفض الدخول في معادلات سطحية أو تحالفات مبنية على تقاسم النفوذ دون برنامج واضح.

المفارقة أن بعض الجهات التي تسعى إلى “إخراج” التيار من الحلبة، كانت في السابق تُنادي بوحدة الصف. أما اليوم، فتدفع نحو إقصاء من لا يشاطرها حسابات الربح والخسارة. هنا، لا يتحدث التيار بلغة المظلومية، بل بلغة الرفض الفعلي لثقافة الاستبعاد وتقبل الرأي الآخر كصوت راسخ معبّرًا عن تاريخ المدينة وتنوّعها الحقيقي وشريكًا أساسيًا في صنع القرار.

كذلك زحلة، التي لطالما اعتُبرت ساحة للتنوع المسيحي والسياسي، لم تكن يومًا بعيدة عن التيار الوطني الحر، لا من حيث القواعد الشعبية، ولا من حيث المشاركة الفعلية في الشأن العام. منذ عودة الحياة السياسية بعد 2005، خاض التيار معارك بلدية ونيابية شكلت زحلة فيها محطة رمزية في مسيرته. وفي ظل غياب تحالف واضح بين القوات اللبنانية والكتائب، وتعثّر التفاهم مع آل سكاف، تنفتح الساحة البلدية على خيارات غير تقليدية. هنا، يرى التيار فرصة لإعادة التموضع، ليس بالضرورة من خلال قيادة المعركة، بل من خلال التأثير في مسارها

التيار لا يقف على أبواب أحد. من يريد التوافق، فليفتح الباب للجميع. أما من يظن أنه قادر على بناء زحلة من دون التيار، فليتذكر أن أي مجلس بلدي لا يعكس حقيقة المدينة، ويحترم تمثيل كافة مكوناتها مصيره الفشل.

رئيس التيار، جبران باسيل، الذي يتولى الإشراف على التحضير للانتخابات البلدية على المستوى الوطني، عبر عن موقف التيار بهذا الخصوص
“نحن لا نُقصي أحدًا ولا نطالب بإلغاء أحد، لكن من يريد تغييبنا عن الساحة، سيكتشف أن الحضور لا يُلغى بقرار سياسي أو بلدي. زحلة لا تختصر بلائحة، بل بكرامة أهلها وتنوّعهم.”
هذه العبارة تعكس إصرار التيار على التواجد، ليس بالضرورة عبر اللوائح التقليدية، بل عبر التأثير الشعبي، والموقف الثابت من قضايا المدينة، والتواصل المباشر مع الناس، بعيدًا عن أساليب المساومة السياسية.

زحلة، في نهاية المطاف، لا تُحكم بلائحة جاهزة أو توافق هش، بل برؤية تنموية شاملة، تضع كرامة المدينة فوق أي حساب إنتخابي. وهذا ما يسعى التيار إلى تثبيته، حتى لو كلفه خوض معركة “الوجود” بدل معركة المقاعد.

بالنسبة للتيار، الانتخابات البلدية ليست فقط مسألة مقاعد، بل فرصة لإعادة تأكيد الوجود السياسي والاجتماعي في بيئة لطالما شكلت جزءًا من هويته. وفي ظل حملات الإقصاء التي يتعرّض لها، سواء عبر التعتيم الإعلامي أو الإقصاء من لوائح توافقية، يسعى التيار إلى إيصال رسالة واضحة: لا يمكن إلغاء من هو جزء من تاريخ المدينة ونسيجها الأهلي.

هذا الإصرار على الحضور، ولو عبر خوض معركة رمزية أو دعم تحالفات غير تقليدية، يُعتبر موقفًا مبدئيًا في وجه منطق الإقصاء والتفرّد، ويعكس تمسك التيار بدوره كقوة سياسية لها امتداد شعبي وتاريخ نضالي.

بالخلاصة، مع كل التعقيدات التي تحيط بالانتخابات البلدية المقبلة في زحلة، يُثبت التيار الوطني الحر أنه لا يزال رقمًا صعبًا، حتى في أصعب الظروف. فالحضور لا يُقاس فقط بعدد المقاعد، بل بالقدرة على التأثير، وفرض النفس في معادلة تحاول بعض القوى إعادة صياغتها بمعزل عنه.
التيار موجود في القلوب والبيوت والشوارع ، لأن أهل زحلة كانوا دومًا "منا وفينا" ، والتيار "من الناس وللناس" ولا يمكن لأحد أن يُلغي وجوده أو أن يستبدله بتفاهمات انتهازية. التيار اليوم في زحلة ليس في موقع المتراجع، بل في موقع من يرفض الاستبعاد، ويصرّ على أن يكون جزءًا من مستقبل المدينة كما كان جزءًا من ماضيها.

موقع التيار - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة