لهذا السبب يُستهدف باسيل! (رندا شمعون)



رندا شمعون-

على مدى اكثر من ١٥ عام ، شكّل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل هدفًا دائمًا لحملات سياسية وإعلامية حاولت النيل من صدقيّته وتشويه إنجازاته. لكن ما يغيب عمدًا عن مشهد المزايدات هو أن باسيل كان السبّاق إلى وضع الملفات الكبرى في عهدة القضاء والبرلمان، كما فعل مؤخرًا حين قدّم إلى لجنة التحقيق البرلمانية في ملف الاتصالات ما عُرف بـ"الملف الأسود"، المدعّم بالأدلّة والمستندات الرسمية منذ العام 2009، والذي يتضمّن مخالفات وهدرًا يفوق المليار دولار. هذا المسار ليس وليد اللحظة ولا استعراضًا شعبويًا، بل نهج ثابت من الدعوة إلى المحاسبة.
في المقابل، لم تتوقف المزايدات على باسيل والتيار الوطني الحر في ملف الكهرباء، إذ جرى تحويله إلى شمّاعة تُعلّق عليها كل أزمات الدولة المالية. ومع ذلك، لم يجرؤ أحد حتى اليوم على فتح ملف واحد جدّي أمام القضاء يثبت وجود فساد داخل وزارة الطاقة طوال تولّي وزراء التيار حقائبها. بقيت الاتهامات في إطار الخطاب الشعبوي، فيما بقيت الوقائع الموثّقة – من دراسات ومناقصات وقرارات – شاهدة على أن العرقلة الحقيقية كانت تأتي من داخل المنظومة التي رفضت كل إصلاح، بدءًا من خطة الكهرباء وصولًا إلى التدقيق الجنائي.
وإذا كان باسيل قد تعرّض للتشهير في ملف الكهرباء، فإن ما حصل مع رولان خوري في قضية كازينو لبنان ليس سوى الوجه الآخر لسياسة الكيدية ذاتها. فقد توالت دفعات الاتهامات بحقه: من هدر المال العام والإثراء غير المشروع، إلى فرض نسب ضرائب مجحفة، وصولًا إلى التلاعب بالمحاسبة وإخفاء الداتا. لكن هذه التهم تساقطت تباعًا لأنها بُنيت على باطل، ولأن الكازينو مؤسسة خاصة لا ينطبق عليها ما حاول البعض إلصاقه بها. وهكذا تحوّل رولان خوري إلى ضحيّة تصفية سياسية تحت ستار مكافحة الفساد.
إن جوهر المعركة اليوم يتخطى الأشخاص والملفات، ليصيب قلب المنظومة التي ترفض أي مسار حقيقي للمحاسبة. فجبران باسيل لم يُستهدف لأنه عجز عن تقديم ما يُدين الفساد، بل لأنه تجرّأ على كشف المستور وفضح أرقام الهدر الموثقة. وما يتعرّض له من حملات متكررة، تمامًا كما حصل مع رولان خوري، ليس إلا ثمن المواجهة مع سلطةٍ تخشى العدالة، وتستميت لحماية امتيازاتها على حساب اللبنانيين.

لذلك، يبقى السؤال أمام الرأي العام: من يريد الإصلاح بالفعل؟ أهو الذي يقدّم الملفات إلى القضاء والبرلمان ويقول بوضوح: “أقدّم لكم رأسي اقطعوه! افضحوني واقطعوه!”، أم ذاك الذي يكتفي بتلفيق التهم والاعتقالات السياسية لإخفاء فساده؟

الجواب واضح: الإصلاح لا يُقاس بالشعارات ولا بالتصفيات، بل بالفعل والجرأة. وهذا ما يميّز نهج باسيل، الذي اختار أن يواجه، فدفع الثمن، لكنه رسّخ الحقيقة: أن لا خلاص للبنان إلا بالمحاسبة الشاملة، بعيدًا عن الكيدية والمحاصصة.

موقع التيار - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة