الديار: سدود على الورق... أنهار عكار في طريقها إلى كارثة شتويّة!



الديار: جهاد نافع-

في تسعينيات القرن الماضي أعيد إحياء مشروع سد النورة، البلدة الرابضة على كتف النهر الكبير الجنوبي والمطلة على القرى السورية على المقلب الثاني من النهر...


ويعود تاريخ المشروع الى الستينيات حيث كانت (النورة) شاهدة، على اللقاء التاريخي بين الرئيسين الراحلين فؤاد شهاب وجمال عبد الناصر، وإبان الوحدة السورية - المصرية، حيث طرح مشروع السد حينذاك لتأمين مياه الشرب من جهة، ولري سهل عكار من جهة ثانية، وحددت حصة لبنان، حينذاك، بـ 30 مليون متر مكعب، وتوصلت الدراسات التي أجريت الى تحديد حجم تخزينه بـ 60 مليون متر مكعب، وارتفاعه 75 متراً، فيما تبلغ مساحة البحيرة خلفه مليونين و500 ألف متر مربع.

 

في تسعينيات القرن الماضي اعيدت الدراسات لانشاء السد، ليس فقط للاستفادة منه في ري الاراضي وانما لتوليد الطاقة الكهربائية اثر تطوير المشروع وفق الدراسات التي حصلت حينها، وبلغت مراحل متقدمة، وصرفت على الدراسات والبحوث والجدوى الاقتصادية مبالغ طائلة، لكن السد بقي حلما لم يتحقق، خرائط ودراسات على الورق، وأهمل المشروع لينام في ادراج وزارة الطاقة، كي تواصل عكار مسيرتها في الحرمان والتهميش وساهم في ذلك ان نواب المنطقة تناسوا او تجاهلوا اهمية هذا المشروع لسهل عكار، وكأحد اهم مشاريع التنمية في القطاعين الزراعي والسياحي.

 

لم يكن سد النورة وحده الذي أهمل، فسد نهر البارد لا يزال على حاله من الاهمال، وقد كتب على محافظة عكار ان تبقى رهينة الاهمال يمنع عليها المشاريع الانمائية التي من شأنها ان تشكل نقلة نوعية، وفارقا بين الحرمان والانماء المتوازن الناهض بالمنطقة لو قيض لها نواب اقوياء ينتزعون حقوق منطقتهم انتزاعا، وليس السعي خلف مشاريع خاصة في زواريب وحارات القرى والبلدات...

 

ففي محافظة عكار أربعة انهر، كل نهر منها يصلح لاقامة سد عليه يستفاد منه في ري المزروعات في محافظة تعتبر زراعية بامتياز، عد امكان الاستفادة من ضفاف هذه الانهر في مشاريع سياحية، وقد شهدت بعض هذه الضفاف نشوء مطاعم في جوار شلالات طبيعية كالتي تشهدها ضفاف نهر البارد ونهر عرقة، او النهر الكبير ونهر أسطوان الذي يعرف ايضا بنهر الخريبة لمروره الاطول ضمن المنطقة العقارية الكبرى لبلدة خريبة الجندي.

 

مياه الانهر الاربعة ( الكبير الجنوبي، أسطوان، عرقة، البارد) الى اليوم تذهب هدرا لتصب في البحر، ولم يستفد الا من سواقٍ انشئت في نهر الخريبة، ومشروع ري البارد الذي يمر وسط بلدة برج العرب وصولا الى سهل عكار، ويشهد هذا المشروع بين حين حوادث مأسوية جراء سقوط اطفال فيه الى حين انشاء عوارض حديدية وشبكة كبيرة تحول دون تكرار هذه الحوادث، لكن ازمة اخرى يشهدها هو رمي النفايات فيه وانبعاث الروائح الكريهة والتي تسبب تلوثا في المحيط على طول المساحة التي يجتازها وعلى ضفتيه المنازل المتضررة من روائحه الامر الذي يحتاج الى تعزيل متواصل للنفايات...


اكثر ما يثيره الاهالي وبخاصة العديد من مزارعي سهل عكار، ان تحويل مجاري الصرف الصحي في بعض القرى والبلدات لتصب في مجاري الانهر يعيق الاستفادة من المياه في ري الاراضي الزراعية، حيث اضطر عشرات المزارعين الى حفر آبار ارتوازية لري مزروعاتهم ومشاريعهم بمياه نظيفة، ويلقي مزارعون باللوم على وزارة الطاقة والمياه، وعلى وزارة الصحة لاهمال هذا الملف الحيوي وانقاذ انهر عكار من التلوث الخطر الحاصل دون معالجة او متابعة.

 

ومن جهة ثانية، فلدى اهالي سهل عكار، والقرى المحيطة بالانهر، لا سيما النهر الكبير الجنوبي بالدرجة الاولى، ونهر اسطوان بالدرجة الثانية خشية حصول طوفان في فصل الشتاء الذي بات على الابواب، حيث لم تباشر المراجع المختصة حتى اليوم تعزيل الانهر تحضيرا لموسم الشتاء، وبخاصة ان النهر الكبير، ومنذ العدوان الاسرائيلي على جسري العريضة والعبودية، بات يشكل عقبة امام صيادي الاسماك في العريضة وفي تلكؤ المعنيين بالتعزيل وفق المواصفات الفنية المدروسة فان قرى وبلدات سهل عكار ستشهد اخطر كوارث الطوفان في تاريخ المنطقة.

موقع التيار - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة