ضيف غامض في بيروت: إنذار عسكري – إقتصادي خانق مقبل؟



من خطاب السفيرة الاميركية ليزا جونسون في احتفال العيد الوطني الاميركي، الى مقابلة الموفد الاميركي توم براك “لسكاي نيوز”، وما بينهما من “تمريقات عسكرية” لمورغان اورتاغوس، ترتسم ملامح سياسة ضغط ممنهجة، تلاقى مع المسار التصعيدي في المنطقة بدءاً من “التصعيد الاسرائيلي” على الساحة اللبنانية، وصولاً إلى إعادة ترتيب الأولويات الأميركية في الشرق الأوسط.

فـ توم براك الذي غاب عن المشهد منذ آب الفائت اطل فجأة ومن دون مبرر، مصعدا، عشية اطلالة رئيس الجمهورية من نيويورك، بعد النبرة الهادئة التي طبعت مجمل مواقفه من لبنان، رافعا سقف التحذيرات الى الحدود القصوى، كاشفا ومهددا علنا، بما باح به لاشهر في الجلسات المغلقة.

من هنا، تُطرح في هذا الإطار مجموعة من التساؤلات: هل بدأت فعلياً المرحلة الثانية من الضغوط على لبنان بعد فشل الأدوات التقليدية من عقوبات وحصار اقتصادي؟ وهل المقصود بهذه التصريحات التمهيد لفرض خيارات قسرية على الدولة اللبنانية؟ أم أن لبنان قد أُدرج في خانة الدول المعرقلة للمشروع الأميركي – الإسرائيلي الإقليمي، ما يستدعي معاملة خاصة؟

ووفقا لمصادر مقربة من مركز القرار الاميركي، جاء كلام براك تتمة، لرسائل وصلت الى المعنيين في بيروت، بطرق مباشرة وغير مباشرة، آخرها عشية سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك، تشير الى عدم رضى اميركي من مسار الامور وسرعتها، والاهم محاولة المسؤولين اللبنانيين “التلاعب” على المفردات والقرارات المتخذة، والتملص مما تعهدوا به في الجلسات المغلقة، محاولين التهرب، من تنفيذ الورقة الاميركية الواضحة المضمون والشروط.

وتتابع المصادر، بان لبنان يحاول تنفيذ ورقته وعلى طريقته، وهو امر سبق وتبلغت بيروت رفض واشنطن له، والتي حددت الاولويات المطلوبة والتي على السلطة اللبنانية اقرارها، وفقا لجدول زمني محدد ينتهي مطلع العام الجديد، والا فان واشنطن ستتخذ الخطوات التي تراها مناسبة، اقتصاديا عسكريا وسياسيا.

وفي هذا الاطار تكشف اوساط لبنانية، الى ان موفدا غربيا حل ضيفا في بيروت لساعات بعيدا عن الاعلام، ابلغ شخصية رفيعة التقاها، بمعلومات خطيرة عما يجري التحضير له، في غضون اسابيع قليلة، بعدما تكون تل ابيب قد انجزت عملية غزة، وتم توقيع الاتفاق الامني مع سوريا، متحدثا عن عمليات عسكرية واسعة النطاق على الساحة اللبنانية، تتزامن مع ضغط اقتصادي غير مسبوق، ملمحا الى حصار بحري وجوي اسرائيلي.

وتكشف الاوساط ان اخطر ما في كلام الضيف تاكيده ان تل ابيب ابلغت واشنطن رفضها الكامل لان تستفيد السلطة القائمة حاليا من أي تغيير في توازنات القوى التي قد تنتج عن عمليتها في لبنان، وبالتالي ثمة مخاوف كبيرة من وجود ضمانات اميركية لاسرائيل تسمح بتغيير الواقع السياسي الداخلي اللبناني.

وختمت الاوساط مبدية قلقها الكبير من الاوضاع خلال الفترة المقبلة، خصوصا ان كلام براك جاء مقصودا عشية جولة اللقاءات التي سيجريها رئيس الجمهورية في نيويورك، وفي ظل “تعثر” تامين لقاء بين ترامب وعون حتى الساعة، رغم دخول اكثر من طرف دولي وعربي على خطه، حيث ستلعب توصية الثنائي براك – اورتاغوس، ووزير الخارجية دورا اساسيا في القرار بشانه، مدعومة بضغط كبير من لوبي لا يستهان به في الكونغرس.

عليه بات واضحا ان التسريبات الاميركية باتت تصريحات علنية تتخطى كونها مجرد آراء شخصية، بل تُعد إشارات استراتيجية ضمن حملة ضغط مركّبة على لبنان، هدفها إجبار السلطة السياسية على اتخاذ موقف واضح من سلاح حزب الله، وتهيئة الرأي العام لأي سيناريوات مستقبلية. فالتلويح بوجود معلومات مالية، وانتقاد أداء الحكومة، ونزع الأمل من الجيش، كلها تشكّل معالم استراتيجية ضغوط قصوى على لبنان، دون انزلاق واشنطن إلى مواجهة مباشرة.

موقع التيار - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة