المنطقة على فوّهة بركان.. حرب إسرائيلية على لبنان في تشرين؟ (محمد حميّة)



لم يكُن محضُ صدفة تزامن رسائل التهديد الأميركية – الإسرائيلية بحرب جديدة وحاسمة على لبنان، مع حلول الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية وانشغال حزب الله بمراسم ذكرى إغتيال أمينيه العامين ومع استهداف المدنيين في بنت جبيل، كما تزامنها مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
إذ بشّر رئيس الحكومة الإسرائيلية دول المنطقة ومنها لبنان بعامٍ جديد وحاسم من الحرب، فيما هدد المبعوث الأميركي توم برّاك لبنان بحرب جديدة، وخيّر الدولة بين نزع سلاح الحزب، أو تولي إسرائيل المهمة، مستعيداً كلام السيناتور الأميركي ليندسي غراهام عن الخطة البديلة.
فهل توسيع إسرائيل حربها على لبنان؟
وفق تقدير جهات معنية هناك ثلاثة احتمالات:
*أن تكون التهديدات لخدمة الحرب النفسية للضغط على الحكومة لتطبيق خطة الجيش ونزع السلاح، وبالتالي المراوحة مع احتمال رفع وتيرة الضربات والإغتيالات من دون إشعال الحرب لتفادي فتح جبهة جديدة حتى نهاية العام الحالي، لكي يتسنى لإسرائيل التفرغ لملفات غزة وسوريا واليمن وإيران ثم تنقض على لبنان.
وفي هذا الصدد تنقل مصادر لبنانية على تواصل مع مؤسسات الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأميركية، إشارتها بأن لبنان ليس أولوية إسرائيلية - أميركية في الوقت الراهن، بل إن سوريا هي الأولوية في الرؤية الجيوسياسية الأميركية للمنطقة، ولبنان ملحقاً بسوريا.
*توسيع الحرب الجوية مع تفادي التقدم البري باتجاه الليطاني لعدم استعداد الجيش الإسرائيلي وإنشغاله بالقتال في غزة وغياب القرار الأميركي باجتياح لبنان، خشية اندلاع حرب مع حزب الله ودخول قوى حليفة له في الحرب مثل اليمن وإيران، ما يؤدي الى التفريط بالإنجازات العسكرية التي حققتها إسرائيل والمكاسب السياسية التي انتزعتها الولايات المتحدة في لبنان، لكن يجري الحديث عن عملية جوية واسعة في تشرين المقبل عبر ضرب 500 هدف لحزب الله في الضاحية الجنوبية لتفريغها من السكان للضغط على الحزب للتنازل في ملف سلاحه والشروط الخارجية على الدولة اللبنانية، وهذا قد يستدرج ردة فعل عسكرية من حزب الله تتدحرج لحرب واسعة النطاق.
*يُحكى أن إسرائيل بدعم أميركي قطعت شوطاً كبيراً بإضعاف حزب الله على مدى عامين، ولن تقف عند هذا الحد طالما الظروف الداخلية الإسرائيلية والإقليمية والدولية مؤاتية، ومن المحتمل توسيع العمليات الجوية في الجنوب والبقاع والضاحية كما حصل في العام الماضي مع اجتياح بري لمنطقة جنوب الليطاني، لحسم الوضع مع لبنان بعدما تأكد لواشنطن وتل أبيب بأن حزب الله بات في آخر مراحل ترميم قدراته العسكرية والأمنية، وذلك توازياً مع تقدم المفاوضات الإسرائيلية – السورية لتوقيع اتفاق ترتيبات أمنية، ويكون الحسم مع لبنان على الشكل التالي: فرض المنطقة العازلة التي يطمح الإسرائيليون لكي تصبح مساحتها كامل جغرافية جنوب الليطاني، وهذا ما حاولت إسرائيل فرضه خلال حرب ال66 يوماً ولهذا تريد إنهاء مهام اليونفيل، وهذا ما يعلنه المبعوثون الأميركيون على الملأ خلال زيارتهم الى لبنان، تحت عنوان منطقة أمنية أو اقتصادية، ويكشف معنيون بالمفاوضات مع الأميركيين، أن سكرتير نتانياهو سلم برّاك قبل إحدى زياراته الى لبنان طلباً بإنشاء منطقة أمنية عازلة تضم 14 قرية حدودية و5 قرى لإنشاء منطقة اقتصادية.
أما الهدف وفق مصادر دبلوماسية أوروبية، فهو استنساخ تجربة جنوب سوريا، في جنوب لبنان، لفرض الشروط على لبنان، أي ضمان الأمن الإستراتيجي الإسرائيلي من خلال الإحتفاظ بحرية الحركة الأمنية والعسكرية وإنشاء منطقة عازلة ثم فرض الشروط السياسية، وهذا ما تسميه حكومة نتانياهو بسلام القوة. ووفق المصادر فإن إسرائيل لم تعد تؤمن وتثِق بالإتفاقات الإبراهيمية التي تعتمد على السلام العادل والشامل وحل الدولتين، بل ترى بأن موازين القوى الجديدة في المنطقة بعد 7 تشرين تُتيح لها فرصة ذهبية وتاريخية لفرض مفهومها للسلام المستند الى ضمان المصالح القومية الإسرائيلية ومشروعها الشرق الأوسط الجديد وإعلان دولتها التاريخية- التوراتية من النهر الى البحر.
فيما يعتقد سفير عربي أن المنطقة في خضم بركان إقليمي بدأ في 7 تشرين 2023 يقذُف حممه تدريجياً وصولاً الى استهداف قطر ويهدد مصر والأردن من بوابة مشروع تهجير أهل غزة والضفة، تستعيد أوساط دبلوماسية غربية الأجواء التي سبقت الحرب الأخيرة على لبنان، ورسائل التهديد والإغراء والعروض التي حملها عاموس هوكشتاين ومسؤولون أوروبيون وعرب الى المسؤولين اللبنانيين وحزب الله بعد اغتيال القيادي فؤاد شكر في آب الماضي وقبل تفجيري "البيجر واللاسلكي"، وترى بأن إسرائيل تخوض حرب وجود مع المحور الإيراني وحلفائه في حزب الله واليمن والعراق وفلسطين وعندما تنتهي ستنطلق باتجاه حلفاء الولايات المتحدة مثل الأردن ومصر وقطر والسعودية وربما تركيا.
وتعتقد بأن إسرائيل قد توجّه ضربة كبيرة لحزب الله للدفع باتجاه تطبيق خطة الجيش في جنوب الليطاني وتعميم التجربة على شمال الليطاني وباقي الأراضي اللبنانية، وذلك لإضعاف الحزب كمقدمة لتوجيه ضربة عسكرية ثانية لإيران بعد حسم غزة واستقرار الوضع في سوريا، ويُحكى في الكواليس الدبلوماسية عن أن حكومة نتانياهو وصقور إدارة ترامب يخططون لهذه الضربة على إيران قبيل نهاية مدة الاتفاق النووي الإيراني مع دول الخمسة زائداً واحد في العشرين من شهر تشرين. ويتوجسون شراً من اللقاء المرتقب بين نتانياهو وترامب على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي سيكون حاسماً في رسم التوجهات الإسرائيلية – الأميركية في المنطقة.

موقع التيار - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة