مدينة مخفية تحت الأهرامات!



قاعات «أمنتي» الأسطورية؟ أم مقابر؟ أم مدينة تحت الأرض؟ هذا ما لم يُحسم بعد. لكن ما أكده أغلب العلماء على مرّ العصور هو أن هناك الكثير من الكنوز التي لا تزال مدفونة مع فراعنة مصر القدماء. في الأيام القليلة الماضية، ضجّت الصحف والمنصّات الإلكترونية بدراسة رادارية كشفت عن مجمّع ضخم تحت الأرض يمتد أسفل أهرامات «الجيزة»، وتحديداً تحت هرم «خفرع».

في كشف مثير للجدل قد يغيّر نظرتنا إلى تاريخ أهرامات «الجيزة»، أعلن فريق من العلماء الإيطاليين والإسكتلنديين عن اكتشاف بنية ضخمة تحت الأرض. هذه البنية الغامضة، التي كشف عنها فريق «مشروع خفرع»، باستخدام قمرين صناعيين على ارتفاع 420 ميلاً في الفضاء يرسلان إشارات رادارية، قد تعيد تشكيل فهمنا لوظيفة الأهرامات والغموض الذي يحيط بها منذ آلاف السنين.

يقود هذا الاكتشاف الباحث الإيطالي كورادو مالانغا من جامعة «بيزا»، والإسكتلندي فيليبو بيوندي من جامعة «ستراثكلايد». وفي بيان صادر عن فريق «مشروع خفرع»، أشار الفريق إلى أن التقنيات المتقدّمة القادرة على اختراق طبقات الأرض كشفت عن «خمس منشآت متطابقة متعددة المستويات متصلة بممرات هندسية بالقرب من قاعدة هرم خفرع».

كما أُعلن أنه باستخدام الإشارات الكهرومغناطيسية التي حُوّلت إلى بيانات صوتية، تم التعرف إلى «ثمانية أعمدة أسطوانية (يُرجَّح أنها آبار) محاطة بمسارات حلزونية تنحدر إلى عمق 648 متراً تحت السطح، وتنتهي في غرفتين ضخمتين على شكل مكعب، يبلغ طول كل منهما 80 متراً من كل جانب».

ورغم أن هذه الدراسة لم تخضع لأي مراجعة علمية مستقلة من باحثين آخرين، ولم تُنشر في أي مجلة علمية معتمدة، إلا أنها أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية، فضلاً عن موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي. تسابق الناشطون على منصات التواصل الاجتماعي إلى طرح استنتاجاتهم وفرضياتهم الخاصة، إذ اعتبر بعضهم أنّ هذا الاكتشاف مرتبط بـ«حضارات ما قبل الطوفان أو حتى بتكنولوجيا فضائية»، بينما شبّهه آخرون بمشهد من الجزء الثالث من فيلم «الكنز الوطني» (The Treasure- 2024).

كما رأى بعضهم في هذا الاكتشاف دليلاً قد يحوّل أسطورة «قاعة السجلات» – أو كما تُعرف باسم «قاعة أمنتي» – إلى حقيقة. وفي هذا السياق، صرّحت نيكول شيكولو، المتحدثة الرسمية باسم المشروع، بأن هناك «تطابقاً مذهلاً بين تصميم هذه الهياكل المكتشفة ووصف «قاعة أمنتي» في النصوص القديمة». يُذكر أن «قاعة أمنتي» قد ورد ذكرها في النصوص الفرعونية القديمة، وهي «غرفة أسطورية يُعتقد أنها مخبّأة تحت مجمّع الأهرامات أو تحت تمثال أبو الهول»، ويُقال إنها «تحتوي على معلومات سرية عن الحضارات القديمة».
بطبيعة الحال، قد يكون هذا الجدال سابقاً لأوانه، إذ إنه رغم الحماس الذي أثاره هذا الاكتشاف، إلا أن العديد من العلماء والخبراء سارعوا إلى التشكيك في دقته. وكانت أشدّ الانتقادات قد صدرت عن المؤرخين والعلماء المصريين، الذين اعتبروا أن هذه المزاعم ليست سوى «محاولة للنيل من الحضارة المصرية القديمة».

وقد نفى عالم الآثار ووزير الآثار المصري الأسبق، الأكاديمي زاهي حواس، هذه الادعاءات بشدة، واصفاً إياها بأنها «محاولات فاشلة ستذهب إلى مزبلة التاريخ». وأشار حواس إلى أن «الادعاء باستخدام الرادار داخل الهرم غير صحيح، وأن التقنيات المستخدمة ليست معتمدة علميّاً ولا مثبتة بأي دليل».

ورغم هذه التشكيكات، فرض هذا الاكتشاف غير المؤكد من صحته بشكل تام، تصورات ونظريات جديدة، أهمها أن المومياء المحنّطة الموجودة داخل هرم «خفرع» لا تعود في الحقيقة إلى الفرعون الذي يحمل الهرم اسمه، بل إلى أحد خدمه، وأن الفراعنة الكبار قد دُفنوا في دهاليز عميقة تحت الأرض.

وقد أعرب فريق «مشروع خفرع» عن رغبته في إجراء عمليات تنقيب في الموقع، لكن الحكومة المصرية لطالما كانت حذرة في منح تصاريح للحفريات التي قد تتحدى الرواية الرسمية حول الغرض التاريخي للأهرامات.

وفي الوقت الحالي، يظل هذا اللغز الجديد مدفوناً تحت الرمال المصرية، وبينما يتوق البعض إلى معرفة الحقيقة، قد يستغرق الأمر سنوات قبل أن يتمكن العلماء من إثبات أو دحض هذه الادعاءات بشكل قاطع. وإن ثبتت صحتها، فإن الكشف عن مُجمّع فرعوني تحت الأرض قد يعيد كتابة فصول جديدة في تاريخ مصر القديمة.

موقع التيار - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة