القوى السياسية في الخيام: أيام قليلة ويبان الخيط الأبيض من الأسود


الحفل التأبيني الذي أقيم يوم أمس الأحد في حسينية الخيام، لمرور أسبوع على وفاة فقيد البلدة ‎المأسوف عليه الدكتور علي نصرت عبدالله، كان له مدلولات ومعطيات لا بدّ من التوقف عندها:

- أولاً: جاء الحفل ليؤكد على اعتراف الجميع للجهد والعطاء الذي كان يبذله المرحوم الدكتور علي في عمله كرئيس للبلدية وإلى متابعاته اليومية والدؤبة وحضوره الدائم.

- ثانياً: خلال الحفل، بدا واضحاً التوافق بين جميع أعضاء المجلس البلدي وظهرت مشاركتهم الفعّالة جنباً إلى جنب في سبيل إنجاح الحفل التأبيني واضعين جانباً أية خلافات سابقة بوجهات النظر.

- ثالثاً: أتى الحفل بعد فترة من الجمود داخل البلدية، انعكس سلباً على أدائها وعلى قيامها بواجباتها في إطار تنمية البلدة وتطورها وازدهارها، والسبب في ذلك جاء انعكاساً للقرار الذي اتخذته الدولة باعتبار يوم السبت يوم عطلة رسمية مما خلق خلافات بالآراء داخل المجلس.

- رابعاً: الرحيل المبكر للدكتور علي نصرات جاء في ظروف إقتصادية صعبة يمرّ بها البلد، يعيش فيها المواطن على قوت يومه، وفي ظل مخاطر أمنية تهددنا جميعاً.


إنطلاقاً من تلك المعطيات، وفي سبيل سدّ الفراغ الواسع الذي سيتركه رحيل فقيد الخيام الكبير وأيضاً لتحقيق الأهداف والأماني التي كان يضحّي ويعمل من أجلها خدمة للبلدة وأهاليها، لذلك يتوجب على جميع أعضاء المجلس البلدي مضاعفة الجهود وبذل المزيد من التضحيات ونكران الذات، وإن كان على حساب مصالحهم الخاصة وأشغالهم (بالأخص أشغال الأعضاء المقيمين في العاصمة)، لما يتحلى به معظم الأعضاء من كفاءات علمية وإدارية بلدتنا بأمس الحاجة إليها، ويتوجب عليهم أيضاً تفعيل عمل اللجان وإشراك أصحاب الكفاءة والإختصاص من الأهالي في تلك اللجان وفقا لما سعى إلى تحقيقه المرحوم الدكتور علي في اللقاء الذي دعا إلى عقده في بيروت.


الخيام تراجعت كثيراً في السنوات الأخيرة، بالأخص طرقاتها ومصالح أبنائها، رغم المحاولات الحثيثة للرئيس والأعضاء للمعالجة لكن الأمور كانت تزداد سوءاً بسبب الاصطفافات واللامسؤولية... لكن المسؤولية الفعلية تقع على القوى السياسية التي جاءت بهذا المجلس، ومن واجبها حالياً تدارك الأمر ووضع المجلس على السكة الصحيحة دون تلكؤ، باختيار رئيس جديد له، أو ترك الحريّة للأعضاء في انتخاب رئيس من بينهم دون إملاءات حزبية، يعيد إحياء عمل البلدية.

هذا ليس تمنٍ على تلك القوى أو على الأعضاء إنما حق لنا كمواطنين وواجب عليهم جميعاً وضعوا أنفسهم بموقع المسؤولية، لم نرى بعد ما يزيد على الثلاث سنوات خيرهم من شرّهم.

الأيام القليلة القادمة ستبيّن مدى الجدّية في عمل المجلس في سنواته المتبقية، ومدى الجديّة في خدمة البلدة، وبيان الخيط الأبيض من الأسود.

مواضيع ذات صلة:

دكتور علي عبدالله.. سنبقى بأمس الحاجة الى عطائك وجهدك وحرصك

بالصور: في أجواء من الحزن، الخيام ودّعت رئيس بلديتها إلى مثواه الأخير

الرئيس برّي يعزّي عائلة رئيس بلدية الخيام

القوى السياسية في الخيام: أيام قليلة ويبان الخيط الأبيض من الأسود















تعليقات: