مجلة بلدية الخيام 2020: إسراف في زمن التقشف ومغالطات مكشوفة

مجلة بلدية الخيام 2020.. مطبوعة بأعلى جودة وبورق طباعة من النوع الفاخر
مجلة بلدية الخيام 2020.. مطبوعة بأعلى جودة وبورق طباعة من النوع الفاخر


طالعتنا مؤخراً بلدية الخيام بإصدار مجلة مؤلفة من 64 صفحة مطبوعة بأعلى جودة وبورق طباعة من النوع الفاخر.. تُسلط فيها الضوء على "إنجازاتها" (بين مزدوجين) في العام 2020..

بعد قراءة سريعة لبعض عناوين المجلة، كان الواجب تسجيل بعض الملاحظات:

- أولاً: لن أخوض بالحديث عن الإسراف المتمثل بكلفة تلك المجلة، في عزّ الأزمة الإقتصادية التي يمرّ بها اللبنانيون، (بحيث تتراوح كلفتها، على أقل تقدير، بين ثلاثين وخمسين مليون ليرة)... وحبذا لو تصارح البلدية المواطنين بالإعلان عن الكلفة الفعلية لتلك المجلة.

- ثانياً: يبدو جلياً أن الهدف من إصدار المجلة، من خلال مواضيعها وما تحتويه من صور، هو الحديث عن إنجازات وهمية لا تدخل في صميم العمل البلدي وتدخل في الترويج الإعلامي لشخص الرئيس (على حساب المال العام وليس من الجيب الخاص لأحد).

- ثالثاً: اللجوء إلى الإعلام الورقي (بكلفته العالية) في هذا العصر الذي يفرض فيه الإعلام الإلكتروني نفسه ومرونته وسرعة انتشاره على الساحة الإعلامية، لم أجد أي تفسير للإعلام الورقي المعتمد..إلا إذا كان لديهم فائضاً من المال، وجدوا له باباً للصرف عبر المجلة!

- رابعاً، وهنا بيت القصيد: المغالطات المكشوفة والأخطاء الواردة في المجلة، بدءاً من الخبر الأول الذي يتحدث عن انتخاب المهندس عدنان عليان بتاريخ 23/1/2020 رئيساً لبلدية الخيام بإجماع أعضاء المجلس البلدي (19 صوتاً)... هذا الكلام ليس صحيحاً.. والحقيقة أن معظم الأعضاء كانوا غير راضين على اختيار عليان رئيسا للبلدية، والكل بعرف ذلك!.. وما جرى حينها أن العضو الوحيد الذي أعلن ترشّحه للرئاسة كان المهندس عليان، فتمّ الإعلان عن فوزه بالتزكية، دون اجراء عملية تصويت عبر أوراق اقتراع.. وأكثرية الأعضاء كانت ضدّ اختيار عليان للرئاسة، لكنها التزمت (مكرهة) بقرار الكتل التي تنتمي إليها.. وعبّر بعض الأعضاء عن عدم رضاهم في اختيار عليان بعدم المشاركة في أخذ الصورة التذكارية مع الرئيس الجديد والقائمقام.

إقرأ المزيد: عدنان عليان رئيساً بالتزكية.. والعملية كانت «زواج بالإكراه»

ومن المغالطات المكشوفة أيضاً، كثرة الحديث عن مواجهة البلدية لفايروس الكورونا.. وكلنا نعلم أن البلدية كانت تكتم أسماء المصابين عندما كانت تصرّ على عدم الإعلان عنهم ولم تكن تتخذ التدابير الاحترازية اللازمة والإجراءات الصارمة بحق المخالفين، مما ساهم إلى حد كبير بانتشار الفايروس بين الأهالي. والأنكى أن رئيس البلدية (الذي هو على رأس خلية الأزمة) حين أصيب بالكورونا استمر بتأدية مهامه، غير آبه بمخاطر ذلك، وأثبت أنه لم يكن على قدر المسؤولية بالإلتزام بالحجر المنزلي، وبتفويض نائب الرئيس الصلاحية (وهذا يؤكد ما ذكرته أعلاه بعدم وجود انسجام بين الرئيس ومعظم الأعضاء).

إقرأ المزيد: التمسّك بكرسي الرئاسة في بلدية الخيام.. انعكاسات سلبية بأكثر من اتجاه

إذا أراد الرئيس الترويج لشخصه وتلميع صورته، يأتي ذلك تلقائياً عبر إنجازات حقيقية ومشاريع مجدية وتفعيل الرقابة وشق طرقات تخدم مصلحة الأهالي. وليس عبر الإسراف المالي ونشر الكثير الكثير من صوره في مجلة أنيقة وبطباعة فاخرة وثمينة.. وأضعف الإيمان بالحفاظ على المال العام وبإشراك المجلس البلدي في أعمال البلدية وليس بالهيمنة والتسلط والتفرد بتحديد جداول الاجتماعات وفقاً لمزاجه.. فالمواطنون ليسوا غنماً ولا هم أغبياء.. "إنه لا يُحبّ المسرفين".

من المغالطات المكشوفة، الواردة في المجلة، القول ان انتخاب المهندس عدنان عليان رئيساً للبلدية قد تم بإجماع أعضاء المجلس البلدي (19 صوتاً)
من المغالطات المكشوفة، الواردة في المجلة، القول ان انتخاب المهندس عدنان عليان رئيساً للبلدية قد تم بإجماع أعضاء المجلس البلدي (19 صوتاً)


الصورة التذكارية، مع الرئيس الجديد المهندس عدنان عليان والقائمقام وسام حايك، التي غاب عنها عدد من الأعضاء الرافضين لاختياره
الصورة التذكارية، مع الرئيس الجديد المهندس عدنان عليان والقائمقام وسام حايك، التي غاب عنها عدد من الأعضاء الرافضين لاختياره


تهنئة من مركز «عام أمن» مرجعيون أم من مركز أمن عام مرجعيون...؟
تهنئة من مركز «عام أمن» مرجعيون أم من مركز أمن عام مرجعيون...؟


تعليقات: