إلى والدي في ذكرى رحيله الأربعين

المرحوم أبو فادي محمد سويد
المرحوم أبو فادي محمد سويد


أبي

حينما رحلت...

كانت ترتعش في حديقتنا شجرة ليمون صغيرة زرعتها بيديك للتوّ

حينما رحلت...

كانت قهوتك الصباحية تقف على شرفة منزلنا بانتظارك...

تنده بألحاح لترشفها كعادتك...

السادسة صباحا ً... ودّع الفجر رشفتك الأخيرة من شفتّي الدهر.

السادسة صباحا ً... رحلت مقلتيك صوب الغروب دون أثر للوقت.

كأنما غيمة تراقصت لك في السماء... معلنة بدء زمن الرحيل جنوبا...

كانت عيونك تصغي لها بحنو غريب... وتتهادى معها بتناغم منعش...

حينها...

حينها... أطلقتني من خزائن مودتي...

حينها... أبي... فتحت لي حقيبة العمر , للمرة الأولى...

أخرجت سبحتك... فتناثر قلبي بحزن...

حينها أحسست أنك تسلّم مفاتيح عمرك لي...

لماذا يا أبي...

هل آن الأوان لوداعك...

هل أذن لك الله بالرحيل...

هل اّن وقت مفاجأتك الموعودة منذ صيف مضى؟...

منذ وقفنا ذاك المساء على بوابة الخيام الشرقية...

عندما أطرقت بخجل الى صدرك الدافيء...

وأعلمتني أن روحي تشتاق الى حفيف روحك...

والى قلبك الشتويّ...

... منذ ذلك المساء...

يطرق مطرك زجاج نافذتي...

وتدوس الريح تراب جسدك...

... منذ ذاك المساء...

وأنا أحمل في معصمي ساعة رحيلك...

حيث قمتَ الى حتفك...

الى قمرك...

الى قلبك...

أبي...

هذه أمي... ما أن جنّ الليل حتى استفاقت...

لدمعةٍ في ثرى النجيع أراقت...

كأنها تعلم أن في دنيا الدموع... أماني...

كعصف ريح أو بعض أغاني...

أبي...

هذه... أمي لملمت مداد عينيها

وانزوت في ركنك المهجور...

تداعب الدنيا براحتيها

علها تزيح عن خديك حسرة القبور...

من أين لها يا أبي... قلبها الجسور...

من أين لها هذا الشعور...

أبي...

أحيانا أبي...يخرج الدمع من خلف الرموش

فيحوّل النظرات الى لحظات عشق لا تبرح الذاكرة

أحيانا... تبقى ألأعين عالقة بألاعين...

فلا يغيب وجه ولا تضيع ابتسامة...

إبنك فادي

* تقرر إحياء ذكرى الأربعين للمرحوم أبو فادي محمد سويد في بلدته الخيام في مركز محمد طويل الخيري الإجتماعي صباح يوم الأحد الموافق 22 آذار 2009.

سجلّ التعازي بالمرحوم أبو فادي محمد سويد

كلمة أسعد رشيدي بالمرحوم أبو فادي

كلمة ميّادة علي حميّد بخالها المرحوم أبو فادي

كلمة عزت رشيدي بعمّه المرحوم أبو فادي

شكر على تعزية

تعليقات: