عيدٌ .. بأي حالٍ عُدت يا عيدُ


الكلمات التالية كتبها والدي العزيز بعد سفر ابنائه الى بلاد الغربه:

<<

في هذا اليوم،

يوم العيد المبارك،

عيد المحبة، عيد العائله التي تجتمع في جو من الالفة والمودة والسعادة، كل فرد يحمل في طيات نفسه الامل مفكرا بما يخبئه له القدر من مفاجآت...

في هذا اليوم يا ابنائي الاحباء، يوم العيد الذي يسترجع فيه المرء احداث كل العام تاركا وراءه كل ما عاناه خلال هذه الفترة، انظر حولي في زوايا البيت ومقاعده علني ارى الوجوه التي احببت ان ارها كل لحظه فلا اجدها!

وكأن القدر أبى إلا ان يبعدها، وتركني اشتاق لرؤية هذه الوجوه الحبيبه التي تعودت العين رؤيتها كل لحظه والتي انطبعت في اعماق النفس متاخمه للروح ومجاوره للقلب الذي أفقده بُعدكما عنه بريق الامل الذي يشعر به الانسان في مثل هذا اليوم السعيد...

انما يبقى شيء مهم هو ذلك الامل الكبير الذي يعيشه الانسان منتظرا الاحباء...

>>

...

صدقت ياوالدي العزيز بهذه الكلمات الصادقه النابعه من الحنان الفائض

"عيدُ وبأي حالٍ عدت يا عيد"..

بهذه العباره كنت يا ابو احمد يا والدي العزيز تستقبل العيد وتضحك ضحكتك المعهودة لدى كل من يعرفك حق المعرفه وتهز براسك مستهزاءً بهذه الدنيا وبما اوصلتك اليه هذه الايام من فراق طال بينك وبين احبائك وفلذات كبدك ولداك احمد ووسام الذي طال بعدهما عنك في بلاد الغربه..

وكنت كلما اتصلوا ليعايدوك تكون الدمعه في عينك وعبارتك لهم دائما متى العوده للديار؟

متى سيأتي العيد وانتما معنا؟

يا للاسف يا ابا احمد جاء العيد ليجمعنا بعد فراق دام اثنا عشر عاما عنهما فاجتمعنا على فراقك، إذ شاء القدر ان يبعدك عنا ويأخذك للبعيد.. للعالم الاخر الموعودين به جميعا.. فاجتمنا وانت لست بيننا فجاء العيد لكل الناس الا لنا نحن ابناؤك..

لم يعد العيد عيد من بعدك يا والدي العزيز، فالحزن بات مختوماً على قلوبنا على رحيلك يا غالي يا صاحب الضحكه الحنونه المفعمه بالامل الدائم.

لا اعلم لماذا اكتب لك دائماً علني اشعر كان روحك الطاهره تسمعني على الدوام او اني اشعر كانك في سفر وستقرأ ما أكتبه لك وكأنك حي ترزق.

على العموم سأعايدك يا حنون واتمنى لك عيدًا سعيدا في آخرتك كما كنت اتمناه لك دائماً في دنياك وارجو من العلي القدير ان يكون قد رحمك برحمته التي وسعت السموات والارض..

والفاتحه عن روحك الطاهرة.

إبنتك فاتن

سجل التعازي بالمرحوم رياض سويد (أبو أحمد)

أسعد رشيدي: "رياض سويد إلى مثواه الأخير.. بعد غربة دامت عشرات السنين"

علي سعدالله غريب: "أبو أحمد رياض سويد.. كم كانت حياتك طيبة وطاهرة"

فادي رياض سويد: "أبو أحمد.. صورتك وضحكتك الجميلة لا تفارقان خيالي"

رياض عبد الحسن رشيد: "أبو أحمد.. البسمة لم تكن تفارق ثغره"

فاتن سويد: "عيدٌ .. بأي حالٍ عُدت يا عيدُ"

تعليقات: