المرحوم الحاج محمد علي نصّار (أبو خليل)
الحاج محمد علي نصّار: وجّهت وجهي للذي فطر السموات والارض
لم نعتد غيابه خلف جدران مدينة الخيام المحبوبة وهو الذي فارقنا الحياة في العشرين من ايار 2013م. انه المرحوم الحاج محمد علي نصّار (ابو خليل ). في هدوئه، ظل ابتسامة خافته لطالما أشرقت بها عيناه. وهو الاب والاخ الحنون. انسان نبيل تأسرك صداقته ويطوف عليك وده.
رجل شهم امتلك بمبادئه ومواقفه الشُجاعة محبة الناس ومحبة من حوله.
رجل صاحب جلادة وصبر عميقين ولا عجب في رجل تحمل وصبر وسلّم بقضاء الله عز وجل سنوات طوال قدّرت ب سبعة عشر عاماً كان يرى العالم خلالها بقلبه وعقله لانعدام قدرته على النظر والتي عانى منها وخضع على اثرها للعديد من العمليات الجراحية.
كان رجل صاحب جلادة عالية، محباً للحياة، قوي العزيمة والارادة التي لم تستسلم رغم كل العقبات.
لقد كان صاحب حكمة وايمان خوّلت جميع افراد العائلة ان تأخذ مسائلها عنه وهو الحكيم الذي يعرض مسائله على العقل وفق درجة عالية من ذوقه واخلاقه وايمانه وحكمته فقد كان يتعامل بواقعية مكّنته من التعامل بثقة مع كل الاشياء المحيطة والمختلفة في الزمان والمكان.
في كل مرقد له من ترانيم الصبر والجلد حكاية .
و قد كان مصدر الهام للعائلة من خلال وصاياه.
كان يسأل الجميع ويعرف الجميع حتى في أحلك فترات مرضه الطويل.
و يذكر الحاج عدنان احد ابناء المرحوم الحاج محمد ان احد الزوار دخل غرفة المرحوم الحاج ابو خليل في المستشفى حيث كان يرقد في آخر أيامه، وما ان اطلّ من الباب والقى السلام على الحاج ابو خليل وقال له هل عرفتني؟ وما كان من الحاج الا ان عرفه من صوته وكأنه يراه فهو لم يكن يخفى عليه احد من ابناء بلدته الخيام حتى انه كان يحفظ اصواتهم وبدأ الحاج ابو خليل بسؤال الزائر عن اولاده واقاربه وحتى جيرانه، وكانت ذاكرته لا زالت قوية حتى ان هذا الشخص صدم من قوة معرفة المرحوم بكل التفاصيل رغم سنوات فقد البصر الطويلة.
انه فارس ترجّل وحيداً في منتصف الليل وهو المؤمن بقلبه بدينه وآخرته حتى ان ابنه الحاج عدنان يذكر حادثة عن تعلق المرحوم بصلاة الجماعة حيث يذكر ان يوما من ايام يوم الجمعة والتي عادة تقام صلاة الجماعة فيها في المساجد وبعد عودته من احداها الى المنزل، بادر الى مناداة كل اولاده وطلب منهم الاصطفاف صفاً واحداً، الكل، في باحة المنزل، حتى ظن الجميع ان قصاصاً يدور بالأجواء، وقال لهم بعد ان توضأ الكل، وقال تهيؤا للصلاة بإمامة الحاج ابو خليل فما كان منهم الا ان اقاموا للصلاة وادوها جماعة.
في حياته العملية عنفوان وهو ما فتئ يقلّب قنوات الاذاعات من على الراديو حتى يستمع الى آذانا هنا وآذانا هناك ليعوض صمت ما لا تراه عيناه لذا استعاض عنهما بعقله وباقي حواسه.
و نحن اذ نقدر مواقف زوجته الحاجة ام خليل (اطال الله بعمرها) المرافقة الدائمة والمعينة له في كل فترات معاناته نذكر معاناتهما في الصمود من خلال المواكبة على زيارة القرية طوال ايام سنوات الحرب والاحتلال.
و نحن اذ نؤمن بأن الدنيا لم تبنَ على طول الاجتماع واللقاء الا ان طول الاجتماع واللقاء بروح المرحوم الحاج ابو خليل وقلبه الصادق وعقله الرحب ما زالت ترفرف في ارجاء منزله في الخيام الذي قضى سنوات من عمره المديد فيه متلمساً بيديه الحنونتين كل جوانبه.
رحمك الله يا حاج ابو خليل فنحن سنكمل ما اعتقدته بقلبك الكبير وكلامك الواعي الذي لطالما كنت تردده واقفا من على سجادة صلاتك وقبل البدء اذ تبادر القول: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض"
لقد كان المرحوم الحاج محمد علي نصّار ابو خليل المشعل المضيء الذي اضاء لنا ولعائلته الطريق واضاء معها دموع اعيننا والشموع.
الا يا حامل النعش تمهل قف هنيهة
الا يا ايها الراحلون هلا أبطأتم الخطى والرحيل!
هيفاء نصّار
موضوع ذات صلة:
كلمة سناء حيدر "سنفتقد صاحب القلب الطاهر المعطاء.. الحاج أبو خليل نصّار"
سجل التعازي بالمرحوم الحاج محمد علي نصّار (أبو خليل)
المرحوم الحاج محمد علي نصّار (أبو خليل)
تعليقات: