أبو ابراهيم محمد ابراهيم حجازي خلال إحدى الندوات في الخيام
بابا... يا نور عيني... ونبضة فؤادي ...
يا دماً يتغلغل في أوردة جسدي ...
رحلت ... ولم تزل ساكناً .. هنا .. في الروح والوجدان ..
تساقطت أوراق سنيك ... وما سقطت حروف ونقاط قوتك من دفاتر حياتنا...
أبي ... يا من حويت ضعفنا بقوة صبرك ..
أبي ... يا من حميت خوفنا بجرأة موقفك ...
أبي ... يا من احتضنتنا في جوف أضلاعك ...
فكنت .. الأب، والأمّ، والأخ، والصديق...
أيها الرجل " الأب " .. أشتاقك في السكنات والحركات ... أشتمك عند هبوب النسمات ... أتدفأ برد رحيلك بالعبرات ... فتحرق جوفي ... وتوحش وحدتي ...
" عامٌ " ... ليته لم يكن ولا كان ...
لكلّ بداية ولادة ، إلا بداية ذلك التاريخ من ذلك الشهر ... كان نهاية ...
هو شتاء عضنا بنابه ... تساقطت أوراق أشجاره، وهي تعلم أنها ستزهر من جديد في ربيعها القادم ... إلا ورقة ... هي ورقة من كانت حياته كتاباً لا ينضب ... ورقة نضرة ... سقطت .. ولن نراها ثانية ًفي حياتنا ... فتناثرت أسطرها وتبعثرت حروفها ...
هي ورقة عمرك يا " أبي " ... مزقها القدر.. فارتمت أرضاً ... ورمتنا في نفق من الضياع... فتركت خلفها حروفاً بلا نقاط ...
بداية كانون الأول .. منذ خمسة أعوام .. تحديدا" كأنها الآن... كانت صباح يوم الخميس ... وفي هذا العام أول الكانون أيضا" هو يوم الخميس .. خمسة أعوام .. كانت وستكون بداية مشوارك إلى العالم الآخر .. إلى القدر الأليم الذي رسمه لنا سبحانه وتعالى ...
بداية كانون الأول ... بداية مشوارنا إلى عالم الحزن والألم والفجيعة ...
بداية الشهر ... كانت نهاية الدهر ... لي ..
نهاية من كان وسيبقى ...
قمر الروح حين تغلس ...
وشهيق الأوردة حين تنزف ...
أحبك ... نحبك .. ونشتاقك كلنا ... ولن ننساك
رحمك الله برحمته الواسعة ... وأسكنك فسيح جنانه ..
يا بعد عمري .. وسبب عمري ... وكل عمري ...
وإنّا لله وإنا إليه راجعون.
إبنتك ملاك - دبّين
أبو ابراهيم محمد ابراهيم حجازي خلال إحدى الندوات في الخيام
تعليقات: