وزير المالية يشارك في تقبل عزاء المرحوم حسين عبدالله


شارك صاحب المعالي وزير المالية الحاج (علي حسن خليل) الخميس الماضي (15/03/2018) ذويّ الفقيد في استقبال المعزين بوفاة المغفور له الحاج (حسين محمد محمود الحاج حسين عبدالله) (أبو فادي) في فندق جولدن توليب (ماريوت سابقاً) بيروت، بحضور سماحة رئيس المحكمة الجعفرية الشرعية القاضي الشرعي الشيخ موسى السموري، وفضيلة الشيخ فؤاد خريس، كما وحضر واجبات العزاء سعادة محافظ الجنوب منصور ضو، ووزير السياحة الأسبق فادي عبود، والمحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي رامي علي عبدالله، والرئيس السابق للمجلس الأعلى للجمارك المحامي حسين عبدالله نعمه، ورئيس مؤسسة عامل الصحية الاجتماعية التنموية ومنسق عام تجمع الهيئات الأهلية والمدنية د. كامل أسعد مهنا، والاستشاري د. علي الحسن، والخبير المعلوماتي د. محمد علي إبراهيم صادق، والدكتور المهندس علي حسين يوسف الحاج حسين عبدالله، والمهندس الحاج حسين رضا عبدالله، والعقيد أحمد سليم عبدالله، والدكتور فؤاد أحمد إسماعيل عبدالله وشقيقه سهيل عبدالله، والمهندس علي سلمان عبدالله، والعضو المؤسس للجمعية اللبنانية للشئون العقارية الخبير العقاري سامر عصام عبدالله، بالإضافة الى جمع كبير من أقارب وأبناء عمومة وافراد عائلة الفقيد من "آل عبدالله"، وحشد غفير من معارف الراحل الكبير وأصدقاء سائر أفراد أسرته الكريمة ولفيف كثيف من أهالي بلدة الخيام القانطين في مدينة بيروت وضواحيها.

وكان قد حضر ممثل صاحب المعالي وزير المالية الحاج علي حسن خليل، المحامي )أسعد يزبك(، وسعادة محافظ الجنوب )منصور ضو(، مراسم تشييع المغفور له الحاج حسين عبدالله (أبو فادي) والتي جرت نهار الثلاثاء الفائت (13/03/2018) في روضة الشهيدين بمنطقة الشياح من ضاحية بيروت الجنوبية، حيث أقيمت صلاة الجنازة على المرحوم بإمامة سماحة مفتي مرجعيون وحاصبيا العلامة الشيخ عبد الحسين عبدالله، وبحضور سماحة رئيس المحكمة الجعفرية الشرعية القاضي الشرعي الشيخ موسى السموري، وفضيلة الشيخ محمد باقر عبدالحسين عبدالله، ومن ثم وري المغفور له الحاج أبو فادي جدث الرحمة بجوار المغفور لها زوجته الراحلة (أم فادي)، وسط صيحات التهليل ونداءات التكبير من أهله وذويه ومحبيه.

هذا وكانت قد بدأت مراسم التشييع تلك، ضحى يوم الثلاثاء الحزين، حيث سجي نعش المغفور له (أبو فادي) في قاعة حسينية روضة الشهيدين ، وكان في مقدمة المشيعين رئيس جمعية الصناعيين الشيخ فادي الجميل، والعديد من المقامات الدينية المحترمين من مختلف طوائف النسيج اللبناني، والكثير من أصحاب المناصب الرسمية ومنتسبي الأجهزة الأمنية والمراتب العسكرية وبعض من أفراد السلك الدبلوماسي وذوي الصفات الحزبية والفعاليات الاقتصادية ورجالات المؤسسات التعليمية وأساتذة المنشآت الاكاديمية، وأعضاء الجمعيات الثقافية والجاهات الاجتماعية ووجوه اعلامية وفنية، وجمع غفير لا يحصى من أقارب الفقيد الكرام وأبناء عائلته النبيلة وأهالي مدينته )الخيام( المناضلة، وسكان بلدته الثانية (بخشتيه) الوفية وفي مقدمتهم المحترم راعي أبرشيتها، وزملائه الموقرين في جمعية الصناعيين، والكادر الوظيفي مصحوبا بالطواقم التشغيلية لمجموعة مصانع المتحد المخلصين، ورفاق دربه الصادقين من مختلف أصقاع وطنه لبنان، حيث عرف عن المرحوم بصداقاته العابرة للطوائف.

كما وتم في نهار يوم الأربعاء المنصرم (14/03/2018) استقبال جموع المشيعين من بلدة بخشتيه ومدينة عاليه والجوار وذلك في قصر النخيل بالقرب من مجموعة مصانع المتحد في بخشتيه (عاليه)، حيث تقدم تلك الجموع سعادة النائب أكرم شهيب على رأس وفد كبير من مشايخ المنطقة والجوار، وسعادة رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن حسين سطام عبدالله، بالإضافة الى سائر منتسبي مجموعة مصانع المتحد وعائلاتهم وأقاربهم، وغيرهم من أهالي بلدات قضاء عاليه والقرى المجاورة.

وأقيمت ذكرى الأسبوع عن روح المرحوم أبو فادي في دارته في بلدة بخشتيه بعد ظهر يوم الأحد الفائت (18/03/2018)، حيث توافد الأهل والاقارب والأصدقاء الى الدار ليعربوا عن محبتهم الفائقة وتقديرهم الرفيع للراحل كبير، كما وحضر العديد معارف الفقيد من سكان القرى المجاورة مصحوبين برؤساء بلديات تلك القرى ومخاتيرها ، وفي طليعتهم وفد من أهالي بلدة القماطية المجاورة، كما وحضر خصيصاً ومشكوراً بعض من أصدقاء ومعارف الفقيد من جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان الشقيقة، الذين أبوا الا أن يشاركونا العزاء بمصابنا الجلل، عرفاناً منهم للراحل الكبير، وهؤلاء هم ثمرة شبكة العلاقات والصدقات العربية التي شكلها المرحوم أبوفادي عبر مسيرة حياته العملية وتنقله في أصقاع المعمورة.

وقد كان المرحوم الحاج حسين عبدالله (أبو فادي)، مثال للرجل العصامي الذي بدأ مسيرته في دروب الحياة العسيرة منذ نعومة أظفاره في مطلع خمسينات القرن المنصرم في مدينة بيروت، حيث أقامت عائلته في ضاحيتها الجنوبية نزوحا من قريته الخيام في جبل عامل، حيث جمع بين العمل الجاد المُضنى وتكملة دراسته التي أنهى مرحلتها الثانوية بجدارة والتي كانت تعد انجازاً عظيماً في ذلك العصر، وسرعان ما التحق بإحدى الوظائف الحكومية في قسم المساحة الجغرافية بوزارة الأشغال بواسطة من ابن عمه الوزير والنائب آنذاك، ولكن من حسن الحظ إن روتين الوظائف الحكومية ورتابتها المملة لم تستهوي المرحوم أبو فادي على الاطلاق، فاستقال في الشهر التالي، وذهب واعتذر لابن عمه، طالباً منه تعيين رجل أخر من العائلة كي يستفيد من وظيفته تلك، واتجه المرحوم أبو فادي منذ ذاك الزمن الى الأعمال الحرة والمتاجرة بأبسط الأشياء، الى أن استهدى الى تجارة أكياس النايلون التي كان أول عهدها في لبنان في مطلع ستينات القرن الماضي حيث قام بتأسيس مؤسسته الخاصة في عام (1961) تحت نفس الاسم الذي ارتبط به طوال حياته (مؤسسة المتحد) وبعد سنوات من العمل الجاد والشاق مروراً بالعديد من الكبوات التي كان المرحوم أبو فادي ينهض بعدها وهو كله اصراراً على المضي قدماً نحو التقدم والنجاح، الى أن استطاع أن ينشأ له اول مصنع لأكياس النايلون خاص به في منطقة الشياح في عام (1970)، ومنذ ذلك الحين ومؤسساته مفتوحة الى كل راغب وظيفة وطالب عمل، فلم يعرف عنه أنه خاب ظن أحد التجأ اليه يطلب رزقاً.

ومع تداعيات حرب السنتين المشؤومة في سبعينات القرن الماضي، تضرر مصنعه بشكل لافت في بيروت، مما جعله يصوّب وجهه قبل جبل لبنان، فكان أن اختار في عام (1979) القرية الوادعة (بخشتيه) في قضاء عاليه، التي اتخذها بلدته الثانية، وأخذ يبني المصنع تلو الأخر موسعا نشاطاته في اتجاه كل انتاج مربح لمختلف أنماط صناعة الأغلفة البلاستيكية، حيث تلبي مصانعه في الوقت الحالي، صنوف شتى من طلبات السوق المحلي بالإضافة التصدير للشرق العربي وخليجه، بالعلاوة لدول الاغتراب الأفريقية، علما بأن المرحوم أبو فادي لم يبخل على مصانعه بتزويده بأي جديد يطرأ في عالم الإنتاج البلاستيكي، حيث عرف عنه ولعّه في حضور المعارض التجارية والصناعية ذات العلاقة بحرفته تلك، سواء كانت سنوية أو حتى موسمية، في شرق العالم القديم أو في غرب العالم الجديد، وكذلك عرف عنه زياراته الدورية لزبائنه الأكارم في مختلف قارات العالم وذلك لتأكيد حُسن الخدمة والوقوف على ملاحظاتهم بنفسه والعمل على تنفيذها حسب رغباتهم وميولهم، وتعزيزاً لبيان مدى أهمية إقامة العلاقات المباشرة بين صاحب العمل وزبائنه المميزين.

المرحوم أبو فادي كان مدرسة إدارية قائمة في حد ذاتها، تخرج من بين يديه عشرات الشباب الطموح الذي اتخذوا من سنوات العمل بين ثنايا مصانع المتحد الذخيرة الدسمة من الخبرة العميقة بشئون مختلف جوانب العمل الجاد لتحقيق الهدف الذين يطوقون لتحقيقه في حياتهم العملية، ومن أبرز الصفات اللصيقة في مدرسة المرحوم أبو فادي العملية والتي اتسمت بها إدارته لمجموعة المصانع التي أسسها وأدارها طيلة مشوار حياته العملية (شدة من غير قسوة ولين من غير ضعف)، فكانت المجاهدة باستغلال كل دقيقة من الوقت هي ديدنه العظيم وكأنه في سباق مع عقارب الزمن طوال سني عمره المديد، ومظاهر ذلك التزامه الدقيق بالوفاء بجميع التزامات طلبات زبائنه الكرام وفقاً للمواعيد التسليم المتفق عليها مسبقاً، وفي نفس الوقت كان ها ما يرغب بمشاهدته مع كل من طواقم العمل لديه سواء الطاقم الإداري والأهم الطاقم التشغيلي للمصانع لديه، فكان هذا الجانب لا تهاون فيه بصفة مطلقة، كما أن تنفيذ التعليمات الإدارية والمسلكية كانت قدس الأقداس بالنسبة لإدارة المرحوم أبو فادي العملية، وبصفة شخصية كلما أبصر تصرف ما من أحد الأخوة المعارف، فتقف نفسي برهة لتفسير خلفية ذلك التصرف، فسرعان ما يزال الذهول من نفسي عندما أتذكر أن هذا الشخص قضى جزء من عمره في مجموعة مصانع المتحد، ونهل من مدرسة المرحوم أبو فادي العملية، ومن صفاته كذلك الصبر عند الشدائد حيث تعرض أحد مصانع لحريق في العقد الماضي من مطلع هذا القرن، فلم يهتز له جفن، ووقف كالطود الشامخ يشرف على عمليات الإطفاء والإنقاذ، الى أن تكللت المساعي بإخماد الحريق بالحد الأدنى من الخسائر.

هذا وقد كرمت العديد من الجهات الحكومية والأهلية والمتخصصة المرحوم أبو فادي على عطاءاته وجهوده في سبيل نهضة الصناعة في لبنان، حيث يمتلئ مكتبه بالدروع التقديرية والشهادات التكريمية، والميداليات الفخرية، والتي فاز بها المرحوم عن فائق جدارة وعظيم حفاوة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، وفي احتفال دولي، اقامته المؤسسة العالمية للتقييم الصناعي والتجاري في العاصمة الفرنسية باريس، بتاريخ (15/05/1995)، تسلم المرحوم أبو فادي أوسكار الصناعة العالمية، وسط حشد عالمي كبير ضم نخبة من رجال الأعمال الدوليين، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في العاصمة الفرنسية. وبناءً عليه أقامت رابطة آل عبدالله الخيرية للإنماء الاجتماعي حفل تكريم خاص بالمرحوم أبو فادي في مقرها في بيروت بتاريخ (18/08/1995)، حضره جميع أركان العائلة ومنتسبي الجمعية، وفي طليعتهم ابن عمه النائب الأسبق المغفور له الحاج ممدوح العبدالله، ومفتي مرجعيون الشيخ عبدالحسين عبدالله، ومربي الأجيال الخيامية المرحوم الأستاذ علي حسين عبدالله، وغيرهم من أبناء العائلة الغيارى، حيث قدم له رئيس الجمعية حينذاك الأستاذ حسن علي عبدالله درع الجمعية المذّهب عربون وفاء وتقدير للراحل الكبير.

أما الجانب الإنساني في شخصية المرحوم أبو فادي فحّدث عنه ولا حرج، فما زلت أذكره في مطلع سبعينات القرن الماضي عندما كان دائم التوقف عند جدي المرحوم أبو علي نعيم على الدردارة، متفقداً أخباره سائلاً خاطره، مطمئناً عن حاله، فيمكث القليل مما يسمح له وقته حينذاك متفيئ شجرة الكينا العتيقة على ضفاف النبع الدافق أيقونة الخالدة للخيام، فكان المرحوم أبو فادي لا ينقطع عن زيارة أقاربه واصلا لأرحامه، باراً بأهله ومحبيه، وكم كانت تملئ عينيه سعادة لا توصف عندما يلتقي بأحد من أبناء عمومته كي يسأله عن أهله ويطمئن عن أحوالهم، ويستحثه على القدوم لزيارته واستضافته في دارته في بخشتيه، تلك الدار التي كانت عنوان للخير والضيافة والرفادة، ومن المشهور عن تلك الدار، وفي فترة الحرب الأهلية التي عصفت بوطننا لبنان، بأنها كانت مفتوحة لكل من يرغب بالاتصال الهاتفي المباشر مع جميع أصقاع العالم، عندما كان متعذرا طرق التواصل مع الأهل في شتى بلدان الاغتراب، فكانت تلك الدار هي وسيلة أهلنا الوحيدة، حيث يبادر المرحوم أبو فادي كل زائر له في تلك الفترة بالسؤال هل لديكم أحد بالخارج ترغبون بالاتصال به والاطمئنان عليه، فيرجوهم المبادرة بالاتصال من هاتفه فورا.

وكطبيعته كانسان يخضع لقوانين الطبيعة، ولكن المرحوم أبو فادي، كان يأبى أن يستسلم لها، او يركن اليها، فقد كان صلدا صلبا في مواجهة الخطوب، قابلا للتحدي بمختلف صنوفه، بدءً من مرحلة الصبا والنشأة، التي كانت في اربعينات القرن المنصرم، وهي فترة ركود اقتصادي مُضني بشكل عام مرت على المجتمع اللبناني وبالأخص في جنوبه العزيز، ابتدأً من تداعيات الحرب العالمية الثانية التي كان أثرها كارثيا على الجنوب اللبناني وانتهاءً بحرب فلسطين وأثرها السلبي بدء بمرحل النزوح الفلسطيني للبنان والأثارة التي ترتبت على ذلك، لذا فعائلة المرحوم أبو فادي عانت كبقية العوائل الجنوبية من ضنك العيش في تلك المرحلة، ويروي لي شقيقه الأكبر الحاج أبو أحمد غازي (أمد الله بعمره)، أنع في إحدى السنوات تلك، جاء العيد، والحالة معسرة تماما، ومن العادة أن يكون غداء يوم العيد مميزا في كل البيوت، ولم يوفر لهم شيء يميز غداءهم في ذلك العيد، فلم يستسلم الفتى الناشئ أبو فادي، فحمل في الصباح الباكر بندقية صيد قديمة معلقة على الحائط، وتوجه صوب مرج الخيام، ولم تنقضي سويعات ضحى ذلك العيد، الا وهو عائد محمل ب (8) من طيور الترغل (حمام بري كبير الحجم نوعا ما)، فكان غداء اسرتهم يومئذ وليمة حمام محشي، لم يتسنى ذلك لأي من أسر القرية في ذلك العيد، ومرت عليه العديد من الازمات الشخصية، فتصدى لها بصبر وأناة على الجراح وان كانت عميقة، وخاصة عندما فارقته رفيقة عمره، في خريف عام (1998م) أثر مرض عضال، فصبر وتجلد على المصاب الجلد، مما أوهن جسمه، بعد ذلك بفترة، حيث اضطر الى الخضوع الى عملية زرع كلى، والتي غيرت تداعياتها مجرى حياته، حيث أُجبر الى تغير سلوكياته اليومية والامتثال الى برنامج وقاية وحماية صارم، عانى من تبعاتها الى أخر يوم من عمره المديد، وتحمل ذلك من غير تأفف او تبرم.

وأخيرا، نأتي الى أعمال الخير التي كانت متاخمة لشخص المرحوم أبو فادي، فبداية كان المرحوم دليلا عمليا لقول المأثور (لا تجعل شمالك تدري بما تنفق يمينك)، فلم يسمع منه قطّ أن ذكر شيء عن انفاقه السخي في مختلف أوجه الخير، وأن كنت عاصرته شخصياً بشيء منها وكنت شاهد عيان على الجزء اليسير منها، مثال ذلك أن فُتحت إحدى المدارس الحكومية في بلدة بخشتيه لاستقبال النازحين في حرب صيف (2006)، فكان المرحوم أبو فادي يرسل لهم يوميا وطيلة فترة النزوح تلك حصتهم اليومية من الخبز، هذا بالإضافة الى استضافته لعشرات العوائل من نازحي الجنوب الجريح في تلك الحرب في مجمع مصانعه في بخشتيه، والتزامه الكامل بجميع احتياجاتهم المعيشية طيلة فترة وجودهم عنده، مع فتح باب العمل لمن يرغب منهم ضمن طواقمه التشغيلية، هذا بالإضافة الى تخصيصه الدائم بالمنح الشهرية لعدد لا يستهان به من الأسر ذات العفاف، ولم نعرف بها الا عند وفاته، حيث ظهر ذلك في حالة الصدمة الحزينة التي عمت تلك الأسر التي فجعت برحيله المفاجئ، كذلك لا يخفى علينا العديد من الحالات التي كان يستمر أصحابها بتقاضي معاشاتهم الشهرية الى أخر لحظة من حياتهم، وكانت تلك المعاشات تصل الى أبواب منازلهم، وذلك بعد انقطاعهم عن العمل في مصانع المتحد، بسبب المرض أو الشيخوخة والعجز، ولكن إنسانية المرحوم أبو فادي لم تكن لتتركهم بعد أن افنوا زهرة شبابهم بين أروقة مصانعه، جعل الله جميع تلك الأعمال الخيرية في ميزان حسنات المرحوم أبو فادي، يوم لا ينفع مالا ولا بنون، انه سميع مجيب الدعاء.











تعليقات: