لطالما اعتُبر الجوز من بين الأطعمة الصحّية الرئيسة التي يمكن للإنسان إدخالها بانتظام إلى نظامه الغذائي، ودوافع ذلك واضحة جداً! فهذا النوع من المكسرات يُعدّ مصدراً مذهلاً للمغذيات التي تساعد على خفض معدل ضغط الدم، ودعم صحّة الدماغ، والانعكاس إيجاباً على الجهاز الهضمي وغيرها من المنافع.
وفق وزارة الزراعة الأميركية، أونصة واحدة من الجوز (أي ما يوازي 7 حبات)، تُعادل حصّة واحدة وتتضمّن 186 كالوري، و18,5 غ من مجموع الدهون، و0 ملغ من الكولسترول، و0,6 ملغ من الصوديوم، و3,9 غ من مجموع الكربوهيدرات، و1,9 غ من الألياف، و0,7 غ من السكّر، و0 غ من السكّر المُضاف، و4,3 غ من البروتينات.
فضلاً عن أنه يتضمّن مجموعة فيتامينات ومعادن أساسية للجسم أبرزها النحاس، والمنغانيز، والماغنيزيوم، والفيتامينات B1 وB6 وB9، والزنك، والحديد، والبوتاسيوم، والسلينيوم.
وأشارت اختصاصية التغذية، بيثاني دورفلر، من شيكاغو إلى أنّ الدهون الصحّية، والألياف، ومضادات الأكسدة المتوافرة في الجوز قد تُفيد صحّة الإنسان بطُرق عديدة، أهمّها:
خفض ضغط الدم
حتى أكثر من الأنواع الأخرى للمكسرات، يبدو أنّ الجوز يملك فوائد قويّة في السيطرة على ضغط الدم وعلامات أخرى لصحّة القلب والأوعية الدموية. ورغم أنه ليس من المعروف تماماً لماذا يملك الجوز مثل هذه الآثار الإيجابية على ضغط الدم؟ قد يكون هناك مزيج من العوامل: إذ يُرجّح أنّ ذلك يرجع إلى الطريقة التي تتغذى بها بكتيريا الأمعاء من الألياف وغيرها من المغذيات في الجوز لإنتاج مركّبات مضادة للالتهاب. ناهيك عن أنّ الجوز يحتوي على مغذيات مثل الستيرول، والألياف القابلة للذوبان، ومركّبات فينولية تستطيع مباشرة خفض الكولسترول والعمل بمثابة مضادات أكسدة.
ومن ناحية أخرى، فإنّ المكسرات والبذور تشكّل جزءاً من حمية «DASH» الهادفة إلى خفض ضغط الدم. وعندما قارنَ الباحثون آثار 3 أنواع من الأنظمة الغذائية المفيدة للقلب المبنيّة على حمية «DASH»، واحدة ترتكز على الكربوهيدرات والثانية على البروتينات والثالثة على الدهون غير المشبّعة، تمكّنت كلها من خفض ضغط الدم وتحسين الكولسترول. غير أنّ الأشخاص الذين ركّزوا على البروتينات والدهون غير المشبّعة حصلوا على أفضل النتائج، إستناداً إلى «Harvard Health Publishing»، علماً أنّ هذه المغذيات موجودة بوَفرة في الجوز.
تحسين صحّة الدماغ
هناك دلائل كافية على أنّ ما هو مفيد للأوعية الدموية والقلب جيّد أيضاً للدماغ. وبالفعل، فقد رُبط تناول الجوز بالوقاية من تلف الدماغ واحتمال تحسين المعرفة. إنه لا ينعكس إيجاباً على القلب والدماغ فقط لاحتوائه على الدهون الصحّية، إنما أيضاً لقدرته المباشرة على خفض ضغط الدم وتعديل بكتيريا الأمعاء.
اللافت أيضاً أنّ الجوز يُعتبر وسيلة مهمّة للحصول على الدهون المتعددة غير المشبّعة، بما فيها الأوميغا 3، علماً أنه يملك هذه الأحماض الدهنية الأساسية بنسبة أعلى من أيّ مكسرات أخرى، خصوصاً نوع «ALA». بالإضافة إلى احتوائه على مركّبات بوليفينولية مضادة للأكسدة أكثر من أي نوع آخر من المكسرات، والتي تُعتبر مهمّة للدماغ، إلى جانب «ALA»، بما أنها تساعد على خفض الإجهاد التأكسدي والالتهاب اللذين يؤديان إلى تدهور المعرفة، وفق «American Society for Nutrition».
التأثير إيجاباً في الجهاز الهضمي
المكسّرات، مثل الجوز، تؤمّن الألياف المهمّة لصحّة الأمعاء والحفاظ على انتظام حركتها، بحسب «Harvard Health Publishing». وفي حين يُحتمل أن يستفيد الأشخاص الذين يَشكون من اضطرابات هضمية من الألياف المتوافرة في الجوز، ولكن عليهم التأكد من مَضغ هذا الطعام جيداً أو هَرسه في الأطباق لتعديل الألياف، وبالتالي تمكّن الأمعاء من التعامل معها بشكل أفضل. كذلك يُعتبر الجوز من أهمّ المصادر النباتية للماغنيزيوم الذي تبيّن أنه يَقي من الإمساك.
تقليل خطر السرطان
الأدلّة الحالية مختلطة، لكنّ الأبحاث العلمية الناشئة أظهرت أنّ الجوز قد يندرج ضمن نظام غذائي يَقي من السرطان عن طريق تآزر العديد من المركّبات مثل الميلاتونين والـ»Ellagitannins» والـ»Gamma-Tocopherol». كل هذه المواد قد تعمل مع بعضها لخفض الإجهاد التأكسدي، والالتهاب، والتعبير الجيني التي قد تسبب كلّها السرطان، وفق «American Institute for Cancer Research». وبشكل عام، إنّ استبدال الحمية الغربية التقليدية المليئة باللحوم الحمراء، والحبوب المكرّرة، ومنتجات الحليب العالية الدهون كالزبدة بغذاء نباتي يتضمّن المكسرات كالجوز، مرتبط بتدنّي خطر السرطان.
* سينتيا عواد (ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء)
تعليقات: