الشهيد قاسم باشا
كان قاسم مرشد الرفاق ودليلهم ، يعرف العرقوب بكل تفاصيله بيوته واشجاره وبركه وصخوره وبلانه وشوكه.
المغارة كانت لحافه، ونهاره كان عبوات ناسفة وكمائن مفاجئة وانقضاض على العدو شاركه فيها كثير من رفاقه، عشرات من عمليات الرصد والمتابعة وملاحقة العدو، لم يتعب الرفاق ولم يتعب قاسم بل كانوا جميعهم اصحابا للتعب.
كان قاسم صلة الوصل بين المقاومين ، يتنقل بخفة وحرفية بين الاودية والقمم، بين المغاور والكمائن ولكم نجح ورفاقه في عملياتهم اليومية ضد العدو ، استراحة قاسم كانت باتجاه اقامة اهله في الخيام اوفي ضاحية بيروت، ، لقاء مخفي بالاهل لا يتجاوز الساعة ليعود ادراجه مستعجلا نحو الجنوب، هناك عرينه وهناك رفاقه وهناك ايضا عدو ينبغي طرده . يتحدث رفاقه في جمول عن عشرات العمليات التي قادها وكبدوا العدو اصابات كثيرة ، يتحدثون عن مهاجمته تلة الشريقة المحصنة كل التحصين مع مجموعة صغيرة متحديا بغضب مركزا معاديا يطل على منزله بل لا يبعد عنه سوى عشرات الامتار، كانوا اربعة رفاق تسللوا حتى المركز المحصن واطلقوا قذائفهم على العدو دونما مهابة ، افرغوا كل عتادهم على موقع الشريقة المتقدم وانسحبوا بلا ثقل عتاد ... لقد نجح قاسم ورفاق ومناضلون كثر انتشروا في اكثر من واد وتلة وتقاطع من منع العدو في التجول الحر في مناطق احتلاله حيث اجبروه على التحرك مرعوبا مختبئا داخل الياته رغم انه مدجج بالسلاح ويحتل كل الجو. في المهمة الاخيرة لقاسم انطلق ورفيقين باتجاه العرقوب، كان شباط قد الزم الناس بيوتهم ومدفئهم ، برد قارص وثلج لا يتوقف عن التساقط ،صعد الرفاق حالمين ،انهكهم التعب والصقيع لكنهم تابعوا باتجاه اعلى مركز للعدو، هناك كمنوا وهناك سقط قاسم شهيدا تاركا لاحلامه ان تحلق في اعالي الجبال مبشرة بالشمس والحرية وبرحيل العدو مهزوما من ارضه التي احب
سقط قاسم شهيدا وكانت عيناه ابدا تتنقل بين العرقوب كل العرقوب الى الخيام كل الخيام سهلها وبيوتها ، سجنها واشجارها وكل حاراتها ، كانت عيناه تقبلان وجه ابو محمود وام محمود كل صباح لتذهب بعدها الى قلعة الشقيف محيية حجارتها وابطالها .
سقط قاسم شهيدا في اعلى القمة مزهوا كسلطان فالمغاوروالصخور والاشجار بعض جنوده وهم كانوا له خير جنود ، اما الثلج فكان اللحاف وكان الكفن.
استشهد قاسم باشا في 2 شباط 1988
ولد عام 1962 وانتسب للحزب الشيوعي اللبناني عام 1978.
الشهيد الحيّ أبو محمود حسن باشا.. وصورة إبنه القائد الشهيد قاسم
تعليقات: