الجزرية: «حلاوة النص» في صيدا

تصوير: علي حشيشو
تصوير: علي حشيشو


لا تمر مناسبة النصف من شهر شعبان من دون لون في صيدا. المدينة اخترعت منذ ثمانين عاماً حلوى تستقبل بها المناسبة، سمّتها «حلاوة النص» ومنحتها لوناً برتقالياً مشعاً يستوحي إشراقته من الطقوس الدينية التي تتزايد قبل حلول شهر رمضان.

الجزرية هي «حلاوة النص». اختراع سجله الشقيقان محمد وأبو إبراهيم السمرة، وتحوّل عبر السنوات إلى ماركة مسجلة للعائلة حتى الآن. تقوم الجزرية على اليقطين. لا دخل للجزر بها. لكن السمرة وجدا في «اللقطينية» كلمة ثقيلة على اللفظ. انتحلوا كلمة الجزرية لتشابه لونها مع الجزر.

أربعة أجيال من آل السمرة توارثوا صناعة الجزرية. لكن ما يعيشه الجيل الأخير، لم يمر على الأجداد والآباء. إنهم يخشون تراجع تلك الصناعة بسبب الدولار!

حفيد الحفيد، نادر السمرة، يختصر التغيير الجذري الذي ضرب عملهم في السنة الأخيرة، بسبب الوضع الاقتصادي: «أيام العز راحت». سعر كيلو الجزرية الواحد قفز خلال أشهر من 12 ألف ليرة إلى 40 ألفاً. يبرر الزيادة بارتفاع أسعار المواد الأولية. حتى الجزرية البسيطة القائمة على اليقطين المبروش، مرتبطة بالاستيراد وعملته الصعبة! «شوال السكر ذو الخمسين كيلو كان سعره 36 ألف ليرة وأصبح 450 الفاً. القطر أو الكلوكوز المصري كان سعر البرميل ذي الـ 300 كيلو بـ 170 دولاراً أي حوالي 250 ألفاً، لكنه أصبح بمليوني ليرة كأقل سعر. فيما قنينة الغاز الكبيرة المستخدمة للطهي، تضاعف سعرها». حتى اليقطين لم يفلت من الغلاء، برغم أنه محلي من أرض الجنوب والبقاع. «سعر الكيلو الواحد كان بـ 300 ليرة وأصبح بألفين و 500. هذا عدا عن رفع رواتب العمال».

اضطر صانعو الحلوى لزيادة الأسعار. لكن ماذا عن الزبائن؟

يشير السمرة إلى أن نسبة الشراء تراجعت 70 في المئة عن السنة الماضية. «قبل أسبوع من العيد وبعده بأسبوع، كنا نبيع أطناناً. هذا الموسم، اقتصر البيع على عشرات الكيلوات فقط. وبقي في المعمل أكوام منها برغم اقتراب العيد».

تعليقات: