تطور شبكة الطرق ووسائل النقل في الخيام الجزء (2)

المرحوم أبو رياض حسن علي سويد.. من أوائل الخياميين الذين أدخلوا السيارة إلى الخيام
المرحوم أبو رياض حسن علي سويد.. من أوائل الخياميين الذين أدخلوا السيارة إلى الخيام


تمهيد.

قبل بداية القرن التاسع عشر كانت وسائل النقل المعتمدة لدى الخياميين مثل بقية أهالي المنطقة عموما تعتمد على الدواب من جمال وأحصنة وحمير وبغال وكانت الدواب تجر العربات لنقل الأوزان الكبيرة لمسافات طويلة حيث توجد طرقات تسمح بمرور العربات .

وكما سبق وذكرنا في المقال السابق فقد كان للجهود الحربية للجيوش التي غزت بلادنا كالعثمانيين والفرنسيين والإنكليز الأثر البالغ في تطور شبكة المواصلات وبناء الجسور ووسائل النقل بسبب تواجد المراكز والثكنات العسكرية في منطقتنا وضرورة تأمين إحتياجات الجيوش اللوجيستية والقتالية التواجدة فيها.

كان المكارية الخياميين يحملون بضائعهم على الدواب من الخيام الى كافة الأسواق في النبطية وبيروت وصيدا أو إلى الخالصة وحيفا وعكا وصفد في فلسطين أو إلى سهل حوران أو دمشق والزبداني في سوريا وفي موسم الحج كانوا يذهبون إما بالبواخر عبر ميناء حيفا إلى جدا في بلاد الحجاز وهناك يستأجرون الدواب لتنقلاتهم الداخلية أو كانوا يذهبون على الجمال ضمن قوافل سيأتي تفصيلها لاحقا عندما نتحدث عن رحلة الحج والطرق كانت تسلكها قوافل الحجيج في المنطقة عموماً وفي الخيام خصوصاً قبل تطور شبكات الطرق ووسائل المواصلات.


العربات التي تجرها الدواب

يروي زكي إلياس ونى أن سائق الطنبر الذي كان ينقل الطعام أيام فترة الإنتداب من ثكنة مرجعيون إلى ثكنة الخيام كان والد صديقه جورج أبو عازر وكان يلقب ب(طرطز) ولا زال يذكر انه كان يجلس برفقة صديقه جورج أبو عازر في العربة بين طناجر الطعام (الصب) كما يسميها العسكر،من منطقة الحمام إلى الجلاحية وكان يستأنس كثيرا مع صديقه بسماع صوت نطنطة العربة على أحجار البلوكاج المرصوفة في الطريق قبل دخول الإسفلت إلى شوارع الخيام.

كما كان يوجد طنابر في الخيام تستدخدم لنقل البضائع عندما تزيد الأوزان من سوق الخميس إلى المنازل وظلت هذه الطريقة تستخدم في الخيام حتى سبعينيات القرن الماضي أو كانت تستخدم لنقل مواد البناء من النبطية والقليعة ومرجعيون وكانت بلدية الخيام في بداية نشأتها تنقل النفايات من المنازل إلى المزابل بواسطة الطنبر.


تعلم قيادة السيارات

بعد دخول السيارات إلى لبنان وإكتشاف الناس لأهميتها يقول محمد علي هيثم ( إبو أسعد) أن أربع شباب خياميين إندفعوا لتعلم قيادة السيارات وهم (عبد النبي ضاهر سويد – حسن علي سويد (أبو رياض)– صادق علي يوسف ورجل يقال له الخيامي وهو من آل سويد ) وقد ذهبوا مجتمعين أربعينيات القرن الماضي إلى دمشق طلبا لتعلم قيادة السيارات حيث أمضوا مدة هناك في التعلم حتى وصلوا إلى مرحلة الإحتراف في القيادة وقد أنفق كل واحد منهم مبلغ عشر ليرات ذهبية لقاء تعلمه هذه المهنة التي كانوا فيها سابقين لأبناء القرى المجاورة.وصاروا لا حقا يقوموا بتعليم قيادة السيارات لمن يرغب من أبناء الخيام.


أول سيارة خاصة دخلت إلى الخيام

أول الذين إقتنوا سيارات في الخيام كان سعيد مهنا وكان يشاركه في ملكيتها رجل من خارج الخيام وكان نوع السيارة فورد أبو دعسة ويذكر أبو أكرم إدريس إنها خدمت حوالي السنة ثم تعطلت ورميت في منطقة المحافر.

ويتداول الخياميون قصة أن أول سيارة دخلت إلى الخيام إندهش الأولاد لرؤيتها واجتمعوا حولها وراحوا يتساءلون من اين تأكل هذه الدابة الطعام ، وذهب بعضهم واحضر لها بعض العلف لأنهم لم يكونوا معتادين إلا على الدواب كوسيلة للنقل وتبين لنا لاحقا أن جميع أهالي القرى يعتمدون هذه السردية في ذاكرتهم الشعبية تعبيراً عن الدهشة والإنبهار بحجم التطور الذي طال وسائل النقل في تلك الأيام.


أوائل الذين إقتنوا سيارات في الخيام:

محمد مهدي سويد.

عبد النبي سويد وبعده إبنه نايف الذي ورث المصلحة عن أبيه.

حسين علي أسعد عبدالله.

نعمة الله عطالله نعوم (ونَّا).

حسن علي سويد (أبو رياض).

أحمد الباشا.

الأمير أحمد شهاب من حاصبيا الذي كان أستاذاً يدرّس في الخيام .


تأمين وقود السيارات:

أول محطة وقود أنشئت في منطقة الخيام كانت في مرجعيون وكان يملكها خليل شديد.

يروي الأستاذ نبيل نعيم حيدر عن المرحوم كامل الضاوي (أبو عزات) أنه كان قبل فتح محطة وقود في الخيام يشتري البنزين لسيارته من محطة وقود للسيارات في مرجعيون وكان يحتفظ بغالون معدني مليء بالبنزين في الصندوق خوفا من أن ينقطع في المشاوير الطويلة نظرا لعدم توفر محطات وقود بما يكفي ويلبي الحاجة أثناء تنقلاته.

أول من فتح محطة وقود في الخيام كان الحاج محمد حسن عطوي (عنتر)وكان موقعها عند طرف الساحة الغربي أول النزلة بإتجاه السهل وكانت هذه المحطة تخزن المازوت والبنزين وزيت الكاز الذي يستخدم لبوابير السبيرتو ولوكس أو قناديل الإضاءة وكانت هذه الواد تخزن في براميل وتسحب بواسطة مضخات يدوية قبل إعتماد الخزانات المدفونة تحت الأرض وقبل إستخدام المضخات الكهربائية ويروي الأستاذ عبدالله علي عطوي أن والده أبو حسين هو أول من إشترى مولد كهرباء في الخيام لتشغيل مظخات محطة الوقود قبل دخول الكهرباء إلى الخيام.كما كان الخياميون يستخدمون البطاريات قبل دخول الكهرباء إلى الخيام لتشغيل الراديوهات الكبيرة الحجم وكانوا يشرجونها عند السيد عباس العجوز أو في المطحنة قرب بيت الحج أسعد مهنا وكان يوجد في مرجعيون محل لتصليح البطاريات وكان صاحبه يدعى أبو حمد.


اول من إقتنى بوسطة في الخيام

يذكر حسين علي إدريس (أبو أكرم) أن أول من إشترى بوسطة في الخيام هو نعمة الله عطالله نعوم (ونا) وتبعه كل من.

إبراهيم قنصور الذي كان له شركاء في ملكيتها وكان يقودها أحمد الباشا.

كامل قنصور.

أمين عياش وكان يقودها عبدالله خاتون.

عبدالله صادق.


أول من إقتنى كميون في الخيام

يروي السيد محمد حسن يحي الذي يعتبر من أوائل الذين درسوا في التعليم المهني في المدرسة المهنية (الصنائع) في بيروت من العام 1950 حتى العام 1953 وكانت دراسته في إختصاص الميكانيك وقد احتاج في المصلحة التي أنشأها والتي كانت كسارة ومكبس أحجار باطون إلى كميون الذي كان ثمنه باهضا في تلك المرحلة فبحث عن بوسطا موتورها نظيف وهيكلها مهترىء فاشتراها وأزال هيكلها ووضع مكانه صندوق كميون قلاب وحولها بذلك إلى كميون كان ينقل فيه مواد البناء إلى كافة القرى المجاورة للخيام خاصة في الفترة التي كان قد بدأ الناس فيها بتغيير نمط البناء المعتمد من أبنية وخشبية إلى أبنية إسمنتية وقد صادف هذا التحول بعد زلزال العام 1956 ويضيف السيد محمد حسن أنه لم يقم بهذه الخطوة إلا بعد أن حصل على موافقة من النافعة في بيروت أنها تغيرالأوراق الثبوتية للبوسطا إلى كميون.

تعلم الخياميين ميكانيك السيارات.


من أوائل الخياميين الذين إمتهنوا ميكانيك السيارات:

محمد حسن يحي الذي تعلم الميكانيك في المهنية وعمل في المهنة بداية في قطر.

معروف محمد خليل سويد الذي سافر إلى ليبيريا في أوائل ستينيات القرن الماضي وعمل فيها ميكانيكي.

صبحي حسين عواضة وقد تعلم المهنة في مرجعيون عند المعلم طلال شديد في منتصف ستينات القرن الماضي.

كامل محمد سمور الذي تعلم المهنة عند المعلم خليل اللقيس في مرجعيون في نفس الفترة التي تعلم فيها صبحي عواضة المهنة.

علي إبراهيم سمور الذي تعلم المهنة أيضا عند المعلم خليل اللقيس عام 1970 ويقول المعلم علي سمور أن خليل اللقيس تعلم المهنة على نفسه بعد أن عمل مدة في محل صيانة البطاريات عند المعلم أبو نعمة وصار خليل اللقيس لاحقا متخصصا بصيانة ماكينات الديزل الكبيرة مثل الجرافات والكميونات والتركتورات وغيرها وكان بارعا في المهنة.


مهنة حدادة وبويا للسيارات إلى الخيام

يعتبر خليل عواضة هو أول من فتح محل حدادة وبويا في الخيام وقد تعلم المهنة في مرجعيون على يد المعلم فيليب جبارة الذي كان يعمل في مجال الحدادة الفرنجية وحدادة السيارات ثم صار متخصصاً لاحقا بصناعة صوب التدفئة.


مهنة البنشرجي

أول من فتح محل صيانة الدواليب هو حسين أبو عباس وذلك عام 1965 في محلات ظاهر قنصور وقد تعلم المهنة أثناء سفره إلى الكويت والإمارات أوائل ستينيات القرن الماضي.


المصادر:

زكي الياس ونا

حسين علي إدريس(أبو أكرم)

علي إبراهيم سمور(أبوعباس)

محمد حسن يحي(أبو علي).

عباس حسين أبو عباس (أبو علي)

محمد علي هيثم (أبو أسعد)


* المهندس عدنان إبراهيم سمور، هاتف & واتس: 03/209981

باحث عن الحقيقة.

05/11/2021

الآثار التي أنتجها تطور وسائل النقل في الخيام (الجزء3)

تطور شبكة الطرق ووسائل النقل في الخيام الجزء (2)

تاريخ شق الطرقات واستجرار المياه الى الخيام الجزء (1)

مقالات الكاتب المهندس عدنان سمور

تعليقات: