من تاريخ الرياضة في الخيام (ج 2).. الكرة الطائرة

علي حسن عبود أيقونة كرة الطائرة الخيامية
علي حسن عبود أيقونة كرة الطائرة الخيامية


قبل البدء.

بكل الحب والعرفان بالجميل لهذا الجيل المؤسس من الرياضيين أصحاب الهمم العالية،مع التنويه الخاص بالجهود الملفتة التي بذلها الكابتن الأستاذ علي حسن عبود والمعلومات القيمة والمنظمة التي قدمها لنا،لتساهم في حفظ جزء من ذاكرة الخيام، قيم وعزيز وغالٍ على كل الخياميين .

وجدت نفسي مضطراً أن أقدم له هذه الحلقة من ذاكرة الخيام الرياضية،خاصة أنه يتماثل في هذه الأيام للشفاء بعد خضوعه لعملية جراحية لقلبه الكبير والغني بحب الخيام والخياميين،سائلا المولى العزيز الكريم أن يشفيه ويعافيه ويحفظه لأسرته الكريمة ولجمهور أحبه وما زال يحمل في ذاكرته،عنه وعن كل زملائه كل الصور والذكريات الجميلة والعطاءات التي رفعت إسم الخيام عالياً.


تمهيد

ساهمت التغيرات التي حصلت في الحياة العامة والتي ذكرناها في الجزء الأول بأن تكون المدرسة الرسمية في الخيام هي الموقع الطبيعي لنشوء الفرق الرياضية في البلدة،لأن المدرسة تمثل مؤسسة منظمة ومستقرة،وتؤمن مدرب رياضي للطلاب،يكون متخصصاً وقادراً على إنتخاب الخامات الرياضية الجيدة من بين الطلاب اثناء تدريبهم.ويذكر الأستاذ نايف يحي مواليد العام 1943 أنه كان في المدرسة الرسمية في البركة مدرب رياضي خريج دار معلمي الرياضة وهو نجيب غلمية من بلدة مرجعيون ،وكان نجيب شاباً مربوعا ممتلاً حيويةً ونشاطاً،وقد أسَّس فريقا لكرة الطائرة من طلاب المدرسة الرسمية وكان يعلم طلابه العاب القوى ويصطحبهم في رحلات رياضية الى نبع الدردارة ونبع إبل السقي وأثناء الطريق يمارسون تدريبات متنوعة من الحركات السويدية والركض وغيرها.


أقدم مباراة خارجية لفريق الخيام

بطاقة تعريف بالأستاذ نجيب غلمية.

* مواليد العام 1933 .

* كان متفوقا في دراسته وتخرج عام 1956من كلية تربية الرياضة في بيروت قرب الأونيسكو.

* نظرا لتفوقه كان مقرراً ان يعلم في مدارس العصمة،لكن والديه والأستاذ علي حسين عبدالله اصرا ان يدرس في الخيام ليكون قرب اهله ويخدم اهل منطقته.

* علم في الخيام من العام 1958حتى العام 1960.

* درَّس بعد الخيام سنة في مرجعيون وانتقل بعدها للتعليم في مدارس عين الرمانة وفرن الشباك.

* حافظ على صداقاته للاستاذ علي عبدالله والدكتور اسعد فاعور واخوه موسى.

يذكر الأستاذ محمد إبراهيم مهنا أن مدرب فريقهم الأستاذ نجيب غلمية كان يدربهم وكان أعضاء الفريق كلهم من شباب المدرسة الرسمية في الخيام وقد لبوا دعوة فريق مدرسة الفرير صيدا ،وذهبوا إلى صيدا وهم يرتدون ملابس وأحذية رياضية موحدة وخاضوا مباراة على ملعب النادي المعني ، حيث كان مستوى تلك المباراة جيداً وقد فاز فيها الفريق المضيف لكن فريق الخيام كان مستواه جيداً وقد حصلت هذه المباراة عام 1959.

وكان من المشاركين في الفريق الخيامي يومها (كامل أمين عياش – علي عبد الحسين حيدر -نايف يحي – علي نصرت حيدر – عبد الأمير مهنا – محمد حسن عبود).

كما حصلت مباريات في العاب القوى في صيدا حصد في نهايتها شباب الخيام أوسمة وميداليات خاصة في الركض ورمي السهم وكرة الحديد.

وكان هذا الفريق ينظم مباريات تارة في الخيام وتارة أخرى في مرجعيون وفي وقت لاحق تم تشكيل فريق لطلاب من جيل أصغر كانوا يتدربون ويستفيدون من مشاهدة مباريات فريق الكبار حيث كانوا يرافقوه لحضور المباريات التي تقام أحياناً في مرجعيون.وكان في فريق مرجعيون شاب يدعى شفيق الدركي وهو زميل للأستاذ نجيب غلمية حيث كانا ينسقان وينظمان سويا مباريات بين فريقي الخيام ومرجعيون بشكل دوري ومتبادل ولا زال الشباب الخياميون يذكرون أن شفيق الدركي كان يشترط اللعب بطابتة الخاصة ولا يرضى أن يلعب بسواها رغم أنها كانت أكبر من كرة الطائرة العادية ومغلفة بمادة بلاستيكية تتسبب بالأذى لمن يرد كبسَتَها.

وقد إستفسرنا من الحاج علي الطقش عن هوية (شفيق الدركي) كونه عمل أستاذاً للرياضة في مرجعيون في تلك المرحلة فقال"أنه كان يوجد دركي إسمه محمد أبو الخدود يخدم في مخفر راشيا الفخار وكان لاعب كرة طائرة محترف وكان يلعب مع فريق مرجعيون وقد يكون هذا هو شفيق الدركي الذي يذكره الرياضيون الخياميون".


توسع النشاط الرياضي في الخيام

بعد مرور مدة على هذه التجارب الرياضية الجديدة في كافة قرى المنطقة بدأت تتشكل فرق رياضية في كافة القرى في منطقة مرجعيون وغيرها وبدأت قدرات فريق جيل الشباب الناشىء في الخيام تَبرُز وتتألق وتُبهِر الجمهور والمدرببين وذاع سيطها في المحيط لدرجة بدأت الفرق تدعو فريق الخيام وتنظم مباريات يحضرها جماهير ومتحمسون كما بدأ فريق الخيام ينظم دورات لعدد من الفرق وبدأت دائرة المباريات تزداد وتتوسع وبرزت أسماء رياضيين خياميين على مستوى المنطقة رغم قلة الإمكانات وفقر الناس لكن الحماس والروح الرياضية والإندفاع لدى جيل الشباب جعلهم يدفعون من مصروفهم اليومي ومن أجور عملهم ليشتروا الطابة والشبك والقساطل واجرة النقل.وقد اعتمدوا ملعبا رسميا لهم هو ملعب مدرسة البركة.وكان نواة فريق الخيام (علي حسن عبود - عصام مهنا - حسن غصن - عبد الحسن غريب - ابراهيم نايف شمعون - - عزت محمد خريس - علي باشا - ذيب يحي - خليل أبو عباس ونايف يحي) وقد كان نايف يحي أكبر من زملائه في الفريق.والأمر الذي ساهم في أن يستمر باللعب مع فريق الناشئين هو حماسه وحبه للرياضة إضافة إلى أنه كان يملك سيارة فولز فاغن كان ينقل فيها الفريق للمشاركة في المباريات والدورات التي كان الفريق يُدعَى إليها.ولا زال نايف يذكر أنه إصطحب الفريق بسيارته من الخيام مرورا بالبقاع وظهر البيدر وصولا إلى منطقة وادي قاديشا حيث شارك الفريق هناك بمباريات في كرة الطائرة وعاد إلى بيروت بعد إنتهاء المباريات حيث وصل إلى منطقة الروشة في بيروت عند منتصف الليل وتعشوا سندويشات في مطعم مَسيس وكان كل لاعب يدفع ثمن سندويشته من حسابه الشخصي.

فكرت طويلا كيف يمكن عرض تاريخ الرياضة في الخيام وكيفية تطورها مع شرح شيق لأهم الأحداث والمباريات التي خاضها الرياضيون الخياميون بدأً من أواخر فترة ستينات القرن الماضي فوجدت أن الأسلوب الأفضل أن أعقد لقاآت مع رياضيين كان لهم دور بارز في صناعة المجد الرياضي الكبير للخيام والذي أكسبها حضورا مشرِّفاً على مستوى المنطقة وعلى مستوى كل لبنان .وبالفعل لقد وفقنا الله بمجموعة لقاآت غنية جدا بالمعلومات التي من الضروري والواجب توثيقها وحفظها نظرا للقيمة التاريخية والإجتماعية والإنسانية الكبرى التي تحتويها.وما زالت الخيام حتى يومنا هذا تحتفظ ببصمتها الرياضية الحاضرة والمميزة.وقد حرصت قدر المستطاع أن لا أنتقص من دور أي رياضي خيامي كان له دور وتأثير ، وآمل من كل الأخوة الخياميين المهتمين والذين عاشوا تلك المرحلة أن يمدوا إلينا يد العون في ملاحظاتهم ومعلوماتهم لملىء الفراغات أو النقص الذين يمكن أن يَرِدا مني عن غير قصد ، إضافة لطلبي الحار أن يجود علينا الأخوة لا سيما منهم الرياضيين بصور تغني هذا البحث وتوثقه للمستقبل،للأجيال الخيامية القادمة بإذن الله.


علي حسن عبود أيقونة كرة الطائرة الخيامية

لم يمض وقت طويل على تشكيل فريق الناشئين حتى برز إسم علي حسن عبود كرياضي محترف قادر على إدارة الفريق وتدريبه وإدارة عملية التنسيق مع الحكام في المباريات.

وعلي عبود نشأ في بيت قريب من البركة وهو إبن أسرة متواضعة،وكانت البركة تمتلىء بالمياه في فصل الشتاء وجزء من فصل الربيع وتتحول في فصل الصيف إلى ملعب لفتية الحارة الذين نصبوا أول شبكة لكرة الطائرة أرض البركة الترابية وعلى أرضها لعبوا وتدربوا حتى تم بناء المدرسة فوق البركة وصار ملعبها الكونةأرضه من النحاتة والذي تم صبه لاحقا بالباطون قادرا على إستيعاب ملعب كرة طائرة بأبعاد أولمبية مع قدرة على الإتساع لعدد لا بأس به من الجمهور حول الشبك وفي الملعب الشتوي الواقع تحت مبنى المدرسة.

على ملعب المدرسة الجديد بدأ ينشط اللعب ويستقطب رياضيين جدد وبدأ يتألق الأداء.

فريق الخيام والإنتصار الأول.

ويذكر علي عبود أنه كان يعمل سنة 1968 في بيروت فاتصل به شباب الفريق من الخيام وقالوا له أن فريق الكفير وجه إليهم دعوة للمشاركة في دورة رياضية على أرض ملعبهم فما كان منه إلا أن توجه بتاريخ الدورة من بيروت إلى الكفير مباشرة للمشاركة في المباراة وعند وصوله كان عدد من الفرق قد أنهى مباراته واقترب دور مباراة الخيام فلعب فريق الخيام ببراعة أذهلت الحضور وفاز بكأس الدورة بيسر وسهولة أثبتت للفرق المشاركة وللجمهور إن مستوى فريق متقدم جدا على أقرانه ،وكان هذا هو الكأس الأول الذي أتى به فريق الخيام من مباريات خارجية إضافة لما تمثله بلدة الكفير من إحتوائها تنوعاً طائفياً في سكانها وهكذا بدأت تقترب المسافة بين شباب المناطق من كافة الطوائف وبدؤا يتعارفون ويبنون الصداقات ويتبادلون الخبرات والتكتيكات الرياضية.وقد رفع هذا الإنتصار ثقة الشباب الخياميين بأنفسهم وزاد إعجاب الخياميين وبقية الفرق بهم .

كانت نواة هذا فريق الخيام الصاعد متحمسة وحريصة على تحييد النشاط الرياضي عن الصبغة الحزبية والسياسية وعن المشاعر العائلية الضيقة الأمر الذي عزز ثقة الناس بالفريق وبأدائه وبروحية أعضائه فتعاطف جميع أهالي الخيام مع هذا الأداء وصاروا يفتخرون بالفريق وبإنجازاته وبدأ الشباب يطلبون الإنتساب إلى الفريق كما بدأت تنتشر الفرق الرياضية في الأحياء وتم إعتماد مجموعة من الملاعب في العقارات الغير مستغلة مثل حكورة الشطوط والأرض المحاذية لمدرسة جبرائيل القسيس لجهة الشرق في الجلاحية إضافة لملاعب المدارس المتوفرة وغيرها.


‏ المصادر:

1- علي حسن عبود

2- الاستاذ محمد ابراهيم مهنا

3- الاستاذ نجيب غلمية

4- الاستاذ علي الطقش


الى اللقاء مع حلقة أخرى من تاريخ الرياضة في الخيام. على أمل أن نقوم بإغنائها بكل إضافة يمكن أن تقدم لنا من أهل الخيام الطيبين والذين لديهم معلومات تفيد.

* المهندس عدنان إبراهيم سمور، هاتف & واتس: 03/209981

باحث عن الحقيقة

مقالات الكاتب المهندس عدنان سمور

مواضيع ذات صلة:

عدنان سمور: تاريخ الرياضة في الخيام (ج 1)

من تاريخ الرياضة في الخيام (ج 2).. الكرة الطائرة

من تاريخ الرياضة في الخيام (ج 3).. المكتبة العامة

أول مباراة لفريق الخيام بإدارة الكابتن علي عبود في بلدة الكفير قضاء حاصبيا وكانت أول مباراة لهذا الفريق خارج الخيام والتي فاز فيها على الفريق الخصم.
أول مباراة لفريق الخيام بإدارة الكابتن علي عبود في بلدة الكفير قضاء حاصبيا وكانت أول مباراة لهذا الفريق خارج الخيام والتي فاز فيها على الفريق الخصم.


الأستاذ نايف يحيى
الأستاذ نايف يحيى


الكابتن علي الطقش: في السبعينات.. واليوم
الكابتن علي الطقش: في السبعينات.. واليوم


الكابتن المرحوم حسن الحاج من عرمتا وهو مؤسس فريق دبين في سبعينات القرن الماضي
الكابتن المرحوم حسن الحاج من عرمتا وهو مؤسس فريق دبين في سبعينات القرن الماضي


الاستاذ محمد ابراهيم مهنا
الاستاذ محمد ابراهيم مهنا


تعليقات: