شكر الله كرم طبيب علم انسان من بلادي


اليوم هو السابع عشر من شباط / فبراير ، الذكرى ال46 لإغتيال طبيب الفقراء في لبنان الدكتور شكرالله كرم..

هو من قادة مقاومة العدو الصهيوني بفكره وعقله وادوات الطب بين يديه وحول اذنيه.

لم تكن مواقفه الوطنية المعروفة وحدها السبب الرئيس لقتله عمداً وهو في عيادته في بلدته في الخيام الجنوبية ، بل لعل ادوات الطب التي كان يعالج بها فقراء الجنوب هي سبب مقتله ! وهل هذا امر غريب ؟ انه الطبيب المسيحي - ونأسف لذكر مذهبه وهو الانسان - الذي صمد في عيادته في مدخل البلدة الجنوبية ، على الرغم من اجتياحات وغارات العدو الصهيوني المتكررة ، وكان عملاء العدو الذين ضاقوا ذرعاً بمواقفه الوطنية التي تفضحهم يتوقعون ان تلزمه هذه الغارات الصهيونية ، بمغادرة الخيام ، لكنه كان دوماً يستجيب لنداء ضميره وايمانه وقناعاته الوطنية بالبقاء وهو المردد دائمًا : ولمن اترك فقراء الجنوب وانا اكاد اكون الطبيب الوحيد بين عشرات الاف الناس ، وقد يحتاجونني في اي لحظة ؟… فصمد طبيب الفقراء شكرا الله كرم .. وفرض معادلة على العملاء والعدو الصهيوني ثلاثية الابعاد :

الطبيب الانساني صامد لمعالجة الفقراء ، ومناصرة كل مقاوم للعدو الصهيوني

عملاء هذا العدو يخشون الامرين معاً: افكار الطبيب شكر الله كرم وصموده لمعالجة ابناء الجنوب

وعدو صهيوني يريد ان يقتلع من الجنوب كل جنوبي من ارضه ،كما كل فكرة مقاومة ،وكل يد ممدودة للمساعدة على الصمود في وجه العدو .

فرض د شكر الله كرم منطقه الوطني ،واحاط به اهل الخيام بما يمثله من انسانية ووطنية وعمل ميداني ،وهو يشجع على الصمود … فقرر عملاء العدو التخلص منه، ونيابة عن العدو الصهيوني،. فقرروا قتله عن سبق اصرار وترصد .. وتحت جناح رصاص العدو وسلاحه انهالوا على عيادته وهو داخلها صامداً برصاص علني ليس فيه غدر ، لأنهم قصدوه مباشرة بالقتل وعيونهم عليه ، وعيناه تلاحقهم وهي تعرف من هم فقتلوه في 17/2/1977 ولكن لعنة اغتياله ما زالت تلاحقهم حتى تاريخ اليوم .. وهم منبوذون انسانيا ،ساقطون اخلاقياً ، منحرفون سلوكياً ،فاسدون بمقاييس ذلك الزمان ،عندما كانت المقاومة شرفاً فكيف في هذه الايام حيث المقاومة ضد الفساد هي الجهاد الاكبر بعد تحرير الارض بمقاومة الجهاد الاصغر

يا د شكر الله كرم .. لقد اعطيت للخيام قيم الحرية وتقديس الانسانية فخلد ذكرك الى الابد ، واذ قاومت بصمودك العدو الصهيوني ففتحت ابواب النصر المقاوم بالتضحيات ، فإن ابناء الخيام والجنوب واللبنانيين من بعدك عاجزون عن مقاومة الفساد الذي جعل ناسه نواباً ووزراء ومتعهدون ورؤساء ..

غير اننا ما زلنا نؤمن بامرين جوهريين :

الاول تلك العبارة الخالدة التي تليق بك وهي : من خلف ما مات ، وهل الذي انجب طبيباً انساناً وطنياً عروبياً اسمه كرم كرم يموت ؟

الامر الثاني : ان الاوادم في لبنان هم الاكثرية ، لكنهم يواجهون بفجار عهار فسدة هم الورثة الطبيعيون للعدو الصهيوني … ومقاومتهم هي الوطنية نفسها والانسانية والاخلاق

* المصدر: "الشراع"

تعليقات: