كم هو قاس أن تسمع في لحظة واحدة عن استشهاد 27 رفيقاً لك، لبنانياً وفلسطينياً، في جريمة بوسطة "عين الرمانة"، وكم هو قاس أن ترى بعد ذلك اليوم الآف الشهداء من اللبنانيين والمقيمين على أرض لبنان يرتقون أمامك في حرب دامت عسكرياً 15 عاماً دون توقف، وما زالت مستمرّة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بأبشع أشكالها.
في هذه الخاطرة لا مجال لدراسة أبعاد تلك الحرب المستمرة على لبنان،أسبابها، فصولها، الجهات المشاركة فيها، ولكن تبقى هناك عبرة يجب أن تتوارثها الأجيال "أن الحرب التي بدأت في 13 نيسان 1975 لم تكن مجرد بنادق ومتفجرات ومتاريس وخنادق، اغتيالات وخطف، س بل كانت قبل ذلك كله، كلمات وشعارات، تحريضاً وإثارة نعرات، ارتهاناً للخارج وخضوعاً لإملاءات أجنبية، وبالتالي من أجل أن نحصّن أنفسنا بوجه تجارب وحروب مماثلة علينا أن نتجنب كل ما يباعد بيننا كأبناء بلد واحد، وأن نغلب الاعتبار الوطني على المصالح الشخصية أو الفئوية الضيقة، وأن نجتمع على المشتركات ونحاصر الخلافات، فكما يقال الحرب تبدأ بكلمة..
لعن الله كل من ينطق بكلمة تؤدي إلى حرب داخلية او فتنة.
موضوع ذات صلة: كلما عاد 13 نيسان.. نتذكر غالب وأبو غالب حسين عكر
تعليقات: