مرفوعُ الهامةِ مُنذُ خطواتِهِ الأولى على أرض "الخيام".
هامةٌ كانت ولا تزال عاليةً وعاصيةً لا تنحني أمام قساوة تحدِّيات الزمن القاهرةِ وهي عديدة.
لَمْ يَرِدْ، يوماً، شيئاً لنفسه. نسيَ نفسه، أو تناساها لا فرق.. ضحَّى بالكثير من أجلِ خلاصِ مُجتمَعِه. فالتضحية، حتى بحياته الخاصة، لديه، هي أقلَّ مرارةً من مُشاهدَتِهِ لِجنوبِهِ مُحتَلاًّ، أو لمريضٍ عاجزٍ عن الإستشفاء، أو لأطفالٍ يحفرونَ تلالَ النِّفايات للفوزِ بلُعْبَةٍ مُهمَلَة، أو لارتحالِ شبَّان وشابَّات البلد إلى المجهول لاقتناصِ فرصةِ عملٍ عزَّت عليهم في هذا الوطن.
كم أصابَ والدُهُ، فضيلةَ العلاَّمة الشيخ عبد الحسين صادق حين سمَّاهُ حبيب.
اسمٌ كان اللبنانيُّون سيختارونَهُ لهُ لَوْ كان سُمِّيَ باسمٍ آخر. فمسيرتُهُ النضاليَّة، الإجتماعيّة والسياسيّة والثقافيّة، سَكَنَتْ عميقاً في القلوب. كيف لا وهو الذي علَّمنا كيف نفدي أرضنا الموجوعة، وكيف نُغَنِّي لها كي نشُدَّ أزْرَها.
شُدِّي عليكِ الجرح وانتصبي عَبْرَ الدُّجَى رُمْحاً من اللَّهَبِ
يا ساحةَ الأنواءِ كَمْ عَصَفَتْ فيها خيـولُ الهَـولِ والرُّعُــــــــــــب
أفديكِ بالأيَّـــــــــــــــــــــــــامِ لم تَشِبِ، أفديكِ بالأقمارِ لم تَغِــــــــــــــــــــــــــبِ
أفدي سواكِ الشَّهْــمُ مُقْتَحِماً لَيْــــلَ الرَّدَى بالسَّاعِـــدِ التَّـــــــــــــــــرِبِ.
(حوار الأيام) هو كتاب بحجم حكاية وطن.
كتابٌ يروي حكاية بلدِنا من خلالِ سيرةِ رجلٍ استثنائيٍّ
كتابٌ يروي حكايةَ بلدنا من خلال سيرةِ رجلٍ استثنائيٍّ اسمُهُ حبيب صادق.
* مداخلة في 15/9/2015 للمحامية وداد يونس حول كتاب "حوار الأيام" للأستاذ حبيب صادق
تعليقات: