الوردة الشامية.. رمز جمالي وكنز اقتصادي


دمشق -

الوردة الشامية، أو ما يعرف بالورد الجوري، إبداع زراعي سوري منذ القدم، وكانت ملهمة للشعراء والأدباء بجمالها.

وانتشرت إلى العديد من المناطق في العالم بفعل قوافل الحج والحملات الصليبية على بلاد الشام، واستطاع السوريون بإبداعهم أن يستخرجوا منها العديد من المنتجات، منها الزيوت التي يفوق سعر الغرام فيها سعر الذهب.


ملكة الورود

قال رئيس جمعية الوردة الشامية أمين البيطار لـ«البيان»: إن «الوردة الشامية ملكة الورود وهي الوردة الوطنية للجمهورية العربية السورية وهي شجيرة شوكية تنمو في المرتفعات في بلاد الشام منذ القديم حيث وجدت برياً في جبال القلمون.

وأضاف البيطار إن «هذه الوردة تزرع كفسائل في يناير من كل عام، وتعيش في كل المناطق ومنها في المناطق المرتفعة بعليا بمعدل 200 مم أو أكثر».

وتابع إنه «يمكن استخلاص العديد من المنتجات من الوردة الشامية كماء الورد، وزيت الورد ومربّى الورد وكريمات الورد»، لافتاً إلى أن المنتج الأهم في الوردة الشامية «زيتها الذي يدخل في صناعة أرقى العطور».

وعن سعر زيت الوردة الشامية، قال البيطار إن «سعر غرام الزيت يختلف من بلد إلى آخر حسب جودته وزيت بلدنا من أجود الأنواع بحسب ناتج التحاليل التي أجريت في جامعة دمشق وسعره 60 دولاراً».


سلالة أصلية

تعد بلدة المراح في جبال القلمون والتي تبعد قرابة 60 كم عن دمشق الموطن الأصلي للوردة الشامية.

وقال رئيس جمعية المراح لإحياء وتطوير الوردة الشامية مدين البيطار لـ«البيان»: إن «بلدة المراح تحتوي على السلالة الأصلية للوردة الشامية، وذلك مثبت عبر الدراسات»، مشيراً إلى أن «تلك الوردة انتشرت من سوريا إلى العالم عبر الحجاج والحروب الصليبية». وعدّ البيطار أن «للوردة الشامية فوائد صحية وطبية وعطرية»، لافتاً إلى أنه «يمكن استخراج العديد من المنتجات كماء الورد وزيت الوردة الشامية».

وأشار البيطار إلى أن «استخراج ماء الورد وزيت الورد يتم عبر أجهزة تقطير (الكركي)»، لافتاً إلى أنه «للحصول على زيت الورد يتم بعد تقطير ماء الورد».

وعن الكميات اللازمة لإنتاج كيلوغرام واحد من زيت الورد، قال البيطار إن «هذا الأمر يتطلب في بلدة المراح من 10 إلى 12 طناً من الورد»، مشيراً إلى أن «هذا الأمر يختلف في مناطق أخرى بسبب طبيعة مناخها فيصل إلى ما بين 25 و30 طناً».

وعن الصعاب التي يتعرض لها محصول الوردة الشامية، قال مدين البيطار إن «الجفاف ومرض حفار الساق أثّرا بشكل كبير في إنتاج الوردة الشامية».

لافتاً إلى أنه «تم حفر بئرين لسقاية شجيرات الوردة الشامية». وأوضح البيطار أنه «يتم تطوير زراعة الوردة الشامية في البلاد حيث نعمل على نشر زراعتها في أنحاء البلاد لأهميتها الاقتصادية والثقافية».

وأوضح البيطار أنه «يجرى سنوياً مهرجان الوردة الشامية في المراح لقطاف المحصول لإبراز أهميتها، وأن موسم القطاف يستمر من 15 مايو وحتى 5 يونيو».


طرائق استخراج

وعن استخراج زيت الوردة الشامية، يقول محمد سعيد الغبرة، ابن إحدى العائلات العريقة التي تعمل في مجال العطور في دمشق، إن «هناك ثلاث طرائق لاستخراج الزيت من الوردة الشامية، الأولى العصر فيتم عصر الوردة الشامية فيخرج منها الماء والزيت، الماء في الأسفل والزيت يطفو على السطح».

وأضاف الغبرة إن «الطريقة الثانية التبخير إذ توضع كمية من الورد ضمن مرجل ويضاف إليها الماء، وتوقد تحتها النار حتى تصل لدرجة الغليان ويمرر البخار عبر أنبوب رفيع، والذي يقطر من نهاية الأنبوب هو ماء الورد بينما المتبقي في المرجل فوق الورد هو الزيت»، لافتاً إلى أن «الطريقة الثالثة الطريقة المستخدمة في المعامل، فتتم عبر آلات وتقنيات حديثة».

وتابع الغبرة إن «جده كان يستخدم الطريقتين التقليديتين في استخراج زيت الوردة الشامية»، لافتاً إلى أن هذه المادة كانت تباع بشكل كبير للسياح قبل الأزمة.


تراث ثقافي غير مادي

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، الوردة الشامية، والحِرَف التقليدية المرتبطة بها، ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وذلك ضمن خمسة عشر تقليداً ثقافياً في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.


المصدر: البيان

تعليقات: