هيفاء نصّار: جدتي في خماسية الأحياء والأموات

الكاتبة هيفاء نصّار وجدتها لوالدتها المرحومة الحاجة فاطمة علي ذياب
الكاتبة هيفاء نصّار وجدتها لوالدتها المرحومة الحاجة فاطمة علي ذياب


واحد وثلاثون عامًا...

وحكاية جدتي شرح يطول،

إن تجاوزنا فيها بعد الأحداث،

فإن العام المنصرم، وهذا العام،

كغيرهما من الأعوام،

في غيابها،

صرخة الرقم المجهول،

دنيا زاد،

معبد ينجح في بغداد،

في رسائل إلى العروبة،

في الدولة المستباحة،

في أبرز المحطات،

إذا مات الموت...

..

واحد وثلاثون عامًا،

ونساء نوبل خلفت مأساة،

اسم جنين لم يولد،

أولادي...

..

واحد وثلاثون عامًا،

ووجهكِ مرسوم لا يُنسى،

في حماسة طلاب المدارس والجامعات،

آه...

قد يطول الأمر، ولا تتسع الصفحات،

إن أردنا توثيق ما حصل،

أو حتى تسجيل الأصوات،

بين صراعات وحروب،

ومعارك انتخابات،

وعدم أهلية في تولي رئاسات...

..

واحد وثلاثون عامًا،

دخلتِ في صلب الروايات،

كوارث طبيعية ومناسبات،

حرب أمريكا على العراق،

أحداثٌ سُجّلت للتاريخ،

في كتب ومجلدات،

بأقلام مؤرخين، علماء، أدباء،

في عناوين عريضة،

وفي جريدة سريعة،

يا لِلمقارنة بالنسب والسنوات...

..

واحد وثلاثون عامًا،

بدت فيها حكاية جدتي شرح يطول،

بلا بدايات أو نهايات،

بلا تواقيع كتب وقراءات،

لا في العربية ولا في الترجمات،

ولا في حضور المؤلفين والأدباء،

يا لِـ خماسية الأحياء والأموات...

..

واحد وثلاثون عامًا،

لم يحصل خلالها،

ولو لبضعة أعوام،

أن أرى وجه جدتي،

في المقهى الأدبي،

في صالون الكتّاب،

في صالة بيال،

أو صالة الندوات،

في معرض بيروت الدولي...

..

كتبٌ كثيرة صدرت،

يا لِلمطبوعات،

يا لكل التحركات،

لكل الإبداعات،

لكل المحطات...

..

واحد وثلاثون عامًا،

لم أرَ وجه جدتي في رسالة شكر وعرفان،

أو تحية لروحها،

لِـ الأرواح الرمادية،

لِامرأة خيامية،

جنوبية،

ليست من هذا الزمان...

..

هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 8 آذار، 2025

...

أسماء الكتب الواردة في القصيدة النثرية

مع أسماء الكتب:

في غيابها: نبيل سليمان

صرخة الرقم المجهول: فاديا فرح كارليتشا

دنيا زاد: مي التلمساني

معبد ينجح في بغداد: غادة السمّان

رسائل الى العروبة: بشارة منسى

الدولة المستباحة: محمود حيدر

إذا مات الموت: مصطفى الحسيني

نساء نوبل: خالد محمد غازي

اولادي: نورا نويهض حلواني

خماسية الاحياء والاموات: هنرييت عبودي

الأرواح الرمادية: فيليب كلوديل

..

هذه القصيدة النثرية كتبت تخليدا لروح جدتي لأمي الحاجة فاطمة علي ذياب التي فارقت الحياة منذ واحد وثلاثون عاما.


تعليقات: