بموكب جنائزي كئيب شييعت بلدة الخيام المربي "صلاح حسن عبدالله"، فقيد العلم والمعرفة الى مثواه الأخير، حيث اخترق الموكب الحزين طرقات البلدة التي بدت كأنها بدورها تحسّ أن هذه هي المرة الأخيرة التي يجول بها (أبو حسن) بين ثناياها وأن كان محمولا وليس كعادته متجولا بين شعابها. وحالما وصل الموكب الجنائزي الى مدخل الجبانة حتى نودي لصلاة الجنازة على الجثمان الطاهر بإمامة صاحب السماحة مفتي مرجعيون الشيخ عبد الحسين عبدالله، وخلفه سماحة السيد يوسف زلزلة وفضيلة الشيخ محمد باقر عبدالله ثم باقي جمهور المشييعين.
وكانت لحظات وداع عصيبة لأبنه الوحيد وشقيقه الأوحد وباقي شقيقاته المكلومات بفقد عميد أسرتهم ونبراسها، وأعمامه الذي كان فخرا لهم أينما ارتحلوا في بقاع هذه الدنيا الفانية، ثم أدلج الجثمان الطاهر في جدث الرحمة بين يدي أرحامه، وسط بكاء أقربائه، ونحيب تلامذته، وحزن زملائه على مقاعد الدراسة في خمسينات وستينات القرن الماضي، وكآبة وجوه رفاقه المدرسين الذي صحبوه في مختلف المدارس التي بذل بها سنين عمره وهو يعتصر فكره من أجل العلم والمعرفة للأجيال تلو الأجيال.
وبعد ذلك اصطف الأهل لتقبل واجبات العزاء يتقدمهم نجله (حسن)، وشقيقه مهندس المساحة (علي نصرات)، وعمّاهُ، ثم خاله الحاج أبو خليل، وأصهرة الفقيد، وسائر الأقارب من أبناء أخواته وأعمامه وعماته، وخالته، وأخواله. ثم تقدم بالعزاء جموع أهالي مدنية الخيام من ضمنهم الفعاليات العائلية والاجتماعية، وكوكبة رائدة من من جيل معلمي الخيام في الخمسين سنة الأخيرة، ومخاتير البلدة، فكان عزاء شعبيا حافلا بمحبيّ الفقيد الغالي على قلوب كل من حضر التشييع، والذي خلا من المظاهر الرسمية المصطنعة، والهيئات الحزبية والبلدية (ما عدا الأقارب المباشرين).
إن المرحوم المربي (صلاح عبدالله) هو بالفعل، فقيد الكتاب والقلم الذي لم يسقط من بين أنامله حتى الرمق الأخير، حيث تفرغ المرحوم بعد تقاعده من التعليم الرسمي للكتابة والترجمة فظهرت له أعمال سوف تخلد اسمه الناصح بإذن الله في الحياة الثقافية اللبنانية لأجيال متعاقبة. فرحمك الله يا (أبا حسن) فقد أديت الأمانة وبلّغت الرسالة لأهلك وتلامذتك الذي أظهروا لك الوفاء يوم وداعك المرير.
* الحاج أحمد مالك عبدالله
سجل التعازي بالمأسوف عليه الأستاذ صلاح حسن عبدالله (أبو حسن)
مواضيع ذات صلة:
أحمد مالك عبدالله: الخيام تشيّع إبنها المربّي صلاح عبدالله الى مثواه الأخير
الشاعر ماهر العبدالله: إلى روح المربّي صلاح عبدالله
المهندس عدنان سمور: رحيل الاستاذ صلاح عبدالله
الدكتور يوسف غزّاوي: إلى روح الصديق المرحوم صلاح عبدالله
تعليقات: