من تاريخ الرياضة في الخيام (الجزء 4)

من مباريات جرت في حاصبيا ويظهر في الصورة رئيس بلدية حاصبيا يقدم الكأس لفريق الخيام الفائز
من مباريات جرت في حاصبيا ويظهر في الصورة رئيس بلدية حاصبيا يقدم الكأس لفريق الخيام الفائز


الفترة الذهبية للنشاط الرياضي الخيامي.

توفر الفرق في كافة القرى والمدن ساعد على تنظيم دورات رياضية في كافة المناطق وكان فريق الخيام يدعى إلى هذه الدورات بكثافة نظرا لسمعته الطيبة وللكفاءات المتوفرة فيه حيث انتمى إلى الفريق شباب جدد أمثال ( كامل زعرور - علي محمد عبدالله - اسماعيل حيدر - خليل زعرور - محمد سامي علي عبدالله - أسعد مصطفى - علي عبدو عيسى خريس - محمد علي عبدالله - يوسف حمادة - محمد علي عبدالله - وشبيب محمد حكمت عبدالله ) ومن العلامات الفارقة في تلك المرحلة أن هناك مجموعة من الرياضيين إحترفوا لعبتي كرة الطائرة وكرة القدم معاً وهم (خليل زعرور - شبيب عبدالله وإسماعيل حيدر).

وصلت شهرة الخيام أن يدعى فريقها للعب في جونية والخنشارة وسن الفيل وكانت المشاوير مرهقة نظرا لطول المسافة ولكنها كانت غنية لأن شباب الخيام كانوا يتعرفون في هذه المشاوير البعيدة على رياضيين بمستوى وطني ودولي ويستفيدون من خبراتهم وتكتيكاتهم في اللعب ويتعمقون أكثر في فهم قوانين اللعب.

أهم المباريات التي خاضها فريق الخيام في سبعينيات القرن الماضي .


1 - مباريات كفر رمان

بعد يوم حافل باللعب والتحدي في الدورة التي نظمت في بلدة كفر رمان وصل فريق الخيام إلى النهائي في مواجهة فريق كفر رمان وكان مستوى فريق الخيام متفوق بشكل واضح لا لبس فيه، لذلك عمد أهالي كفررمان إلى إختيار حكم منحاز لفريقهم بشكل فاضح الأمر الذي إستدعى أن يطالب فريق الخيام بإستبداله. ولكن الحكم الثاني الذي جيء به صار يقدم نفس أداء سابقه فتم إستُبدِاله بثالث. ومرة أخرى أعاد الحكم الجديد الكرَّة بالإنحياز و(الزعبرة) فاغتاض فريق الخيام لدرجة قام الأستاذ نايف يحيى بإلتقاط الطابة وركلها نحو السماء تعبيرا عن استيائه مما يحصل وظن الحاضرون يومها ان الطابة وصلت إلى سهل الميذنة. وبعد ذلك إنسحب فريق الخيام مقدِّماً الكأس لفريق كفررمان قبل نهاية المباراة وعاد الى الخيام.


2 - مباراة جويا

دعي فريق الخيام إلى المشاركة في دورة رياضية نظمها فريق بلدة جويا ورغم حضور فريق الطيبة الذي كان مستواه ممتاز وصل فريق الخيام مع فريق جويا إلى النهائي وكان يوجد على المنصة كأس كبير مذهب يسر الناظرين وكأس صغير فضي.وعندما شاهد فريق جويا تميز أداء فريق الخيام أبلغ المنسق علي عبود بأن الكأس الذهبي قدَّمه مغتربو جويا إلى ناديها واللعب فقط منحصر بالكأس الفضي الصغير . وبدأت المباريات وبدأ الحكم بالإنحياز و(الزعبرة) لدرجة تم إستبداله مرتين وبقيت (الزعبرة) مستمرة وسيدة الموقف،حتى شعر الجمهور بالخجل والحرج فطلب المدرب علي عبود إذنا من الحكم بتوقيف اللعب وتشاور مع فريقه حيث إستقر الرأي على أن يلعب فريق الخيام بطريقة مسترخية ليسمح للفريق الخصم أن يفوز بسهولة. وهكذا استؤنفت المباراة ولاحظ الجميع مدى التغير الذي حصل في أداء فريق الخيام وفهموا أن هذا التبدل في الأداء نتج عن قرار فريق الخيام بعد التشاور لتفادي المشاكل مع الفريق الخصم والحكم المعتمد. وهكذا إنتهت المباراة بفوز أشبه ما يكون بالهزيمة النكراء لفريق جويا الذي أخذ الكأس.وتوجه فريق الخيام عائدا الى بلده مكسور الخاطر وعندما وصل إلى أطراف بلدة جويا إذ بسيارة تلاحقه مسرعة من جويا مطلقة العنان لزمورها فتوقفت السيارة التي تقل فريق الخيام الذي شعر أعضاؤه بالقلق والإضطراب نتيجة ما يحصل.وعندما توقفت السيارة المسرعة ترجل منها شباب جويا واقتربوا من شباب الخيام معتذرين نادمين عن كل ما بدر منهم من تجني وإفتراء وقالوا لهم نرجوا منكم المسامحة والحقيقة أن المباراة هي على الكأسين معا ونحن نتيجة خوفنا من المستوى المتقدم في المهارات التي تمتلكونها إدَّعينا زوراً أن الكأس المذهب خاص بنادي جويا وها نحن نقدمه لكم بكل محبة راجين منكم المسامحة.وهكذا فاز فريق الخيام فوزا يستحقه وعاد أعضاؤه فرحين بانتصارين حققاهما هما:(الإنتصار الأخلاقي أولا والإنتصار الرياضي ثانيا).


3 - الدورة الرياضية في عرمتا

نظم أهالي عرمتا دورة رياضية حافلة تضمنت مجموعة ألعاب منها (كرة الطائرة-الركض- كرة الطاولة - طاولة الزهر وألعاب أخرى).

في تلك الدورة لعبت الخيام يوما طويلا وكان اللعب غنيا ومتنوعا وقد فازت الخيام بكأس السباق وكان الفائز غازي خليل عبدالله كما فازت الخيام بكأس مباراة كرة الطاولة وكان الفائز خليل زعرور وأيضا فازت الخيام بكأس طاولة الزهر الذي ربحه خليل أبو عباس (الدعبول).وخسر فريق الخيام في مباراة كرة الطائرة التي غاب عنها يومها علي عبود، لأنه جاء من بيروت ليلاقي الفريق في عرمتا وأضاع الطريق بعد وصوله إلى جزين وتأخر الوقت الأمر اضطره للعودة إلى بيروت ولم يتمكن من الحضور والمشاركة في المباراة.


4 - الدورة الرياضية في صريفا

وصل فريق الخيام إلى النهائي مقابل فريق صريفا الذي لعب معه يومها محمد بدر الدين وهو لاعب محترف وأحد أعضاء فريق منتخب لبنان درجة أولى.ولازال يذكر علي عبود أن محمد بدر الدين كبس كبسة حاول صدَّها خليل أبو عباس فاصطدمت بصدره وبقي صدره محمرا من أثرها لعدة أيام.وأثناء اللعب إقتربت الشمس من المغيب فطلب المدرب علي عبود الإجتماع بالفريق للتشاور،وبعد التشاور وإستئناف المباراة في وقت كانت فيه الشمس تدنو من المغيب،ضرب فريق صريفا السيرف فإلتقط علي عبود الطابة وتقدم فريق الخيام مجتمعا من أسفل الشبكة ووضع الطابة هناك وهنَّؤا الفريق المضيف بالفوز على الرغم من وجود إمكانية لا بأس بها بفوز فريق الخيام رغم الكفاءات العالية التي يتمتع بها فريق صريفا وقد لاقى موقف فريق الخيام يومها إعجابا وتقديرا كبيرين من قبل أهالي صريفا وتجدر الإشارة إلى أن الأداء الأخلاقي لفريق الخيام وروحية اعضائه الرياضية كانا بإستمرار مدعاةً للفخر والإعتزاز.


5 - الدورة الرياضية في الطيبة

كان فريق بلدة الطيبة مميزا بالكفاءات التي يضمها أمثال(حسين أشمر - محسن أشمر(دركي) - شابين من آل أبو طعام إستشهدا لاحقا إثر توغل صهيوني إلى بلدة الطيبة - شكيب رمال وهو من العديسة وكان شاباً طويل القامة وبارع باللعب لكنه نظرا لعدم وجود فريق في بلدة العديسة يومها كان يلعب مع فرق مرجعيون أو الطيبة أو المارية.

في دورة الطيبة وصل فريق الخيام كعادته إلى النهائي وشارف على الفوز بالمباراة لكن الحكم غسان ضاهر زميل الأستاذ حسين نعيم خريس من بلدة شبعا،والذي كان يسكن في الطيبة ومنحاز لفريقها،بدأ بالإنحياز وال(زعبرة)بطريقة فجة حتى إعترض عليه فريق الخيام ووجه إليه مدرب الفريق علي عبود عدة ملاحظات ولم يرتدع فقال له علي عبود في نهاية المطاف:"نحن راضون بما تقرر رغم كل ما بدر منك حتى الآن"وكانت كل هذه الأمور تجري أمام عيون أهل الطيبة وأعضاء فريقهم،الأمر الذي إستدعى أن يقترب أخيرا كابتن فريق الطيبة من الحكم ويعاتبه قائلا " واضح أنك تناقش شباب يتمتعون بروحية رياضية عالية وظهر ذلك جليا منهم رغم كثرة الأخطاء التي إرتكبتها في التحكيم وتجنيك عليهم ورغم كل ذلك ما زالوا يقولون أنهم راضون بتحكيمك لذلك أرجو منك أن تكون أكثر إنصافا".

على هذا الأساس إستمر اللعب وربحت الخيام المباراة كما يستحق فريقها وعاد بالكأس الى الخيام حيث كان يستقبله في كل مرة شباب الخيام ويطوفون بالسيارات فرحين والناس يخرجون من منازلهم إلى الشوارع يهتفون ويصفقون ويرشون الورود والأرُزّ على الفريق المنتصر.


6 -الدورة الرياضية في عرب صاليم

كانت دورة شارك فيها عدد كبير من الفرق ووصل فيها فريق الخيام إلى النهائي كعادته وبعد بدء المباراة كانت الكفة تميل لصالح فريق الخيام،لكن نتيجة تأخر الوقت وفي حال الإستمرار بالمباراة كان لابد من بقاء فريق الخيام لليوم التالي في صريفا لمتابعتها أو عليه أن يعود في اليوم التالي من الخيام وفي الحالتين كان الأمر مرهقا ومكلفا وشاقا على أعضاءالفريق. فتشاوروا فيما بينهم وقرروا الإنسحاب لصالح الفريق المضيف ولقيت هذه المبادرة الكريمة إعجاب الحضور وتقدير فريق عرب صاليم الكبير للخيام وفريقها.

المصادر.

الأستاذ علي حسن عبود.


الى اللقاء مع حلقة أخرى من تاريخ الخيام. على أمل أن نقوم بإغنائها بكل إضافة يمكن أن تقدم لنا من أهل الخيام الطيبين والذين لديهم معلومات تفيد.

* المهندس عدنان إبراهيم سمور، هاتف & واتس: 03/209981

باحث عن الحقيقة

مقالات الكاتب المهندس عدنان سمور

مواضيع ذات صلة:

عدنان سمور: تاريخ الرياضة في الخيام (ج 1)

من تاريخ الرياضة في الخيام (ج 2).. الكرة الطائرة

من تاريخ الرياضة في الخيام (ج 3).. المكتبة العامة

من تاريخ الرياضة في الخيام (ج 4)..

فوق من اليمين نايف يحي - محمد رضى رشيدي - ابراهيم ناصر عبود - عدنان محمد عطوي - علي احمد باشا - حسين نعيم خريس - حسن حسين غريب - عبد الحسن غصن  وعصام اسعد مهنا
فوق من اليمين نايف يحي - محمد رضى رشيدي - ابراهيم ناصر عبود - عدنان محمد عطوي - علي احمد باشا - حسين نعيم خريس - حسن حسين غريب - عبد الحسن غصن وعصام اسعد مهنا


 اسفل من اليمين غسان محمد عطوي - المرحوم فواز محمد شمعون - ابراهيم ابو عباس - علي حسن عبود - يوسف حمادي - خليل ابو عباس - وخلف الأطفال يقف ابراهيم نايف شمعون والطفل الذي يرتدي قبعة هو المرحوم حسين عبد الحسن أبو عباس
اسفل من اليمين غسان محمد عطوي - المرحوم فواز محمد شمعون - ابراهيم ابو عباس - علي حسن عبود - يوسف حمادي - خليل ابو عباس - وخلف الأطفال يقف ابراهيم نايف شمعون والطفل الذي يرتدي قبعة هو المرحوم حسين عبد الحسن أبو عباس


مباريات مدرسة الكفير
مباريات مدرسة الكفير


مباريات مدرسة الكفير
مباريات مدرسة الكفير



تعليقات: