مناصرون كثر في الحزب التقدمي الاشتراكي يرفضون ترشيح خير الدين (الأرشيف)
ينطلق الثاني الشيعي من أن فوز قوى المعارضة بأي مقعد في دائرتي الجنوب الثانية (الزهراني-صور) والثالثة (مرجعيون-حاصبيا، وبنت جبيل والنبطية) شبه مستحيل حتى لو توحدت كل قوى المعارضة. وترشيح المصرفي مروان خير الدين (رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك الموارد) عن المقعد الدرزي في حاصبيا، يؤكد هذه المعادلة الثابتة عند الثنائي. فرغم ما تعرض له اللبنانيون من مصائب جراء سرقة العصر التي أقدمت عليها المصارف ورغم أن إسم مروان خير الدين يوقظ ذاكرة الصدامات والاعتداءات المشهودة التي تورط فيها خير الدين ضد شبان وشابات 17 تشرين، يمضي الثنائي بهذا المرشح المصرفي من العيار الثقيل، لأنه واثق من الفوز الكاسح على أي لائحة أخرى.
لو كان هناك أي شك بإمكانية الخرق بأي مقعد، حتى لو توحدت جميع القوى ضده، لما كان راهن الثنائي على ترشيح خير الدين لخلافة النائب أنور الخليل، بما يمثل الأخير من توازن سياسي بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط وتيار المستقبل.
خسارة مزدوجة للمستقبل
تيار المستقبل عازف عن المشاركة في هذه الدائرة، كما باقي الدوائر. وتؤكد المصادر أن "التيار" ملتزم بقرار الرئيس سعد الحريري، الذي يمنع أي حزبي ليس الترشح للانتخابات فقط بل أيضاً يمنع الترويج لأي مشاريع انتخابية أو مرشحين، ويطلب عدم المشاركة في أي نشاطات أو ماكينات انتخابية. وأي شخص يخالف هذه التعليمات عليه تقديم استقالته من "التيار".
خسارة "المستقبل" في هذه الدائرة ستكون مزدوجة: عدم إمكانية دعم أي مرشح مستقل أو مستقيل من "التيار" لإيصاله إلى الندوة البرلمانية، وفوز مرشح درزي من خارج التوازنات السياسية القائمة في الدائرة. وبالتالي، يتحمل حزب الله مسؤولية تصرّفاته في اللعب بتوازنات المنطقة وكيفية تمثيل مكوناتها، كما تقول المصادر.
تعويض عوني للدروز
وبعيداً من "المستقبل"، حتى مناصرين كثر في الحزب التقدمي الاشتراكي يرفضون ترشيح خير الدين، ما يهدد بمقاطعة درزية، ورغم ذلك يمضي الثنائي بهذا الخيار. ويعوض أي مقاطعة درزية بدعم خير الدين بالأصوات القليلة للتيار الوطني الحر، الذي تقتصر مشاركته في الانتخابات على دعم اللائحة من دون وجود مرشحين له، مقابل تلقي دعم "الثنائي" في مناطق أخرى.
الجنوب معاً
أما قوى المعارضة، فما زالت تتفاوض لتشكيل لوائح موحدة في الدوائر الثلاث في الجنوب. ورغم أنها تدرك أن ترشيح خير الدين يضعف المقعد الدرزي، لسهولة تجييش الناخبين ضده، ثمة تباينات سياسية وانتخابية قد تعيق التوافق.
وأطلقت قوى المعارضة مظلة سياسية انتخابية تحت اسم "الجنوب معاً"، كمنصة لتلاقي الجميع تحتها لتشكيل لوائح موحدة، من دون فرض أي شرط على أي مكون. بل يقتصر دورها تسهيل التوافق وحل النزاعات التي قد تنشأ.
معايير انتقاء المرشحين
كذلك تعمل العديد من قوى المعارضة على تأسيس أرضية مشتركة جامعة في الدائرة الثالثة، لتفادي نتائج العام 2018. وتم الاتفاق على مسودة الورقة السياسية، وعلى معايير انتقاء المرشحين وخصوصاً المرشحين عن المقعد الدرزي والسني والأرثوذكسي في مرجعيون-حاصبيا. فمعضلة هذه القوى في كيفية انتقاء المرشحين المحتملين وإرضاء جميع مكونات المعارضة. ومع ذلك، تم الاتفاق على بعض الشروط التي يجب أن تتوفر في المرشحين: غير منتمٍ لأحزاب السلطة وغير متورط في قضايا فساد أو متورط بصفقات مع الدولة، ولديه حيثية شعبية في محيطه. وفي حال تطابقت المعايير على أكثر من مرشح عن المقعد عينه، يصار إلى إجراء مناظرة عامة بين المرشحين ويتم التصويت من قبل المشاركين، ويفوز الذي يحصل على أعلى الأصوات.
الجهد منكب على توحيد الجميع في لائحة واحدة. وحتى لو انبرت بعض المجموعات لتشكيل لائحة ثانية فستكون ضعيفة ولزوم ما لا يلزم، تقول مصادر مواكبة للمفاوضات. وفي حال عدم التوافق، وهذا مرجح في ظل التباينات، يصار إلى تشكيل أكثر من لائحة هدفها تثبيت موقف سياسي من هنا، أو إثبات وجود من هناك.
مواضيع ذات صلة:
الإعلان عن لائحة موحدة للمعارضة في دائرة الجنوب الثالثة
من هو ابراهيم عبدالله.. المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة مرجعيون - حاصبيا؟
لمحة عن فراس حمدان.. المرشح عن المقعد الدرزي في دائرة مرجعيون - حاصبيا
الأسير المحرر الياس جراده.. مرشح عن مقعد الروم الأرثودوكس في دائرة مرجعيون - حاصبيا
نبذة عن نزار رمّال المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة الجنوب الثالثة (حاصبيا - مرجعيون)
بعد إقفال باب الترشّح للانتخابات: 19 مرشحاً عن دائرة مرجعيون - حاصبيا
ترشيح المصرفي المستفِز مروان خير الدين عن المقعد الدرزي في مرجعيون - حاصبيا
الجنوب الثالثة: خرق قلعة الثنائي الشيعي مستحيل؟
تعليقات: