الأستاذ سعيد ضاوي والمهندس أحمد عطوي يتوسطهما المحامية وداد يونس والدكتور يوسف سعد
يا صديقي،
ذاتَ يومٍ، ونَحْنُ في "نادي الخيام الثقافي الإجتماعي"، وكُنْتَ حينذاكَ تُحَدِّثُني عن المعلِّم "كمال جنبلاط"، هذا الفيلسوف الذي تتَلْمَذْتَ على فِكْرِهِ، قُلْتَ لي إنَّ أكْثَرَ ما أثَّرَ فيكَ من أقوالِهِ، قولُه:
(إذا خُيِّر أحدُكُم بين حزبِهِ و ضميرِهِ ، فعليه أن يترُكَ حزبَهُ وأن يتبعَ ضميرَهُ، لأنَّ الإنسان يمكن أن يعيش بلا حزبٍ، لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير)
وقولُهُ:
(الحياة في أصالتِها ثورة فكُن ثائراً على الدوام).
وهكذا كُنْتَ يا "سعيد"،
فبالإضافَة لكونِكَ صاحب ضميرٍ، والثَّائرَ على الدَّوام، كم كُنْتَ مؤدَّباً يا صديقي!
مؤدَّبٌ في كلامِكَ، مؤدَّبٌ في جلُوسِكَ، في مناقَشَتِكَ لشتَّى الأمورِ الثقافيَّةِ والأدبيَّةِ والسياسيَّةِ، وفي مُجالسَتِكَ لأصدِقائكَ. تأكُلُ وكأنَّكَ لا تأكُل، تَشْرَبُ وكأنَّكَ لا تشرَب، تنظُرُ بخَجلٍ وكأنَّكَ لا تنظُر، حتَّى حين تصمُتُ كُنْتَ تجعلُنا نُصغي لِصَمْتِك.
وكم كُنْتَ ظريفاً يا "سعيد"، فسُرْعَةُ بديهَتِكَ، والطُّرْفَةُ الحاضِرَةُ دوماً في فَمِكَ، كانت تُفرِجُ عنَّا رغَمَ كلِّ ما نعانيه من مصاعِب وهموم.
برحيلِكَ كُسِرَ جناحٌ من أجنِحَةِ نادي الخيام الثقافي الإجتِماعي. فمَعَكَ كنَّا نصعَدُ دوماً في نشاطاتِنا، رغمَ إمكانياتِنا الضَّئيلَة، لنُنافِسَ بها نوادي الثقافة في العاصمة.
كم يعزُّ عليَّ أن أرثيكَ يا صديقي.
وأنا أكتُبُ هذه الأسْطُر، لا أدري كيف تذكَّرْتُ ما قالَهُ "حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ" فِي رثائِهِ "سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ":
لَقَدْ سَجَمَتْ (سالَتْ) مِنْ دَمْعِ عَيْنِي عَبْرَةٌ... وَحُقَّ لِعَيْنِي أَنْ تَفِيضَ عَلَى سَعْدٍ
وكيف وَجَدتُني أقول:
لَقَدْ سَجَمَتْ مِنْ دَمْعِ عَيْنِي عَبْرَةٌ... وَحُقَّ لِعَيْنِي أَنْ تَفِيضَ عَلَى سَعيدٍ
* وداد يونس
مواضيع ذات صلة:
د. كرم كرم: سعيد الضاوي.. وداعاً!
غاصب المختار: المناضل ابن أرض الجنوب المقاومة، سعيد الضاوي، حمل قيم كمال جنبلاط
ابو فاعور: رحل الرفيق سعيد الضاوي ابن الخيام وحامل عطرها وارثها الوطني
عزت رشيدي: سعيد الضاوي.. زميلنا الذي لن نصدق انه قد رحل
يوسف مرعي: عزاؤنا برحيل سعيد الضاوي، الخير الكثير الذي زرعه في بلدته
الأنباء: سعيد الضاوي يلملم أوراقه ويرحل.. من تخوم فلسطين كانت البداية
علي حماده: التقيت أحياناً في مواقع متقابلة مع سعيد.. دون ان يفسد ذلك للود قضية
وداد يونس: برحيلِكَ «سعيد ضاوي» كُسِرَ جناحٌ من أجنِحَةِ نادي الخيام الثقافي
كلمة شكر من عائلة المرحوم سعيد الضاوي
وهبي أبو فاعور: رموز الوفاء.. سعيد الضاوي وداعاً
المحامية وداد يونس
المحامية وداد يونس
تعليقات: