هيفاء نصّار: في الذكرى السابعة والأربعين لمجزرة الخيام

الشقيقان الحاج غسان والحاج ابراهيم عطوي عند اللوحة الجدارية لمجزرة الخيام يستعرضان شهاديتهما حول هذه المجزرة
الشقيقان الحاج غسان والحاج ابراهيم عطوي عند اللوحة الجدارية لمجزرة الخيام يستعرضان شهاديتهما حول هذه المجزرة


أحداث كثيرة تخطر في البال، لا نعرف كيف نعيش لنقلها، أو نصبح نحن الفكرة والخبر، ويأخذ غيرنا مكاننا لنصبح حدثا…و صورة.

أما القصة قصة مجزرة الخيام فهي تعني كل فرد منّا، هي قصتنا وقصّة أهلنا، قصّة قرانا مزارعنا، حقولنا ومنازلنا.

ما بين أيدينا اليوم هو مجزرة حصلت منذ سبعة وأربعين عاما. لو قضينا حياتنا في الحديث عنها، ما استطعنا تأدية حق أنين مظلومين منبعث من الخيام من تحت الظلم والعدوان.

في مثل هذا اليوم من السابع عشر من آذار من العام 1978 حصلت مجزرة فظيعة في الخيام والتي راح ضحيتها أكثر من سبعين شهيدا من الرجال والنساء.

وهذه المجزرة ( وغيرها من المجازر ) كانت ذريعة من ذرائع اعتداءات مستمرة دون توقف منذ زمن طويل ولا مبرر للعدو لفعلته سوى الانتقام.

في هذا اليوم من السابع عشر من آذار من العام 1978 حصلت المجزرة دون أية مراعاة لأية عناوين إنسانية أو سياسية…

هذا الإذن أو التأييد او الرضى والحرية في القتل بالجملة أسفر عن قتل واستشهاد أكثر من سبعين مدنيا خياميا، جلّهم من كبار السن من الرجال والنساء.

نذكر أسماء بعض شهداء المجزرة على سبيل ما استحصل عليه المرحوم السيّد عبد الأمير علي مهنا من ذاكرة أبناء الخيام من شهدائهم في هذه المجزرة المروعة، وكلهم من الشيوخ والعجزة والطاعنين في السن:

إبراهيم شمعون _-إبراهيم عطوي - أسعد عكر - أفطان سويد - حسين قانصو - خزنة شيري - خليل علي خليل - ذوابة عكر - رقية درويش ضاوي - رقية الشرتونية ( أرملة حسين علي جمعة ) - زوجة إبراهيم شمعون - زوجة السرعيني - زوجة حسين كلش - زوجة عبدو مزهر - زوجة محمد خليل مرعي - زوجة محمد خليل عطوي - زوجة يوسف شمعون - سلمان خشيش - سكنة شمعون - عارف كريم - علي زريق - على عطوي - علي قلوط - فاطمة علي رحّال - الطفل كريم عارف كريم - كامل علي ضاوي - مريم أسعد عبدالله - مريم رحّال - مريم عواضة - مريم محمد عواضة - محمد داغر - منى زريق - محمد خليل مرعي - محمد خليل عطوي - محمد علي خريس - الحاج محمد عواضة - محمد عواضة - محمد عليان - محمد عليان - محمد الغزاوي - محمود مرعي. -1-

هذه المجزرة وغيرها من المجازر تعتبر مأزقا حقيقيا للعدو الذي أفلت القرار من كل عقال بفعلته الشنيعة في قتل المدنيين في الخيام وغير الخيام.

هذه المجزرة الفظيعة، وكما غيرها من المجازر، استهدفت كبار السن بشكل سافر " وبلا رتوش " وبشكل وحشي.

ويقول المرحوم السّيد عبد الأمير علي مهنا في كتابه الخيام في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب حوادث وتواريخ ص -78- ما يلي:

" إن أخطر حدث أصاب الخياميين قبل المجزرة وبعدها كان التهجير الجماعي المتقطع للأهالي الذين اقتلعوا من منازلهم: دمّرت بيوتهم ومؤسساتهم ومدارسهم وأماكن عباداته، نهب أثاثهم وحتى حديد سطوحهم، فقدوا موارد رزقهم وأصبحوا بين ليلة وضحاها دون دخل ومأوى ودراسة وغطاء صحّي واجتماعي وسياسي. عن أوضاعهم هذه يمكننا تصوّر المشاكل التي نجمت في مجالات السكن والتربية والعمل والصحّة والغذاء وتفتّت النسيج الاجتماعي للأهالي وانتشار البطالة. فكان من الطبيعي أن يهاجر البعض الى خارج الوطن الجريح ويعيش القسم الآخر على هامش المجتمع، وكان من الطبيعي أيضا أن يظهر في بيروت من يتحسّس آلام اهله واخوانه وأحبائه ويطالب ويكتب ويعترض ويرفع الصوت ويبلسم الجراح ويدعو للعمل من أجل العودة."

يا للتاريخ كم يعيد نفسه. واليوم الخيام دخلت التاريخ من جديد وأعادت ذكرى "ستالينغراد".

إن تلك المجزرة وغيرها من المجازر والى تاريخ اليوم نجد صعوبة من استصراح او استنطاق أو اقتناص موقف يدين الافعال الجبانة للعدو الذي يتمادى في اجرامه في كل يوم مفرد بقتل المدنيين.

إن أعداء اليوم لا يقرؤون ولا يسمعون ولا يتذكرون …ولا يريدون ذلك…فقط يأملون نصرا على حساب المستضعفين…نصر لن يأتي أبدا.

-1- شاهد العمل: المرحوم السيّد عبد الأمير علي مهنا في كتابه الخيام في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب حوادث وتواريخ ص -68-

هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 17 آذار 2025


شهادات لمواطنين خياميين حول هذه المجزرة، من بينهم الشقيقان الحاج غسان والحاج ابراهيم عطوي، الحاج عبد الرضا عواضة، السيد محمد حسن يحيى والحاج عباس ادريس..

الفيديو من إعداد وتصوير "رضا قشمر"


مشهد من مسرحيّة "أيام الخيام"، لفرقة "مسرح الحكواتي" اللبنانية، من إخراج المبدع "روجيه عساف":

مواضيع ذات صلة:

أبو حسين عطوي ولحظة من الانتصار

ثلاثون عاماً على مجزرة الخيام.. متى سيحاكَم مرتكبوها؟

ذكرى مجزرة الخيام

ذكرى مجزرة الخيام: الخياميون لم ينسوا حتى يتذكروا

مجزرة الخيام ليست أولى مجازرهم ولسنا أول أو آخر ضحاياهم

في ذكرى مجزرة الخيام: أجدادُنا أورثونا العزّة والإباء.. فكان خير ميراث

أبو حسين عطوي ولحظة من الانتصار

مجزرة الخيام.. حكاية تضحية وصمود

مجزرة الخيام.. طالت البشر والحجر

مجزرة الخيام.. كي لا ننسى

خديجة عكر- آخر شهود مجزرة الخيام
خديجة عكر- آخر شهود مجزرة الخيام


صورة للهمجية الصهيونية
صورة للهمجية الصهيونية


الحاج محمد خليل عطوي وزوجته الحاجة زكية ابو عباس من بين الشهداء ضحايا مجزرة الخيام التي ارتكبها العدو الصهيوني عام 1978
الحاج محمد خليل عطوي وزوجته الحاجة زكية ابو عباس من بين الشهداء ضحايا مجزرة الخيام التي ارتكبها العدو الصهيوني عام 1978


علي سمّور لن ينس هول المجزرة
علي سمّور لن ينس هول المجزرة


سهيل علي غصن على أطلال بيته بعد المجزرة بسنوات قليلة
سهيل علي غصن على أطلال بيته بعد المجزرة بسنوات قليلة


تعليقات: