من كان شريكاً اساسياً في الدعوى كما جاء فيما سبق لا تطلق عليه صفة الصحابي ، ومن واقعة جديدة نتأكد اكثر وأكثر بأن صفة الصحابة لا تطلق " على علي " .
ما ان أنهى الرسول ( ص ) صلح الحديبية ولم يمض سوى عشرون يوماً على صلح الحديبية وكان هذا الصلح مع جناح قريش أقوى اجنحة الأحزاب الثلاثة وهو " قريش " وقد آمن منه تماماً بعد هذا الصلح ، واراد ان يحاسب الجناحين الباقيين ـ اليهود وقبائل نجد ـ حتى يتم الأمن والسلام، ويسود الهدوء في المنطقة، ويفرغ المسلمون من الصراع الدامي المتواصل إلى تبليغ رسالة الله والدعوة إليه. ولما كانت خيبر هي وكرة الدس والتآمر ومركز الاستفزازات العسكرية، ومعدن التحرشات وإثارة الحروب، كانت هي الجديرة بالتفات المسلمين .
حاصر المسلمون حصون خَيْبَر متأهبين لقتال اليهود، وقد أخذوا أسلحتهم وأعدُّوا عدتهم لذلك،
و كان عدد المقاتلين المسلمين وقتها ألف و ثمان مائة مقاتل فقط ، لأن الرسول محمد قرر أن يقاتل معه في هذه المعركة كل من كان في صلح الحديبية فقط . وكان عدد المقاتلين من اليهود عشرة آلاف مقاتل ، ومن العادة في الحروب تسليم الراية الى قائد يقود المقاتلين لتحقيق النصر ، ولأجل ذلك
النبي قد دفع الراية إلى ثلاثة من أصحابه من المهاجرين (أبوبكر وعمر) والأنصار (سعد بن عبادة)، فلم يصنعوا شيئاً، ورجع كل منهم إثر الآخر يستبطئ أصحابه، ويوبّخون بعضهم ويتلاومون، فغضب النبي . فأمسى مهموما وهو يذكّرهم بالذي وعدهم الله إياه. " فتح خَيْبَر "
قال أهل السيَر: فقال النبي: «ما بال أقوام يرجعون منهزمين، يجبنون أصحابهم! أما والله لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّه الله ورسوله، يفتح الله على يديه. أو: لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّه الله ورسوله، يفتح الله على يديه ليس بفرّار أو: لأعطين الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، کرّاراً غیر فرّار، يفتح الله عليه، جبريل عن يمينه، وميکائيل عن يساره...
فقد روى الإمام البخاريرحمه الله في صحيحه: "فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: "أين علي بن أبي طالب؟" فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: "فأرسلوا إليه". فأُتي به فبصق رسول الله في عينيه ودعا له فبرأ". ثم سلَّمه الراية، فقال: على ما أقاتلهم يا رسول الله قال :" على أن يشهدوا أن لا اله إلا الله وأني رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها وحسابهم عند الله تعالى".[6] إن هذه الغزوة توضح معلمًا عامًا لخطة المصطفى لتوحيد جزيرة العرب تحت راية الإسلام، وتحويلها إلى قاعدة لنشر الإسلام في العالمين، فقد خطط محمد -عليه الصلاة والسلام- ألا يسير إلى مكة إلا بعد أن يكون قد مهد شمال الحجاز إلى حدود الشام، وأن تكون الخطوة الأخيرة هي الاستيلاء على خيبر وغيرها من المراكز اليهودية شمال الحجاز وخاصة خيبر وفدك ووادي القرى؛ ليحرم القبائل المحيطة به من أي مركز يمكن أن يعتمدوا عليه في مهاجمة الدولة الإسلامية الناشئة.
قاد علي بن ابي طالب المعركة بشجاعة لا يقدر الشاهد على وصفها وأخذت حصون خَيْبَر تتهاوى حصن بعد الآخر الى ان دخل مقاتلي اليهود الحصن الأخير المنيع ، وعلي بن ابي طالب كرار كانوا يفرون أمامه ، واحتمائهم في الحصن المنيع لم ينفعهم ولم يشفع لهم ، فقد اقتلع علي بن ابي طالب باب الحصن ، المقدر لفتحه وإغلاقه سبعون مقاتل ، وانتهت المعركة بنصر المسلمين كما وعدهم الله بقيادة علي بن ابي طالب .
من كانت هذه سيرته وشهادة الرسول ( ص ) بأنه يحبه والله يحبه وهو يحب الله ورسوله يكون صحابياً ، أم شريكاً في الدعوة .
يتبع الجزء السادس
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
الجزء الأول من موضوع الحاج صبحي القاعوري (علي بن ابي طالب (ع) ليس صحابياً)
الجزء الثاني من موضوع الحاج صبحي القاعوري (علي بن ابي طالب (ع) ليس صحابياً)
الجزء الثالث من موضوع الحاج صبحي القاعوري (علي بن ابي طالب (ع) ليس صحابياً)
الجزء الرابع من موضوع الحاج صبحي القاعوري (علي بن ابي طالب (ع) ليس صحابياً)
الجزء الخامس من موضوع الحاج صبحي القاعوري (علي بن ابي طالب (ع) ليس صحابياً)
الجزء السادس من موضوع الحاج صبحي القاعوري (علي بن ابي طالب (ع) ليس صحابياً)
الجزء السابع من موضوع الحاج صبحي القاعوري (علي بن ابي طالب (ع) ليس صحابياً)
الجزء الثامن من موضوع الحاج صبحي القاعوري (علي بن ابي طالب (ع) ليس صحابياً)
الجزء التاسع من موضوع الحاج صبحي القاعوري (علي بن ابي طالب (ع) ليس صحابياً)
الجزء العاشر والأخير من موضوع الحاج صبحي القاعوري (علي بن ابي طالب (ع) ليس صحابياً)
تعليقات: